توقيت القاهرة المحلي 18:40:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظاليم وراء القضبان

  مصر اليوم -

مظاليم وراء القضبان

عمرو الشوبكي

يقينا هناك من اعتقل نتيجة تورطه فى ممارسة عنف أو التحريض عليه، ولكن يقينا أيضا هناك من اعتقل ولم تكن له علاقة بأى عنف، ومازال خلف القضبان، بل إن بعض هؤلاء قابلتهم بنفسى، وأكاد أجزم أن بعضهم من مؤيدى النظام الحالى (لأول مرة نجد نظاما يعتقل أنصاره) ومن رافضى حكم الإخوان، وتابعت حالتهم مع صديقنا جورج إسحاق، ممثلا عن المجلس القومى لحقوق الإنسان، فهذه السيدة التى جاءت من الشرقية، بعد أن اعتقل ابنها الطالب فى كلية طب الأسنان، والذى لم ينتم لجماعة الإخوان المسلمين، بل تعرضت للاعتداء من سيدة إخوانية أثناء زيارتها لابنها، لأنها رفضت أن يوظف كورقة فى مواجهة النظام الحالى، وهناك شاب آخر من الشرقية أيضا، وأمين حزب الكرامة هناك، واعتقل فى عهد مرسى، وحكم عليه بالسجن، ومازال منذ عام ينتظر مثل كثيرين حكم محكمة النقض.

لا يجب أن يبقى واحد، ولو معارض، خلف القضبان نتيجة تجاهل غير مبرر لأوضاعهم القانونية، ودون حكم قضائى، مادام لم يحرض ولم يمارس العنف ولم ينتهك الدستور والقانون.

أحد هؤلاء، وهو عضو فى هيئة تدريس إحدى الجامعات المصرية، أرسل لى رسالة مؤثرة تحكى مأساته جاء فيها: تم اعتقالى عشوائيا من حرم الجامعة، بعدما أنهيت محاضراتى فى الكلية، وخرجت متوجها إلى بيتى، وإذا بى أفاجأ بأمين شرطة بزى مدنى يلقى القبض علىَّ، لأن تليفونى كانت عليه صور إحدى قنابل الغاز التى ألقيت على مدخل الكلية، والتى كنت قد تلقيتها على البلوتوث من أحد زملائى، واحتفظت بها على أنها شعار للمرحلة، مكثت فى المعتقل قرابة شهرين منها 13 يوما فى معسكر السلام للأمن المركزى و18 يوما فى قسم ثان مدينة نصر وباقى الأيام فى أبى زعبل، ثم تم إخلاء سبيلى بكفالة، وأنا متهم بـ 16 تهمة كل تهمة منها تحتاج إلى بلطجى عتل ليقوم بها منها حرق مدرعتى شرطة واعتداء على ضابط وسرقة سلاح ميرى ووو... ذهب زملائى جميعا للشهادة فى النيابة، ومنهم رئيس القسم وعميد الكلية، وقدما مذكرة رسمية تحمل إمضاء العميد ورئيس القسم بأنى كنت متواجدا بالكلية، ولم أشارك فى أى أحداث، لكن دون جدوى، أنا الآن استطعت أن أسافر إلى ألمانيا لإتمام دراستى العليا، بعد حفظ القضية، حيث إنى كنت قد حصلت على بعثة دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل العلمى بوصفى من أفضل ثلاثة عشر باحثا شابا على مستوى الجمهورية وفقا للمعايير التى وضعتها الهيئة الألمانية ووزارة التعليم العالى. هذه قصتى، وأنا لا أتحدث بالنسبة لى، فقد كان فى زنزانتى فى أبى زعبل ما يزيد على 67 معتقلا اعتقلوا اعتقالا عشوائيا منهم حوالى 15 طالب طب و25 طالب هندسة وحوالى 7 صيدلة و5 لغات وترجمة، والباقى متوزعون على كليات الجامعة، واللافت أن معظمهم من أوائل دفعهم، فضلا عن طبيبين بشريين، ومنهم من حكم عليه بـ 5 سنوات، ومنهم من حكم عليه بـ 3 سنوات، أرجوك أن تفعل شيئا من أجل هؤلاء الطلاب ليس من بينهم أكثر من 5 طلاب يتبعون للإخوان، والباقى ليس له أى توجه سياسى، لكم حلموا بالتخرج ونفع بلادهم. لو ضاع مستقبل هؤلاء الطلاب فسيكونون قنابل موقوتة ضد الوطن، بعد خروجهم، ولن يستطيع أحد أن يلومهم، لقد ضُربوا وأهينوا وأهدرت كرامتهم وإنسانيتهم وغير ذلك الكثير. لو حضرتك طلبت شهادتى على أحداث التعذيب فى أى من الأماكن المذكورة، فأنا تحت أمرك، لكن طلبى ألا تذكر بياناتى ولا وظيفتى، ويمكن أن تكتفى بكتابة عضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات. تحياتى وفى انتظار الرد.

وللأسف، لا رد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاليم وراء القضبان مظاليم وراء القضبان



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon