توقيت القاهرة المحلي 15:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أطلقهم؟

  مصر اليوم -

من أطلقهم

عمرو الشوبكي

فى عهود مصر السابقة كنا نرى رجال دولة مؤيدين للنظام، وآخرين امتلكوا مهارات سياسية من خلال وجودهم فى حزب الدولة سواء كان اتحاداً اشتراكياً أو وطنياً ديمقراطياً، وشهدنا أيضا رجال دولة تعلموا فى جامعات محترمة واختاروا أن يكونوا جزءاً من النظام على أمل أن يصبحوا وزراء أو مسؤولين كباراً.

وكانت للدولة أنياب وأظافر تستطيع أن تواجه بها خصومها السياسيين من جهاز أمن إلى صحفيين وكتاب، وفى نهاية عهد مبارك شهدنا قلة قليلة من الشتامين ولكنهم تواروا خلف مئات الأسماء التى امتلكت كفاءة ما فى مكان ما حتى لو اتهمهم البعض بالانتهازية وموالاة السلطة.

ولم ينكر الكثيرون أنه كانت فى مصر مجموعة اقتصادية تعلمت أفضل تعليم وامتلكت رؤية وتوجهاً متجانساً، صحيح أن كثيرين اعترضوا على توجهات هذه المجموعة التى صبت سياستها فى صالح الأغنياء على حساب الأغلبية الفقيرة، إلا أن أداءها فى المجمل كان أفضل وبكثير من أداء المجموعة الاقتصادية الحالية.

والحقيقة أن الواقع الحالى يقول إن هناك حالة غير مسبوقة من الانهيار الكامل فى لغة الحوار، ليس فقط بسبب التسيب وغياب دولة القانون إنما بسبب استبعاد كل من له علاقة بالكفاءة والمهنية والعلم، حتى أخليت الساحة تماما لأصحاب اللسان الطويل والعقل الصغير، وصارت فواصل الردح والشتائم هى القوت اليومى للمصريين على يد مجموعة لا تتجاوز أصابع اليدين ممن حصنتهم الدولة وحمتهم أجهزتها.

هل يعقل كم الشتائم والبذاءات التى تعرضت لها وكيلة نقابة الأطباء لأنها دافعت عن كرامة الأطباء (ودون مناقشة لقرارات النقابة)، ومدرب نادى الزمالك السابق، والنائب محمد أنور السادات، وغيرهم العشرات والمئات حتى أصبحت رموز مرحلة «أخلاقنا» هى الانحطاط والتدنى والبذاءة دون غيرها.

مفارقة صادمة أن يكون حديث الحكم كل يوم عن الأخلاق والعمل والإنجاز ويكون الواقع مليئاً بالفهلوة والبذاءة والنفاق، فكيف يمكن لبلد انهارت فيه قيم وصناعات (كالسياحة مثلا) وتراجعت الزراعة والاستثمارات، ويعانى مشكلات كبيرة فى المياه وغيرها ولا تكون فيه نخبة سياسية قادرة على أن تعبر عن قيم العمل والإصلاح.

صحيح هناك بعض الوجوه الإصلاحية داخل الوزارة الحالية، ولكنها تعمل داخل إطار منظومة غير إصلاحية بل وتكره الإصلاح وتنحاز للجهلاء والشتامين والمخبرين الرخيصين.

والسؤال المطروح: من أطلق هذه الأشكال على الشعب المصرى؟ هل هم نموا وترعرعوا نتيجة حالة الفراغ السائدة، والتى جعلت خبيرا أمنيا مهنيا من مؤيدى النظام الحالى بشدة يصرخ وهو يتحدث عن حالة الفراغ السياسى والإعلامى المذهل فى التعامل مع قضية الطالب الإيطالى روجينى وغياب أى حديث رسمى أو غير رسمى حول هذا الموضوع إلا الإشارة الباهتة فى حديث وزير الداخلية المصرى.

أم أن هؤلاء المحصنين الشتامين نموا بسبب دعم الأجهزة الأمنية لهم ووجود قرار غير حكيم بأن يظلوا هم رموز المشهد العام فى مصر ليسمموه، ويدفعوا الناس إلى القول كل يوم بأننا نحن شعب متخلف وجاهل لأن فينا من اختار هؤلاء ونبقى فى النهاية تحت وصاية مجموعة الحكم؟

نحن لا ننجز فى الاقتصاد ولا السياسة وأزمتنا كبيرة بسبب اختيارات الحكم ورسائله المتناقضة، فلن ينجح أى مجتمع فى العمل والتضحية ورموزه هم المنافقون والطبالون والفاسدون، ولا يمكن أن تبنى جزيرة موازية للناس الطيبين ينجزون ويعملون فيها، وتترك الأشرار والفاسدين والشتامين يتسلون على الشعب المصرى: يخربون وعيه ويستبيحون قيمه، وننتظر بعد ذلك إنجازاً حقيقياً واحداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أطلقهم من أطلقهم



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon