توقيت القاهرة المحلي 13:56:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. واتفقت إيران

  مصر اليوم -

 واتفقت إيران

عمرو الشوبكي

أخيراً نجحت إيران فى انتزاع اتفاق مع الدول الغربية عُرف باتفاق «خمسة 1»، نسبةً إلى عدد الدول الغربية المشاركة فى المفاوضات بجانب إيران، حيث وافقت على عدم تخصيب اليورانيوم فوق معدل 3.67 لمدة 15 عاماً على الأقل، وعلى تقليص المخزون منخفض التخصيب البالغ عشرة آلاف كيلوجرام إلى 300 كيلوجرام لمدة 15 عاماً، كما وافقت أيضاً على عدم بناء أى منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاماً.

واعتبر كثير من السياسيين الغربيين، الذين كانوا حتى وقت قريب يكيلون الاتهامات لإيران، أن هذا الاتفاق يمثل أرضية صلبة وقابلة للتحقق، كما يمهّد الطريق بشكل جدى لصياغة اتفاق نهائى وحاسم قبل تاريخ 30 يونيو المقبل.

والمؤكد أن هذا الاتفاق مثَّل منعطفاً مهماً فى تاريخ العلاقات الإيرانية مع الغرب، وأن نتيجته الأساسية ستكون رفع الحصار الاقتصادى والعزلة السياسية التى تعرضت لها إيران منذ اندلاع ثورتها الكبرى عام 1979 حتى الآن.

وجاء هذا الحصار فى مواجهة نظام سياسى ثورى وممانع حقيقى لا علاقة له بتجارب ادعاء الممانعة الفاشلة فى العالم العربى التى مثَّلتها نظم مثل القذافى فى ليبيا، أو بشار الأسد فى سوريا، فهو نظام سياسى ثورى اتسم بالحيوية، وبنى ما يمكن وصفه فى العلوم السياسية بنظام «التعددية المقيدة»، أى نظام يسمح بالتغيير بين أجنحة النظام المختلفة بشرط الحفاظ على القواعد والأسس التى يقوم عليها هذا النظام، خاصة نظام ولاية الفقيه الذى يعطى مرشد الثورة المنتخب من بين رجال الدين صلاحيات أكبر من رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب.

والحقيقة أن اعتراف المجتمع الدولى بقوة إيران، وفى نفس الوقت فرضه قيوداً حقيقية على طموحاتها النووية، يعنى انتقالها من دولة ممانعة خارج المنظومة العالمية إلى دولة ممانعة من داخلها، وهو فارق كبير، وسيعنى من الناحية العملية فتح الباب أمام المجتمع الدولى للتأثير فى النظام الإيرانى من خلال التفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى، ودفعه عملياً نحو الاعتدال.

وعلينا تأمُّل فرحة الشباب الإيرانى بهذا الاتفاق الذى عنى فى جانب منه انفتاح إيران على العالم وليس فقط انتصاراً وطنياً، وتجنب إيران الدخول فى حرب مدمرة مع الغرب، وانتقالها من مرحلة كان طموحها النووى مهدداً بالتدمير إلى مرحلة الاحتفاظ ببنيتها النووية دون تطوير.

والسؤال المطروح: هل سيساعد هذا الاتفاق إيران على تحريك أذرعها وميليشياتها فى العالم العربى بحرية أكبر؟ وهل سيعطيها قوة أكبر فى دعم الحوثى فى اليمن، أم أنه سيمثل قيداً عليها، نظراً لأن ارتباطها بالعالم سيعنى مزيداً من حسابات الرشادة الاقتصادية، وتراجع حدة الأيديولوجيا الدينية المهيمنة على جانب مهم من النظام السياسى الإيرانى (نظام ولاية الفقيه)، بما يعنى إعطاء فرصة حقيقية لكى تراجع إيران رهاناتها الخاسرة، وفى بعض الأحيان التخريبية والطائفية، خاصة فى سوريا والعراق، وترفع دعمها عن الحوثيين فى اليمن من أجل فتح الباب أمام كل الأطراف المتصارعة للجلوس على مائدة تفاوض أخرى.

الاتفاق مع الغرب يمثل نظرياً خطوة نحو اعتدال إيران، بشرط واحد: أن تكون نوايا أمريكا والغرب تجاه العالم العربى، خاصة السعودية، هى عدم توريطها فى حرب اليمن بغرض استهداف كيانها واستنزافها، عندها ستتحول إيران إلى دولة أكثر عدوانية لأن الهدف سيكون استنزاف السعودية وليس اعتدال إيران.

فى أى اتجاه ستسير الأمور؟.. هذا ما ستُبيّنه الأيام المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 واتفقت إيران  واتفقت إيران



GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 09:24 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:14 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي
  مصر اليوم - سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon