نهاد ابو القمصان
دعت وزارة الأوقاف إلى مؤتمر مهم لتجديد الخطاب الدينى، وهو أمر نحن فى أشد الحاجة إليه، لا سيما بعد ظهور العديد من الرسائل المتلفزة التى يتم تداولها على الإنترنت، تعد سبة للإسلام أو لأى دين، حيث إن ما يقال عليه «فتاوى» يجب أن يوضع قائلها تحت طائلة القانون أو يُحال قائله إلى مستشفى الأمراض العقلية، كفتاوى مواقعة الرضيعة، وغيرها مما يعف اللسان عن قوله، لذا تأتى مبادرة وزير الأوقاف خطوة مهمة نحن فى حاجة ماسة إليها الآن كمهمة إنسانية قبل أن تكون دينية.
ويعد الخطاب الدينى أحد أهم العوامل المؤثرة فى واقع حال المرأة المصرية والعربية، فرغم تأكيد الجهات الدينية الرسمية مثل الأزهر الشريف على مساواة النساء والرجال، فإنه بنظرة فاحصة إلى وضع النساء، نجد أنه عادة ما ينأى الواقع الفعلى عن هذه المساواة المطروحة نظرياً.
ومن أهم خطوات تجديد الخطاب الدينى مسح جميع الآراء والانفتاح على العالم وتبادل الأفكار مع مدارس فقهية ودينية أخرى. فبالنظر إلى بعض التوجهات الدينية المطروحة من خلال القنوات الإعلامية المختلفة فى الوطن العربى من جهة والمشاكل الضاغطة فيما يخص شئون المرأة على الصعيدين الشخصى والعام يمكن معرفة كيف يتم تسطيح عقل النساء وإغراقهن وإغراق المجتمع فى ظلمات أفكار عدد محدود مما يملك توجيه الرأى العام بأموال يتم استثمارها فى ما يسمى الإعلام الدينى، ويمكن رصد بعض الملاحظات:
1 - يتم تخصيص معظم مساحة المواقع الإلكترونية الدينية وبرامج الفتاوى التليفزيونية للرد على أسئلة المتصلين، وما يتفضل من وقت إذاعى أو مساحة على الموقع لعرض مادة دينية معدة سلفاً ينقل فيها العالِم رؤيته.
2 - تتمحور أسئلة المتصلين فيما يخص المرأة بالتكرار فى مواضيع معينة أهمها الزواج والطلاق وما هو عورة من جسدها وما هو دونها.
3 - تخصص الصفحات الدينية الإلكترونية أبواباً لأسئلة المرأة، يلحظ فيها غياب أسئلة عن التعليم أو كيفية معاملة الجار أو عن أهمية التسامح مثلاً. من المفهوم أن هذه القيم تخص جموع المسلمين وليس المرأة فقط، ولكن يبدو أن تجاهلها سهواً أو عمداً فى المنابر المخصصة للمرأة يتسبب فى تعزيز ثقافة المرأة ككيان جنسى فقط على حساب فاعليتها فى المجتمع.
ويمكن تحديد الإشكاليات المطروحة، التى يجب التصدى لها كقضايا ملحة تحتاج إلى رؤية مغايرة تساعد الناس على التطور وتخرجهم من كثير من الأزمات التى إما تؤثر على علاقتهم بالدين أو علاقتهم بالحياة.
أولاً: الإشكاليات المطروحة على الصعيد الشخصى:
1 - الزواج المبكر.
2 - الزواج العرفى.
3 - تعدد الزوجات.
4 - العنف ضد المرأة.
5 - لباس المرأة المسلمة.
ثانياً: الإشكاليات المطروحة على الصعيد العام:
1 - الاستقلال الاقتصادى للمرأة.
2 - المرأة بين الواجبات المنزلية وسوق العمل.
3 - إدماج المرأة فى التنمية والانخراط المدنى.
4 - ولاية المرأة.
هذه ليست كل القضايا، لكنها الأكثر إلحاحاً، لكن تظل المهمة الأصعب هى النظر فى التراث وتنقيته بما يتفق مع سمو الدين ورسالته الإنسانية الحقيقية المبنية على العدل والمساواة «وكل رمضان ونحن جميعاً ننعم بالعدل والتصالح مع الذات».