نهاد أبو القمصان
فى كل بلاد العالم، المتقدم منها والمتخلف، يعد الجيش العمود الفقرى لأى بلد، وتقاس قوة الدول بقوة جيوشها، عندما كانت الجيوش البريطانية تغزو العالم كانت الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس وتسمع كلمتها فى المحافل الدولية وعندما غابت الشمس عن جيوشها توارت لتكون خلف الإمبراطورية الأمريكية، ويمكن لأى قارئ للتاريخ المصرى يعلم أن محمد على مؤسس مصر الحديثة قد بنى جيشاً ثم عمل على تطوير الخدمات الداعمة لهذا الجيش لذا جاء تطوير التعليم والزراعة والصناعة، وهو ما استكمله جمال عبدالناصر وهو ما سوف نستكمله الآن ومصرون عليه مهما كانت التضحيات.
ولأن نهوض مصر يشكل خطراً كبيراً على الكثيرين على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد تجار الدين والموت، لذا مع أى خطوات واعدة تكثر الضباع والحشرات لتحاول إجهاض هذا النهوض، ولأننا اعتدنا على ذلك ونعلم أن هناك أثمان لا بد أن تدفع لنحافظ على هذا الوطن، فإننا نستقبل استهداف أولادنا من الجيش بكثير من الحزن والصبر والاحتساب، نحسبهم عند الله شهداء ونحمد الله أن بها من الرجال يؤثرون على أنفسهم لنحيا فى أمان، يعرفون أنهم مستهدفون ولا يتركون ملابسهم العسكرية ويتخلون عنها وعنا، مثلما فعل الجيش العراقى تاركاً وطناً كان يشكو من تمييز ضد فئة ليتحول إلى لا وطن أقل آلامه أن يتم التمييز فيه ضد فئة، وإنما يتم الذبح فيه لكل فئة تختلف عن حامل السكين فى الدين أو المذهب أو حتى الرأى.
فى رمضان هذا العام قامت الضباع بعمل اعتداء مماثل للاعتداء الذى تم سابقاً على الجنود المصريين فى شهر رمضان أيضاً، حيث تم الاشتباك باستخدام الأسلحة الثقيلة مع فرقة فى مدينة الفرافرة فى الوادى الجديد، وقد قامت أيضاً قوات حرس الحدود بالاشتباك، والرد على هؤلاء المعتدين، الذين فى الحقيقة لا يستهدفون عدد أفراد أو ضباطاً من الجيش بل يستهدفوننا ونحن جالسون أما التلفاز نستمتع بمسلسلات رمضان، يستهدفون أولادنا وهم يلعبون لأوقات السحور فى أمان تحت منازلهم، يستهدفون حتى الجالس ببرود يعلق تعليقات سخيفة على جيش قبل تحركه فى 3 يوليو كان كثير من المصريين يفكر فى أى بلد سيلقى هو وأسرته فى ذل اللجوء.
لكن الألم هذه المرة يتعدى ألم الحادث ناتج عن انسياق بعض ما يسمون أنفسهم نشطاء على الإنترنت وراء لجان إلكترونية لعدو غادر وخائن لا يكتفى بقتل جنودنا، بل يتشفى فيهم وفينا ويدعى التندر على الجيش المصرى، لجان إلكترونية لا تقل جرماً عن من يمسك السلاح ليقتل، تناقلت صوراً وتعليقات للنيل من الجيش المصرى لأنه يدعم الفقراء ويعمل على وزن السوق بتقديم خدمات للمدنيين لحين آليات حقيقية لضبط السوق فى ضوء رأسمالية مجرمة وقوى سياسية أقل من أن تحمى المصريين.
تحاول القوات المسلحة ضبط آليات السوق بما تملك من أدوات لحين اكتمال بناء الأدوات المدنية وذلك من خلال دور خدمات الضباط التى فتحت أبوابها لأفراح البسطاء والطبقة الوسطى بعد أن ضاقت عليهم البيوت، بدون قاعات أفراح القوات المسلحة والشرطة لتحول حتى الفرح إلى طبقى، حق لمن يدفع للفنادق فقط. بدون كعك العيد الذى أعلنت عنه دور القوات المسلحة فلن يستطيع رب أسرة أو أم أن تفرح مع أولادها بعيد الفطر، لأنهم لن يستطيعوا شراء الكعك من المحلات التى يشترى منها البهوات الذين يتناقلون تعليقات اللجان الإلكترونية وهم أجهل الناس معرفة بمعاناة المصريين.
رحم الله شهداءنا وكفى جيشنا شر عدو الداخل، أما الخارج فهو كفيل به.