توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لم يعد السكوت ممكناً (3 - 3)

  مصر اليوم -

لم يعد السكوت ممكناً 3  3

نهاد أبوالقمصان

حدّدت الأمم المتحدة 25 نوفمبر يوماً عالمياً لمواجهة العنف ضد المرأة، ونظراً لخطورة القضية عالمياً، التى لا يكفى يوم واحد لمناقشتها ومحاولة القضاء عليها، لذا تم تحديد 16 يوماً لمواجهة العنف تمتد إلى 10 ديسمبر، وهو الاحتفال بذكرى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وفى مصر شهدت هذه القضية مؤخراً اهتماماً ملحوظاً على المستوى الرسمى كتشديد العقوبات على التحرّش، واستحداث وزارة الداخلية وحدة مكافحة العنف ضد المرأة واهتمام وزارة العدل بالإصلاح التشريعى وإنشاء مكاتب دعم للمرأة داخل المحاكم، لذا ربما يكون من المفيد النظر إلى تجارب وآليات عمل دول أخرى ناجحة، مثل بريطانيا والأردن.

ففى بريطانيا، تستخدم الحكومة البريطانية عدة آليات لمكافحة العنف، وخاصة الأسرى، نظراً لخطورته، حيث من المفترض أن يكون المنزل واحة أمان للمرأة، ولا يمكن القبول أن يكون أخطر الأماكن عليها، لذا عملت على تسهيل الإبلاغ عن حالات العنف الأسرى، وذلك من خلال القيام بحملة من ثلاث خطوات، حيث وضعت منشوراً لتشجيع النساء على التبليغ والهروب من العنف؛ وخصصت خطوط هواتف المساعدة فى حالات الطوارئ.

الخطوة الثانية المساعدة على الدعوى الجنائية ضد المعتدى، وهنا أحكام وأوامر المحاكم يتم تنفيذها بسرعة ودقة لتحمى الضحية والأطفال. مع توفير مكاتب تقدّم المشورة والدعم بشأن الإسكان، الدعم المالى، والصحة الجسمانية والنفسية، والرعاية الاجتماعية، والاحتياجات التربوية والأطفال. الخطوة الثالثة يتم تسكين السيدة وأطفالها فى مكان آمن، وهنا تجدر الإشارة إلى التعاون بين وزارة الداخلية والعديد من المنظمات الحقوقية، الذى قد يصل إلى تمويل الوزارة لهم.

أما الأردن ففى عام 2008، جرّم القانون الأردنى العنف المنزلى. وتقدم الحكومة خدمات المساعدة القانونية للضحايا للتسهيل والتشجيع على الإبلاغ عن هذه الاعتداءات ومحاربة هذا العنف.

وقامت بعمل استراتيجية وطنية لمكافحة العنف أشاد بها العالم، ووضعت الأردن فى مكانة متقدمة فيما يتعلق بحقوق النساء تحديداً وحقوق الإنسان عامة، تضمّنت الاستراتيجية آليات حماية النساء ونظام الإحالة إلى جهات الخدمات والحماية التى تحتاجها المرأة والشراكات من أجل توفير الحماية والربط بين النساء والتمثيل القانونى وخدمات الخبراء للمساعدة فى بناء قضية، وتقديم الرعاية الصحية النفسية للمتضررات، وتقديم القروض والمنح الدراسية وفرص التدريب أو العمل، حتى تساعد النساء على الاستقلال المالى لمنح النساء فرصة لإعالة أنفسهن بعد فصلهن وأطفالهن من الأزواج المعتدين، وذلك كله من خلال خطوات محددة بعد سماع الضحية تتم على النحو التالى:

أولاً: يتم توثيق الحالة وتحليلها بمساعدة المتخصصين الاجتماعيين والقانونيين.

ثانياً: تبحث الخيارات أمام الضحية إذا أرادت البقاء مع المعتدى، سواء زوج أو أب، فيتم اتخاذ إجراءات لتأمينها، أو إذا أرادت تركه لمكان آمن يتم تحديد المكان وخطة العمل للاعتماد على الذات.

ثالثاً: يناقش المكتب مع الضحية بالتفصيل كل الخيارات، حتى يمكن أن تتخذ قراراً مستنيراً حول أفضل مسار للإجراءات، سواء الاجتماعية أو القانونية.

رابعاً: تزويد خدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين المكتب والمرأة، يحدد قاعدة من الشركاء من أجل المساعدة على أفضل وجه لحل هذه القضية.

خامساً: موظفو مكتب الشكاوى يتابعون بشكل دورى مع الضحية لضمان تنفيذ الحل المختار. خلال هذه العملية، يتم توثيق الحالة وتخزينها فى قاعدة بيانات مكتب الشكاوى.

هاتان التجربتان مناسبتان للواقع المصرى ويمكن الاستفادة منهما بصورة جدية لحماية النساء والمساعدة على تطوير ملف حقوق الإنسان، لا سيما أن التوصيات الموجهة لمصر بعد المراجعة الدورية لحالة حقوق الإنسان فى جنيف كان للمرأة منها نصيب كبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم يعد السكوت ممكناً 3  3 لم يعد السكوت ممكناً 3  3



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon