توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء

  مصر اليوم -

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء

نهاد أبوالقمصان

شهدت فترة الستينات من القرن الماضى تحسناً نسبياً فى بعض أوضاع المرأة، حيث انخفضت نسبة الأمية عند الإناث واتسع نطاق مشاركة المرأة فى النشاط الاقتصادى والعمل الاجتماعى والعام، وأُقر لها بحقوق مهمة فى مجالى الأحوال الشخصية والعمل، ومن أبرزها بالنسبة للعمل: حق التعيين فى الجهاز الحكومى والقطاع العام دون تمييز، والمساواة فى الأجر، وبعض الامتيازات الأخرى (كالأجازات مدفوعة الأجر، ودور الحضانة للأطفال الصغار وغير ذلك).

وعلى الرغم من أن القضايا المتعلقة بعمل المرأة لقيت بعض الاهتمام فإن ذلك لا يزال غير كاف، فقد جاءت بعض التحولات المهمة على المستويين المحلى والعالمى فهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية شبه المطلقة على «النظام العالمى» ترتب عليها فرض النظام الرأسمالى كاختيار وحيد أضر النساء، أما التحول على المستوى المحلى فتمثل فى إعادة الهيكلة الرأسمالية للنظام الاقتصادى، بتبنى نظم اقتصاد السوق وتخلى الدولة عن الدور القائد للاقتصاد وترك زمام المبادرة للقطاع الخاص، فلقد ترتب على تلك التحولات تعديلات جوهرية فى التوجه والسياسة والإجراءات العامة، كان فى مقدمتها خفض الإنفاق العام، وتراجع الاستثمار من جانب الدولة، وخصخصة كثير من المشروعات العامة، وتعديل قوانين العمل لتلتقى مع مصالح أصحاب العمل فى الأساس وكان من نتائج ذلك:

1- هبوط حاد فى معدلات تشغيل المرأة، نتيجة للتمييز ضدها (بالقياس إلى تشغيل الرجل) خاصة بعد تقلص الطلب من جانب الدولة، وضعف الطلب من جانب القطاع الخاص، والتمييز فيه ضد المرأة على مختلف الأصعدة.

2- وقف التحسن فى ظروف وشروط تشغيل المرأة، نتيجة للتمييز ضدها فى العمل، والتراجع عما اكتسبت من حقوق وامتيازات.

3- انتكاس جهود تنمية المرأة (التعليم والصحة والأدوار الاجتماعية والمشاركة السياسية العامة وغيرها) نتيجة لظروف غير مواتية كثيرة تمر بها قطاعات كبيرة من المواطنين.

ولا تبدو فى الأفق أى علامات توحى بالأمل فى تحسن الأوضاع فى المستقبل سوى المبادرات القومية الكبرى مثل مشروع قناة السويس الذى فتح آفاقاً كبيرة للأمل لدى قطاعات واسعة من المصريين، ما بين متأمل لفرصة عمل وبين مراقب بشغف أملاً فى فتح آفاق لكثير من المصريين الذين تقطعت بهم السبل فى أرض الوطن أو خارجها ما بين العراق وسوريا وليبيا.

هنا من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن يكون الأمل والعمل حقاً للجميع، وأن تعمل الدولة بكافة أجهزتها على أن تضمن الفرص المتاحة فرصاً للنساء اللاتى عانت بصورة مضاعفة من التراجع الاقتصادى سواء على المستوى الشخصى، حيث وصلت بطالة النساء أربعة أضعاف الرجال، أو على المستوى العائلى حيث تحملت النساء عبء إعالة الأسر التى قهر الفقر رجالها فتركوها. ويزيد من التخوف من استمرار عدم وصول النساء لفرص عمل أن المشروعات الإنشائية فى مصر ذكورية الطابع، رغم تغير هذا المفهوم فى العالم، حيث لم يعد قطاع الإنشاءات يعتمد على العضلات بقدر المعدات، فالنساء تستطيع قيادة المعدات الثقيلة والعمل فى الحفر والرصف والإمدادات، وفى كثير من دول العالم تشارك النساء بقوة وعدالة فى هذه المشروعات، لذا لا بد من العمل على إتاحة الفرص للنساء وأن نأخذ فى عين الاعتبار اتخاذ إجراءات لضمان وصول النساء إلى الفرص وبذل جهد للوصول لهن لا استبعادهن، وتوفير بيئة عمل داعمة للنساء، والأهم تغيير الأفكار تجاه عمل المرأة فى قطاع الإنشاء حتى تشارك فى البناء وتجد فرصة لأكل العيش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon