توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تطرد الحكومة النساء من العمل؟

  مصر اليوم -

هل تطرد الحكومة النساء من العمل

نهاد أبو القمصان

قررت حكومة المهندس «محلب» العمل من السابعة صباحاً وهى خطوة تبدو جيدة فقد قال من سبقونا «البركة فى البكور» وقد أوصى الرئيس بذلك كنوع من تنظيم العمل، وهو كرجل عسكرى طبق ذلك بنجاح فى الحياة العسكرية لكنه ترك للحكومة وكل وزير فيها تقدير الموقف ودراسة إمكانية التنفيذ فى الحياة المدنية، لكن تنفيذ ذلك دون دراسة سوف يسهم فى طرد قطاع كبير من النساء من سوق العمل، لتزيد معدلات البطالة بين النساء المرتفعة بالفعل، فى وقت نحن فى أشد الحاجة إلى دعم عمالة النساء واستثمار قدراتهن فى التنمية وفى رفع مستوى المعيشة للأسر المصرية، فلم يعد بمقدور أى أسرة الاعتماد على شخص واحد ليعيلها، فى حال وجوده أصلاً، حيث التى تعيلها المرأة واحدة من كل ثلاث أسر.
فرغم الإعلان عن أن هذا القرار اختيارى، أصدر أغلب الوزراء قرارات بإلزام العاملين والعاملات الوجود على مكاتبهم من الساعة السابعة، الأمر الذى أصبح كارثة للنساء العاملات، فى ضوء غياب دراسة شاملة أو تواصل بين الوزراء لتنسيق المواقف وتسهيل الحياة، على سبيل المثال مثل هذا القرار يستدعى تنسيقاً مع وزارة التضامن لفتح الحضانات من الساعة السادسة صباحاً، ووزير التربية والتعليم لفتح المدارس أيضاً من السادسة، أيضاً يوفر وزير الشباب مراكز للرياضة ترعى الأولاد والبنات بدءاً من الفجر، فضلاً عن أهمية توفير وزير الثقافة أنشطة تستوعب الأطفال والشباب أيضاً من الفجر؛ وذلك حتى تتمكن الأمهات وأيضا الآباء من إرسال أبنائهم لمكان آمن قبل العمل.
ورغم أن رئيس الحكومة والوزراء أنفسهم قالوا إنه قرار اختيارى، لكن فى الواقع فى قطاعات عدة فرض فرضاً على العاملين، هل فكر رئيس الوزراء وكل وزير أن المرأة المطلوب منها أن تكون على مكتبها السابعة عليها أن تصحو الخامسة لتتمكن من أن تقوم بأدوارها الأسرية بجانب العمل؟ هل يشعر الوزراء أن النساء عالة على سوق العمل؟ وما الفرق بينهم وبين الجماعات الإسلامية إذا كانت الآثار الجانبية لقرار كل وزير هى طرد النساء من سوق العمل؟
النتيجة واحدة، الفرق هو فى الوسيلة، الجماعات الإسلامية لا ترى ضرورة لعمل النساء بالقول، والحكومة بالفعل؛ لأنها لم تقدر الدور الإنجابى للمرأة وتساعدها عليه طبقاً لنص الدستور.
هناك قواعد معروفة لصناعة القرار أرجو أن يراجعها كل وزير ألزم العاملين بالحضور السابعة، وإن لم يلزم بقرار مكتوب عليه أن يراجع القيادات العليا فى وزارته التى ربما تكون تعمل بطريقة «أحلام معاليك أوامر» حتى لو حول حياة العاملين والعاملات إلى جحيم.
من هذه القواعد تحديد المشكلة التى من أجلها هناك ضرورة للعمل من السابعة وما هى النتيجة التى نريد تحقيقها حال ما طبق هذا القرار، وضرورة بحث البدائل المتاحة لذلك. هل تمت مراجعة المنظومة الداعمة لقطاع كبير من العاملين والعاملات الذين لديهم أطفال؟
لقد كان فى كل وزارة وحدة باسم «تكافؤ الفرص» كانت تعمل على التأكد من تطبيق قواعد العدالة والمساواة ودراسة كيفية دعم المرأة العاملة، لقد انهارت هذه الوحدات وبحاجة إلى إعادة هيكلة وتنشيط، وهى مهمة جداً فى إطار أى خطة جادة للتنمية، لقد تفاءلنا خيراً بالحديث عن خطط تنمية للمستقبل، وأول خطوات التنمية هى استدعاء النساء للعمل وليس طردهن.
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تطرد الحكومة النساء من العمل هل تطرد الحكومة النساء من العمل



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon