توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدمير سمعة مصر فى الأحوال الشخصية (الطلاق)

  مصر اليوم -

تدمير سمعة مصر فى الأحوال الشخصية الطلاق

بقلم : نهاد أبو القمصان

عندما أعلنت مؤسسة «تومسون رويتر» عن استطلاع رأى حول أوضاع المرأة فى عدد من الدول، جاء اسم مصر كواحدة من أسوأ الدول التى تعيش فيها النساء، كان الأمر صادماً للجميع، خاصة صناع القرار والمعنيين بالأمن؛ لأن ما يبذل من جهود كبيرة وتضحيات أكبر لا يمكن أن تكون هذه نتيجته.

ولكن السؤال: هل جاء استطلاع «رويتر» مفبرَكاً؟

فى الحقيقة لا، هو استطلاع يسأل أعداداً من الناس ولكن المشكلة أن الناس فى مصر ضحايا عملية نصب مستمرة منذ فترة، نصب بالأرقام، منها (إن مصر البلد رقم واحد فى العالم فى نسب الطلاق، كل أربع دقائق فى مصر حالة طلاق).

بمراجعة الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وهو الجهاز الإحصائى الرسمى فى مصر، وجدت أن فى عام 2017 كان تعداد الزواج 939 ألف حالة زواج، وأعداد الطلاق 198 ألف حالة طلاق. وطبعاً ليس من تزوجوا فى نفس العام هم من طلقوا، أى إن حالات الطلاق مقارنة بالزواج أقل من 20%.

بمقارنة هذا بالإحصاء العالمى المسمى Divorce Demographic index الذى يرتب الدول حسب نسب الطلاق أو الانفصال فيها، جاء فيه أن أعلى نسب طلاق فى العالم فى بلجيكا 70%، تليها إسبانيا، البرتغال، روسيا، إنجلترا، كندا.

أين جاءت مصر؟

فى أقل نسب الطلاق فى العالم بنسبة 19% تزيد عنها تركيا بنسبة 22%، وفى نفس المجموعة التى سجلت أقل نسب طلاق فى العالم الهند وشيلى والبرازيل وكولومبيا، بل إن مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى جاءت فى تصنيف أقل دول العالم فى الطلاق، لأنها الأقل بين الدول العربية أيضاً. لماذا يتم النصب على المجتمع المصرى بالأرقام وإيهامه بأننا رقم واحد فى العالم فى الطلاق؟ وطبعاً تتناقلها الصحف المصرية والعالمية ونشيع أجواء أننا فى ساحات حرب. السبب هو التحالف ما بين تيارات سياسية من مصلحتها هذا التشويه وتيارات اجتماعية محافظة تسعى لتغيير قانون الأحوال الشخصية ليتناسب مع مصالحها فى جعل عقد الزواج أشبه بعقد عبودية تتحول فيه المرأة إلى جارية لا تستطيع الخروج من العلاقة مهما عانت من عنف أو ظلم أو قهر.

هذا التيار هو الذى يدعى أن الخلع هدم الأسرة المصرية وشرد الأطفال وأن النساء تصحو من النوم تتوجه إلى محكمة الأسرة طلباً للخلع أو الطلاق.

وبالرجوع إلى إحصاءات وزارة العدل عن الطلاق والخلع فى المحاكم لعام 2017، وجدت إجمالى أحكام الطلاق والخلع 9300 حالة بنسبة 4.5% من إجمالى حالات الطلاق التى تمت عند المأذون، أى التى تمت بكلمة واحدة من الزوج، دون أى إجراءات، أى بكلمة واحدة هدم أسرة وأضر بأطفال.

مرة أخرى حالات الطلاق والخلع فى المحاكم، أى بطلب المرأة، 4.5% من حالات الطلاق عند المأذون، أى من طرف الرجل 95.5%.

هنا السؤال: إذا كانت النيات صادقة ومن يتحدث عن حماية الأسرة المصرية من الطلاق كما يدعون لماذا لا يتم التفكير فى تقييد الطلاق من طرف الرجل وهو النسبة الأكبر 95.5%؟

لأن الهدف ليس حماية الأسرة وأن الهدف اختلطت فيه الأسباب السياسية مع الدوافع الشخصية، والنتيجة إشاعة التوتر وتضليل الرأى العام والسياسيين وإشاعة أن مصر رقم واحد فى العالم فى الطلاق وأن مصر أسوأ بلد تعيش فيها النساء.

لمصلحة مَن، وحماية سمعة مصر مسئولية مَن؟

هذا هو السؤال، وللحقائق بقية..

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدمير سمعة مصر فى الأحوال الشخصية الطلاق تدمير سمعة مصر فى الأحوال الشخصية الطلاق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon