توقيت القاهرة المحلي 11:12:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

بقلم -نهاد ابو القمصان

قيل فى الأمثال أكبر الحرائق من أصغر الشرر، وواقعة التحرش المغلفة بدعوة قهوة هى خير مثال على هذا، فهى واقعة بسيطة كشرارة كان يمكن النفخ فيها لكن تطورت بتداعيات تعكس عدة إشكاليات، فهى واقعة لشخص دون سابق معرفة يتقدم من شابة يطلب مصاحبتها، إلى هنا نحن أمام واقعه تحرش واضحة كان يمكن للشابة أن تلقنه درساً فى الأدب وينتهى الموقف، لكنها صورته ووضعت صورته على الإنترنت كإحدى الوسائل المتاحة لمكافحة هذه الجرائم، ورغم أنه مخطئ لكن استخدام النت يظل محل نقاش، وفتح الموقف نقاشاً بدا فى أوله معتدلاً حظى فيه الشاب ببعض الدعم رغم خطئه، لكن ظل الجميع يرى أنها واقعة تحرش أو على أقل تقدير غير لائق، وكان يمكن للموقف أن ينتهى، لكن الشاب بدوره صور عدة فيديوهات يوضح فيها الموقف، وهذا حقه، لكن التايم لاين والترندات بدأت تتحول ليصبح صاحبنا بطلاً وتتم إدانة الشابة، بل وحملة تشويه وتشهير طالت شابات ونساء مصر جميعاً، والمتتبع لحركة السوشيال ميديا والمتخصص يستطيع بسهولة تحديد ما إذا كان الأمر تفاعلاً طبيعياً أم حركة منظمة من لجان إلكترونية، وهنا يمكن التأكيد أن صاحب دعوة القهوة تداول الفيديوهات وتداول الرد عليه، ولكن تداول الرد خرج من إطار الطبيعى إلى إطار يعرفه جيداً المتخصصون، وهو تكوين لجنة إلكترونية وصلت إلى مرحلة الجريمة فى حق كل النساء، وظهر طفح جلدى قمىء على سطح شاشات الإنترنت، وهو ما يؤثر بالسلب ويسبب أضراراً بالغة على سمعة البلد كاملاً، وقد تم تداول معلومات عن أن الشابة فصلت من عملها، وهنا نكون أمام جريمة ثالثة ارتكبها صاحب العمل، ربما نتيجة استخدام الشاب لدى صاحب العمل، كل هذا يعطى مؤشرات خطرة، فنحن أمام جرائم مركبة تستلزم اتخاذ مواقف حازمة وتطبيقاً صارماً للقانون، حيث لا بد من استدعاء الشاب والتحقيق معه فى جريمة التحرش، أيضاً تتبع الجرائم الإلكترونية وإن كان شكل لجنة أم لا فهذا الأمر خطر كبير ويتعدى الجرائم الفردية إلى تشكيل كتائب إلكترونية يمكن استخدامها فى عدة اتجاهات، والتحقيق فى فصل الشابة من عملها حتى لا يشكل الأمر إرهاباً لأى شابة، قضايا التحرش ليست قضايا بسيطة، وإنما جوهر الأمن، فإن لم تكن الشوارع آمنة فلن يأمن رجل على أفراد أسرته، وما رأيناه من جرائم إلكترونية فى حق كل نساء مصر لهو تدمير منظم لسمعة البلد بأكمله، فإن كانت اللجان الإلكترونية أظهرت صورة سلبية للرجال بأنهم جميعاً يرون التحرش من طبائع الأمور، وأن كل رجال مصر متحرشون، فقد نجحت فى إهانة كل الرجال أيضاً ويظل السؤال أى سياحة أو استثمار يمكن أن ينتعش فى بلد من يزوره على الإنترنت يرى غابة من المتحرشين (هذا ما أظهرته اللجان الإلكترونية)، لذا لا بد من وضع هذه القضية على أولويات الشرطة، وتقديم كل الدعم المادى والفنى للحد من هذه الجرائم.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon