توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

بقلم -نهاد ابو القمصان

قيل فى الأمثال أكبر الحرائق من أصغر الشرر، وواقعة التحرش المغلفة بدعوة قهوة هى خير مثال على هذا، فهى واقعة بسيطة كشرارة كان يمكن النفخ فيها لكن تطورت بتداعيات تعكس عدة إشكاليات، فهى واقعة لشخص دون سابق معرفة يتقدم من شابة يطلب مصاحبتها، إلى هنا نحن أمام واقعه تحرش واضحة كان يمكن للشابة أن تلقنه درساً فى الأدب وينتهى الموقف، لكنها صورته ووضعت صورته على الإنترنت كإحدى الوسائل المتاحة لمكافحة هذه الجرائم، ورغم أنه مخطئ لكن استخدام النت يظل محل نقاش، وفتح الموقف نقاشاً بدا فى أوله معتدلاً حظى فيه الشاب ببعض الدعم رغم خطئه، لكن ظل الجميع يرى أنها واقعة تحرش أو على أقل تقدير غير لائق، وكان يمكن للموقف أن ينتهى، لكن الشاب بدوره صور عدة فيديوهات يوضح فيها الموقف، وهذا حقه، لكن التايم لاين والترندات بدأت تتحول ليصبح صاحبنا بطلاً وتتم إدانة الشابة، بل وحملة تشويه وتشهير طالت شابات ونساء مصر جميعاً، والمتتبع لحركة السوشيال ميديا والمتخصص يستطيع بسهولة تحديد ما إذا كان الأمر تفاعلاً طبيعياً أم حركة منظمة من لجان إلكترونية، وهنا يمكن التأكيد أن صاحب دعوة القهوة تداول الفيديوهات وتداول الرد عليه، ولكن تداول الرد خرج من إطار الطبيعى إلى إطار يعرفه جيداً المتخصصون، وهو تكوين لجنة إلكترونية وصلت إلى مرحلة الجريمة فى حق كل النساء، وظهر طفح جلدى قمىء على سطح شاشات الإنترنت، وهو ما يؤثر بالسلب ويسبب أضراراً بالغة على سمعة البلد كاملاً، وقد تم تداول معلومات عن أن الشابة فصلت من عملها، وهنا نكون أمام جريمة ثالثة ارتكبها صاحب العمل، ربما نتيجة استخدام الشاب لدى صاحب العمل، كل هذا يعطى مؤشرات خطرة، فنحن أمام جرائم مركبة تستلزم اتخاذ مواقف حازمة وتطبيقاً صارماً للقانون، حيث لا بد من استدعاء الشاب والتحقيق معه فى جريمة التحرش، أيضاً تتبع الجرائم الإلكترونية وإن كان شكل لجنة أم لا فهذا الأمر خطر كبير ويتعدى الجرائم الفردية إلى تشكيل كتائب إلكترونية يمكن استخدامها فى عدة اتجاهات، والتحقيق فى فصل الشابة من عملها حتى لا يشكل الأمر إرهاباً لأى شابة، قضايا التحرش ليست قضايا بسيطة، وإنما جوهر الأمن، فإن لم تكن الشوارع آمنة فلن يأمن رجل على أفراد أسرته، وما رأيناه من جرائم إلكترونية فى حق كل نساء مصر لهو تدمير منظم لسمعة البلد بأكمله، فإن كانت اللجان الإلكترونية أظهرت صورة سلبية للرجال بأنهم جميعاً يرون التحرش من طبائع الأمور، وأن كل رجال مصر متحرشون، فقد نجحت فى إهانة كل الرجال أيضاً ويظل السؤال أى سياحة أو استثمار يمكن أن ينتعش فى بلد من يزوره على الإنترنت يرى غابة من المتحرشين (هذا ما أظهرته اللجان الإلكترونية)، لذا لا بد من وضع هذه القضية على أولويات الشرطة، وتقديم كل الدعم المادى والفنى للحد من هذه الجرائم.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon