توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

  مصر اليوم -

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة

بقلم -نهاد ابو القمصان

قيل فى الأمثال أكبر الحرائق من أصغر الشرر، وواقعة التحرش المغلفة بدعوة قهوة هى خير مثال على هذا، فهى واقعة بسيطة كشرارة كان يمكن النفخ فيها لكن تطورت بتداعيات تعكس عدة إشكاليات، فهى واقعة لشخص دون سابق معرفة يتقدم من شابة يطلب مصاحبتها، إلى هنا نحن أمام واقعه تحرش واضحة كان يمكن للشابة أن تلقنه درساً فى الأدب وينتهى الموقف، لكنها صورته ووضعت صورته على الإنترنت كإحدى الوسائل المتاحة لمكافحة هذه الجرائم، ورغم أنه مخطئ لكن استخدام النت يظل محل نقاش، وفتح الموقف نقاشاً بدا فى أوله معتدلاً حظى فيه الشاب ببعض الدعم رغم خطئه، لكن ظل الجميع يرى أنها واقعة تحرش أو على أقل تقدير غير لائق، وكان يمكن للموقف أن ينتهى، لكن الشاب بدوره صور عدة فيديوهات يوضح فيها الموقف، وهذا حقه، لكن التايم لاين والترندات بدأت تتحول ليصبح صاحبنا بطلاً وتتم إدانة الشابة، بل وحملة تشويه وتشهير طالت شابات ونساء مصر جميعاً، والمتتبع لحركة السوشيال ميديا والمتخصص يستطيع بسهولة تحديد ما إذا كان الأمر تفاعلاً طبيعياً أم حركة منظمة من لجان إلكترونية، وهنا يمكن التأكيد أن صاحب دعوة القهوة تداول الفيديوهات وتداول الرد عليه، ولكن تداول الرد خرج من إطار الطبيعى إلى إطار يعرفه جيداً المتخصصون، وهو تكوين لجنة إلكترونية وصلت إلى مرحلة الجريمة فى حق كل النساء، وظهر طفح جلدى قمىء على سطح شاشات الإنترنت، وهو ما يؤثر بالسلب ويسبب أضراراً بالغة على سمعة البلد كاملاً، وقد تم تداول معلومات عن أن الشابة فصلت من عملها، وهنا نكون أمام جريمة ثالثة ارتكبها صاحب العمل، ربما نتيجة استخدام الشاب لدى صاحب العمل، كل هذا يعطى مؤشرات خطرة، فنحن أمام جرائم مركبة تستلزم اتخاذ مواقف حازمة وتطبيقاً صارماً للقانون، حيث لا بد من استدعاء الشاب والتحقيق معه فى جريمة التحرش، أيضاً تتبع الجرائم الإلكترونية وإن كان شكل لجنة أم لا فهذا الأمر خطر كبير ويتعدى الجرائم الفردية إلى تشكيل كتائب إلكترونية يمكن استخدامها فى عدة اتجاهات، والتحقيق فى فصل الشابة من عملها حتى لا يشكل الأمر إرهاباً لأى شابة، قضايا التحرش ليست قضايا بسيطة، وإنما جوهر الأمن، فإن لم تكن الشوارع آمنة فلن يأمن رجل على أفراد أسرته، وما رأيناه من جرائم إلكترونية فى حق كل نساء مصر لهو تدمير منظم لسمعة البلد بأكمله، فإن كانت اللجان الإلكترونية أظهرت صورة سلبية للرجال بأنهم جميعاً يرون التحرش من طبائع الأمور، وأن كل رجال مصر متحرشون، فقد نجحت فى إهانة كل الرجال أيضاً ويظل السؤال أى سياحة أو استثمار يمكن أن ينتعش فى بلد من يزوره على الإنترنت يرى غابة من المتحرشين (هذا ما أظهرته اللجان الإلكترونية)، لذا لا بد من وضع هذه القضية على أولويات الشرطة، وتقديم كل الدعم المادى والفنى للحد من هذه الجرائم.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة المتحرش ولجانه الإلكترونية وغياب السلطة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon