توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صباح الفل يا إسكندرية

  مصر اليوم -

صباح الفل يا إسكندرية

بقلم : نهاد أبو القمصان

للإسكندرية مكانة خاصة جداً عند كل المصريين، فما أن تذكر كلمة الإسكندرية إلا ويتبادر للذهن مشاعر ومعانى الراحة، الروقان، البحر، مذاق الفريسكا والجيلاتى والسمك.. كلمة إسكندرية مرادفة للسعادة.

بالنسبة لى ما أن أدخل الإسكندرية وتهل رائحة البحر حتى تهل معها رائحة أمى وأبى وطفولتى، فإجازة الصيف هى الوقت الوحيد الذى كنا نستمتع فيه بالعائلة كاملة، وكأن الإسكندرية كانت تعطينا جرعة عائلية مكثفة من الحب والمتعة والتقارب، نعيش عليها السنة كلها لنعود الصيف الذى يليه لنجدد الجرعة، جرعة لا يعرفها أبناؤنا فى الساحل الشمالى، فلا يوجد مكان قادر على فرض شخصيته وقيمه وحبه مثل الإسكندرية.

ولأنى أعلم ذلك حاولت منذ عدة سنوات أن أعيد التجربة مع أبنائى فلم نستطيع أن نكمل ثلاثة أيام، لم يرَ الجيل الجديد ما كنا نراه، لا مكاناً جميلاً يستطيعون التمتع به، لا خدمة جيدة على أى شاطئ، زحام ينتهك حقك، فى الخصوصية، فى الحياة، فى التنفس، فى كل شىء.

منذ فترة وأنا أتابع معركة دائرة حول إنشاءات على بحر الإسكندرية وأتضامن تماماً مع كل محبى الإسكندرية فى ضرورة الحفاظ عليها، ولكن هل اتفقنا على الحفاظ على أى إسكندرية؟ إسكندرية السبعينات والثمانينات التى كنا نسير فى الشارع بأمان وحرية ونرتدى المايوه من المنزل نسير به إلى البحر؟ أم التسعينات التى بدأت الطبقة الوسطى تهجرها حتى الإسكندرانية أنفسهم وتنزح إلى الساحل الشمالى تاركيها للفوضى والعشوائية؟ أم إسكندرية الألفينات التى لم يعد فيها مكان على البحر تستطيع أن تمضى يوماً بحرية أو حتى تشرب كوب شاى؟

منذ عدة شهور كنت فى زيارة عمل ومعى عدد من الأصدقاء من دول عربية وأجنبية ومثل كل الناس اختنقنا من الزحام والحواجز الأسمنتية فى كل مكان ولم نجد مكاناً نذهب إليه، وظللت أحكى لهم عن إسكندرية طفولتى وكأنى أحكى عن العنقاء أو الخل الوفى كعلامات للمستحيل، ومنذ عدة أيام ذهبت فى زيارة عمل أخرى مع أصدقاء وبدأت بعض الملامح تتكشف وراء الحواجز الأسمنتية لأجد أماكن بديعة تم تخطيطها، جلست فى قلب البحر أشرب قهوة فى مكان لائق تقدم فيه خدمة تحترم آدمية البشر.

بعض الأصدقاء عبروا بفرحة مقارنين بشواطئ بيروت لصالح الإسكندرية، أخذت سيارتى وتجولنا على البحر من أوله إلى آخره، وعانينا من الزحام لكن استبشرنا خيراً، حيث يوجد أماكن متعددة جديدة أو تم تجديدها، بعض الشواطئ القديمة أصبحت أفضل وكأن عدوى التجديد أو الخوف من المنافسة أجبرت الجميع على تقييم خدماته وتحسينها، شعرت أن الإسكندرية بدأت تسترد عافيتها وتتحول إلى منطقة جذب مرة أخرى حتى لأبناء الإسكندرية أنفسهم، وتكون محطة جذب سياحى للمصريين وغير المصريين أيضاً.

أصبح فيها أماكن لا تقل جمالاً أو خدمة عن الساحل الشمالى أو التجمع الخامس الذى يتطلع إليه الكثيرون، سعدت لأن من حق الإسكندرانية التمتع بمدينتهم وأن يوجد فيها تنوع يناسب كل الطبقات، البسيطة والمتوسطة والمرتفعة، هذا التوازن مهم جداً اقتصادياً واجتماعياً، ويظل من المهم جداً أن ترفع كل الحواجز الأسمنتية والأسوار التى بنيت على الكورنيش لأسباب إنشائية ويتحرر الكورنيش ليكون ممشى بديعاً للجميع كما كان فى الماضى غير القريب.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الفل يا إسكندرية صباح الفل يا إسكندرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon