توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلِّى الساحل ساحر

  مصر اليوم -

خلِّى الساحل ساحر

نهاد ابو القمصان

مبادرة مهمة قامت بها وزارة البيئة مع عدد من الجمعيات الأهلية لحماية الشواطئ المصرية باسم «خلى الساحل ساحر»، تقوم على إعلانات راديو وربما أدوات أخرى لتوعية المصريين حول خطورة إلقاء الأكياس البلاستيكية على الشواطئ أو فى المياه وما ينتج عنها من آثار مدمرة للحياة البحرية والشعب المرجانية، وتلوث يمس كل شىء وتشرح بلغة بسيطة أثر ذلك على الشواطئ وعلى المواطنين أنفسهم.

وهو اتجاه مغاير لما كان من قبل يقوم على فكرة احترام المواطنين حتى لو كان سلوكهم سلبياً، ومدهم بالمعلومات وتوصيل الرسائل ليفهم الجميع الأثر المباشر على مصالحهم المباشرة دون جلد المواطنين بلغة حنجورية مقعرة حول الوطنية، أو رجمهم بالحجارة والتعالى الشديد على سلوكيات سلبية دون شرح أو تعليم للناس.

فى مشهد عبقرى للفنان الكبير عادل إمام فى فيلم السفارة فى العمارة، لقاء مع أحد المسئولين تحدث مطولاً عن مصالح مصر العليا، فكان رد المواطن عادل إمام بسؤال بسيط «ماذا عن مصالحى أنا السفلى؟»، ورغم أنه مشهد كوميدى إلا أنه واقعى يعبر عن الحقيقة فالجميع يحب مصر ويعشق ترابها، لكن أيضاً الثقافة المصرية تؤكد أن «اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع» أى أن الدائرة تبدأ بالمصالح الفردية وعلى مصر أن تراعى مصالح أولادها السفلى أيضاً أو أن تعلم أبناءها أن المصالح العليا لا تنفصل عن المصالح السفلى وأن مصلحة كل مواطن هى فى قلب اهتمامات الوطن.

لذا لفت نظرى فى الحملة أنها تتخذ مقاربة تعليمية، تفهيمية تجمع ما بين المصلحة العامة ومصلحة المواطنين الخاصة فى المتعة والصحة والسلامة وأرجو أن تستمر لوقت كافٍ حتى تؤتى ثمارها.

أيضاً على العاملين فى مجال السياحة التفكير الجدى فى عمل حملات تعلم المصريين كيفية التعامل فى الفنادق والحفاظ عليها وكميات الطعام التى يحتاجونها عند الدخول لأماكن الطعام المتاحة للجميع باسم البوفيه المفتوح، فالمتابع لوضع السياحة فى هذه الأيام يحزن حزناً عميقاً على قطاع يعانى كل من فيه وأيضاً تعانى مصر كلها لانحسار ما كان يقدمه من عملة صعبة، وأمام هذه الحالة الصعبة وجد كثير من المصريين أن عليهم واجباً وأن لهم حقاً.

عليهم واجب مؤازرة أولاد بلدهم فى قطاع السياحة وإنعاش هذا القطاع بالسياحة الداخلية، ولهم حق فى التمتع بجمال البلد تطبيقاً للمثل الشعبى «وجحا أولى بلحم توره»، فى الحقيقة هذا التفكير بقدر نبله إلا أنه قوبل برفض وتهجم من العاملين فى قطاع السياحة وبأن المصريين يدمرون الفنادق ويستهلكون كميات هائلة من الطعام، وغير ذلك من الأحاديث التى تنم عن عنصرية وتعالٍ وعقدة الخواجة.

بالتأكيد بعض المصريين لديهم سلوكيات سيئة لكن بقليل من حملات التوعية والصبر يمكن مشاركة هؤلاء المواطنين فى تحمل المسئولية، أيضاً وضع قواعد متعلقة بالملابس اللائقة فى الأماكن المختلفة سواء فى شوارع الشواطئ أو ملابس البحر والتعامل معها بجدية قد يساعد على انتعاش السياحة الداخلية لتسد فجوة كبيرة، لاسيما أن السياحة الدولية التى تأتى فى مصر ليست سياحة الطبقة العليا وإنما أيضاً رقيقة الحال وعندما نتابع عروض المجىء إلى مصر نحزن من رخص الرحلة، فقد كانت دعاية إحدى الرحلات لمصر فى بلد أوروبى أن «قضاء أسبوع فى شرم الشيخ أرخص من شراء حذاء» ولا أعرف مصدر الكسب فى هذه السياحة الرخيصة سوى العملة الصعبة.

لذا أتمنى من العاملين فى قطاع السياحة التفكير جدياً فى إشراك المواطنين بالتوعية بالسلوكيات الإيجابية وأثرها عليهم، وعمل محفزات بتقديم خدمات أفضل بدلاً من رجمهم بالشكوى والتريقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلِّى الساحل ساحر خلِّى الساحل ساحر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon