توقيت القاهرة المحلي 16:13:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل

  مصر اليوم -

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل

نهاد ابو القمصان

هند شابة، فوجئت أثناء سيرها فى منطقة إقامتها بسائق توك توك يقترب منها ويضع يده على مواطن العفة لديها، وجميع المارة شاهدوا ما حدث للفتاة، لكن لم يكن لهم أى رد فعل وانصرف كل منهم فى طريقه تاركاً الفتاة وحقها، لن أقول لو كانت ابنتهم، لأن فى الحقيقة مثل هؤلاء البشر حتى لو كانت ابنتهم لن تسخن عروقهم أو يهموا للدفاع عنها، لكن هند تحلت بالشجاعة وأصرت على الدفاع عن حقها المنتهك، وذهبت للقسم وحررت محضراً، وكانت استجابة الشرطة سريعة، فخلال ساعات تم القبض على المجرم، الذى أنكر فى بداية الأمر إلا أنه اعترف وطلب الصلح بعد ذلك، حرصت النيابة على تطبيق القانون عند إحالة الشاب للتحقيق وتم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم تجديدها إلى خمسة عشر يوماً، وذلك استناداً إلى نص قانون العقوبات والتعديلات التى أدخلت لتشديد العقوبات لإعادة الأمن للنساء والفتيات ومن ثم المجتمع كله، وقد نص قانون العقوبات على تشديد عقوبات التحرش ليعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير، وفى حالة العود تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة فـى حديهما الأدنى والأقصى.

أيضا نص القانون لأول مرة على مصطلح التحرش الجنسى ونص على عقاب الجانى بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى حال تشديد العقوبة تصل إلى الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة التى لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه.

لكن ما قام به الشاب إن ثبت يشكل جريمة هتك عرض تصل عقوبتها إلى السجن خمسة عشر عاماً، ولأن القانون يظل حبراً على ورق بلا قيمة طالما لم ينفذ ويشكل رادعاً للنفوس الإجرامية، لم يتوقع هذا الشاب وكثير غيره من أن تجرؤ الشابة على الإبلاغ، وإن تجرأت لن تتخذ الشرطة إجراء، وإن قامت الشرطة بتحرير محضر فسوف يتم حفظه، لكن الأمر لم يسر طبقاً لتصوراته، لذا يسعى أهل الشاب للضغط على ضحية التحرش للتنازل عن المحضر، خاصة أن وصف المحضر تم تعديله من تحرش جنسى إلى هتك عرض، الأمر الذى تصل فيه العقوبة إلى 15 عاماً.

وكما تخاذل المارة فى حى هند عن دعمها لا يكتفى الجيران بالتخاذل بل يحاول جيران وعائلة هند وأهل الشاب الضغط عليها للتنازل عن المحضر، مستخدمين الشعارات والأكلشيهات التى طالما أرهبت البنات وقطعت ألسنتهن حتى تفشت هذه الجرائم فى المجتمع مثل وباء الطاعون، ألا وهى

«هتفضحى نفسك، يا بنتى حافظى على سمعتك وعلى سمعة إخواتك البنات، محدش هيتجوزك، الشاب أهله طيبين، كفاية إنه اتحبس كام يوم يعنى أخدتى حقك آهو، الشاب فرحه بعد العيد»، السيد المتهم عريس وفرحه بعد العيد، أى لا يعانى من كبت ولا انعدام قدرات لكنه يعانى من عدم احترام نفسه وبنات الناس، بيلعب بأجساد البنات وقطعاً لم تكن المرة الأولى، لكن المؤكد بعد اتخاذ الإجراءات القانونية ستكون الأخيرة، ونكون أنقذنا المجتمع من هذا الطاعون الذى لم يضرب المتحرشين فقط وإنما ضرب الأسر والعائلات التى ترضى بالظلم وتبرره وتضغط على الضحية، لقد قامت الشرطة والنيابة بدور مهم، ورغم أنه لا شكر على واجب لكن هنا وفى ظل ثقافة اجتماعية مثل هذه لا بد أن نشكرهم ألف مرة، ونحيى شجاعة هند، لأن القليلات اللاتى لم تقطع ألسنتهن هن صاحبات الفضل لإدراك هذا المرض فى المجتمع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل هند ما بين عدالة ناجزة ومجتمع متخاذل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon