توقيت القاهرة المحلي 10:41:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ينقذ بنتين من الضياع؟

  مصر اليوم -

من ينقذ بنتين من الضياع

بقلم: نهاد أبو القمصان

أتت لى طفلة فى السنة الثانية ثانوى شهادة أجنبية ومعها أختها فى الإعدادية بنفس المدرسة، قالت لى إنها لا تعرف أين تذهب هى وأختها، فمنذ أكثر من 10 سنوات انفصل والدها ووالدتها، ورفض الوالد الصرف عليهما أو دفع مصروفات المدرسة الدولية التى اختارها لهما بنفسه، وذلك عنداً فى الأم رغم قدرته المالية العالية، وأنه يعمل فى شركة سيارات كبرى.. لأكثر من 10 سنوات ونحن ندفع ثمن مشكلة ليس لنا أى علاقة بها أو ذنب، أبى لا ينفق، ترفع أمى دعوى نفقة ولا يدفع، فترفع دعوى أخرى لإلزامه بالدفع، وهى دعوى حبس وفى اللحظة الأخيرة وقبل حبسه يدفع ما فات دون المقبل، تطلب مصروفات المدرسة ولا يدفع، تستدين ممن تعرف وتدفع، وترفع دعوى مصروفات بالإيصالات ولا يدفع، وترفع دعوى حبس أخرى عن نفس دعوى المصروفات الدراسية وفى اللحظة الأخيرة يدفع، سنوات وسنوات من دوائر قاسية.. رغم أن أبى ميسور ومهتم بنفسه للغاية حتى إن زميلاتى لا يصدقون أنه أبى بل يعتقدن أنه أخى الأكبر، وهو متزوج ولديه ابنة أخرى فى مدرسة دولية، مصروفاتها أعلى من مجموع مصروفاتى أنا وأختى، ويدفع لها بانتظام دون أى مشاكل، ويرفض تماماً الدفع لنا.. بعد كل هذه السنوات وكل عام أربع قضايا على الأقل بين نفقة وامتناع ودعوى حبس للدفع، لم يعد لأمى مكان تستدين منه فطلبت منا أن نذهب لنعيش مع أبى ربما قلبه يحن علينا، ذهبنا إليه فطردنا.

بكت الطفلة بكاء قطع أنفاسها وكاد قلبها يقف، وسلمتنى أكثر من عشرين ملفاً لقضايا سابقة، وقالت لى هل تستطيعين مساعدتنا، لن نذهب للمدرسة بدون مصروفات، وأنا لا أعلم ماذا أفعل وكيف سأكمل الدراسة، وهل بهذا الوضع سأدخل الجامعة وما مصير أختى، وأمى فعلاً لم يعد لديها مكان أو شخص تستدين منه، هى تعمل وتحاول أن تنفق علينا لكنها وحدها لا يمكن أن تغطى مصروفات الدراسة.. فكرت فيما يمكن أن أفعله ولم أجد سوى رفع دعوى مصروفات قضائية بنفس الإجراءات التى ربما تمتد لسنتين.. أين ستذهب البنتان؟

بنتان متعلمتان تعليماً راقياً تتحدثان اللغات، صغيرتان، جميلتان.. صيد ثمين لأى شبكة دعارة، تدفع فيهما آلاف الدولارات.. هذا واحد من عشرات السيناريوهات البشعة التى تنتظر البنتين فى ضوء دعاوى نفقة تظل لسنوات، عدم الكشف عن الإمكانيات المالية للأب عن طريق البنك المركزى، وعدم محاسبة أماكن العمل التى تزور فى دخول الأشخاص وتدلس ولا تعطى الحقيقية.. هذا يعد تعريض أطفال لخطر، ربما أشد قسوة من الاتجار بالبشر.. الحل لإنقاذ هاتين البنتين ومن فى وضعهما هو أن تتدخل الدولة لدعم البنات والأولاد المعرضين للخطر، أن تدفع مصروفات البنتين كديون على الأب لصالح الدولة، إذا كان معسراً حقاً تقسط الديون لآجال مريحة، وإذا كان مدلساً فى دخله فليحاسب على تعريض بناته للخطر.. المصروفات الدراسية لا تنتظر والمدارس على الأبواب.. هل هذا ممكن، نعم هو ممكن ولازم وضرورى قبل أن يتم القبض على البنتين فى فندق خمس نجوم ضمن شبكة دعارة.. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ الآلاف من الأطفال الذين يضيعون فى أروقة المحكمة. نحتاج إلى تعديلات تشريعية وإجرائية عاجلة ومسئولية مجتمعية تلزم الجميع بتحمل المسئولية، والأهم أن تنقذ الدولة مستقبلها بدعم أطفالها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينقذ بنتين من الضياع من ينقذ بنتين من الضياع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon