توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ينقذ بنتين من الضياع؟

  مصر اليوم -

من ينقذ بنتين من الضياع

بقلم: نهاد أبو القمصان

أتت لى طفلة فى السنة الثانية ثانوى شهادة أجنبية ومعها أختها فى الإعدادية بنفس المدرسة، قالت لى إنها لا تعرف أين تذهب هى وأختها، فمنذ أكثر من 10 سنوات انفصل والدها ووالدتها، ورفض الوالد الصرف عليهما أو دفع مصروفات المدرسة الدولية التى اختارها لهما بنفسه، وذلك عنداً فى الأم رغم قدرته المالية العالية، وأنه يعمل فى شركة سيارات كبرى.. لأكثر من 10 سنوات ونحن ندفع ثمن مشكلة ليس لنا أى علاقة بها أو ذنب، أبى لا ينفق، ترفع أمى دعوى نفقة ولا يدفع، فترفع دعوى أخرى لإلزامه بالدفع، وهى دعوى حبس وفى اللحظة الأخيرة وقبل حبسه يدفع ما فات دون المقبل، تطلب مصروفات المدرسة ولا يدفع، تستدين ممن تعرف وتدفع، وترفع دعوى مصروفات بالإيصالات ولا يدفع، وترفع دعوى حبس أخرى عن نفس دعوى المصروفات الدراسية وفى اللحظة الأخيرة يدفع، سنوات وسنوات من دوائر قاسية.. رغم أن أبى ميسور ومهتم بنفسه للغاية حتى إن زميلاتى لا يصدقون أنه أبى بل يعتقدن أنه أخى الأكبر، وهو متزوج ولديه ابنة أخرى فى مدرسة دولية، مصروفاتها أعلى من مجموع مصروفاتى أنا وأختى، ويدفع لها بانتظام دون أى مشاكل، ويرفض تماماً الدفع لنا.. بعد كل هذه السنوات وكل عام أربع قضايا على الأقل بين نفقة وامتناع ودعوى حبس للدفع، لم يعد لأمى مكان تستدين منه فطلبت منا أن نذهب لنعيش مع أبى ربما قلبه يحن علينا، ذهبنا إليه فطردنا.

بكت الطفلة بكاء قطع أنفاسها وكاد قلبها يقف، وسلمتنى أكثر من عشرين ملفاً لقضايا سابقة، وقالت لى هل تستطيعين مساعدتنا، لن نذهب للمدرسة بدون مصروفات، وأنا لا أعلم ماذا أفعل وكيف سأكمل الدراسة، وهل بهذا الوضع سأدخل الجامعة وما مصير أختى، وأمى فعلاً لم يعد لديها مكان أو شخص تستدين منه، هى تعمل وتحاول أن تنفق علينا لكنها وحدها لا يمكن أن تغطى مصروفات الدراسة.. فكرت فيما يمكن أن أفعله ولم أجد سوى رفع دعوى مصروفات قضائية بنفس الإجراءات التى ربما تمتد لسنتين.. أين ستذهب البنتان؟

بنتان متعلمتان تعليماً راقياً تتحدثان اللغات، صغيرتان، جميلتان.. صيد ثمين لأى شبكة دعارة، تدفع فيهما آلاف الدولارات.. هذا واحد من عشرات السيناريوهات البشعة التى تنتظر البنتين فى ضوء دعاوى نفقة تظل لسنوات، عدم الكشف عن الإمكانيات المالية للأب عن طريق البنك المركزى، وعدم محاسبة أماكن العمل التى تزور فى دخول الأشخاص وتدلس ولا تعطى الحقيقية.. هذا يعد تعريض أطفال لخطر، ربما أشد قسوة من الاتجار بالبشر.. الحل لإنقاذ هاتين البنتين ومن فى وضعهما هو أن تتدخل الدولة لدعم البنات والأولاد المعرضين للخطر، أن تدفع مصروفات البنتين كديون على الأب لصالح الدولة، إذا كان معسراً حقاً تقسط الديون لآجال مريحة، وإذا كان مدلساً فى دخله فليحاسب على تعريض بناته للخطر.. المصروفات الدراسية لا تنتظر والمدارس على الأبواب.. هل هذا ممكن، نعم هو ممكن ولازم وضرورى قبل أن يتم القبض على البنتين فى فندق خمس نجوم ضمن شبكة دعارة.. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ الآلاف من الأطفال الذين يضيعون فى أروقة المحكمة. نحتاج إلى تعديلات تشريعية وإجرائية عاجلة ومسئولية مجتمعية تلزم الجميع بتحمل المسئولية، والأهم أن تنقذ الدولة مستقبلها بدعم أطفالها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينقذ بنتين من الضياع من ينقذ بنتين من الضياع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon