توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ينجد النجدة؟

  مصر اليوم -

من ينجد النجدة

نهاد ابو القمصان

اتصلت بى سيدة تشتكى أنها كانت فى عملها، وعندما عادت وجدت باب الشقة مكسوراً ومحتويات الشقة من مبالغ مالية ومصوغات ذهبية مسروقة، شعرت بفزع شديد، وعلى الفور قامت بالاتصال بالنجدة وكانت الإجابة بأنهم سيحضرون خلال ساعة، ومرت أكثر من ساعة دون أن يحضر أحد، وعاودت الاتصال مرة أخرى، فأكدوا أنه خلال ساعة سيحضرون، ومرت الساعة الثانية والثالثة دون أن يحضر أحد وعاودت الاتصال للمرة الثالثة، فقالوا لها أن تحضر إلى القسم لتحرير محضر بالسرقة، دون أن يعيروا انتباه كيف لها أن تترك المنزل وباب الشقة مكسور دون معاينة من النجدة.

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فتلك الشكوى متكررة لدى قطاع عريض من المواطنين الذين يستنجدون بالنجدة ليتفاجأوا بأنه لا مجيب ولا منجد، والرد الدائم: اذهب لعمل محضر فى القسم.

هنا التساؤل الملح من ينجد النجدة؟

فإذا كانت من مهام شرطة النجدة فحص الشكاوى والانتقال لدوائر الأقسام المختصة بهذه الشكاوى تتقاعس عن أدائها، فإلى من يلجأ المواطنون الذين لديهم شكاوى عاجلة إذا كانت النجدة فى حاجة إلى نجدة لتقوم بأدوارها؟!

وكيف سيكون رد فعل شرطة النجدة إذا ما اتصلت بهم سيدة تتعرض للعنف وتحاول طلب النجدة لنجدتها من بين براثن من يتعرض لها، فى ضوء نسب عنف ضد المرأة عالية جداً، فطبقاً لمسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعى والصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تعرضت نحو 46% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج فى الفئة العمرية من 18 - 64 عاماً فى مصر لأحد أشكال العنف من قبل الزوج سواء كان عنفاً نفسياً أو بدنياً أو جنسياً. أى أن هناك امرأة واحدة على الأقل من بين كل ثلاث نساء فى المتوسط تتعرض للعنف الجسدى أو الجنسى أو للإيذاء النفسى مرة واحدة على الأقل خلال فترة حياتها.

أى عانت نحو 7 ملايين و888 ألف امرأة من العنف خلال العام الماضى، سواء من قِبل الزوج، أو الخطيب، أو أفراد العائلة، أو البيئة المحيطة، أو الأماكن العامة، وأن نحو 2.49 مليون سيدة فى الشارع و1.72 مليون سيدة فى المواصلات العامة يتعرضن للتحرش سنوياً، كما تظهر النتائج أن السيدات فى عمر الإنجاب هن الأكثر ضعفاً وهشاشة، فنحو 40% من السيدات فى الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً معنّفات، وأن العنف ضد المرأة لا يقتصر على إقليم بعينه أو مستوى تعليمى، بل يمتد إلى كل المستويات التعليمية وكل الأقاليم،

وأظهرت النتائج أيضاً أنه لم تتعد النساء المستعينات بالشرطة 75 ألف سيدة، أى أقل من 50%، وهذا يعد مؤشراً خطيراً حول الثقة فى قدرة النجدة على الإغاثة وإذا اعتبرنا أن من أهم أسس النجاح قياس رضاء العميل، فطبعاً هذا المؤشر يدل على عدم وجود رضاء على الإطلاق.

وبالطبع أن العنف ضد المرأة له تكلفة اقتصادية عالية لا تدفعها المرأة فقط بل يدفعها المجتمع ككل، فانتهت الدراسة إلى أن تكلفة النساء وأسرهن فقط من جراء العنف بلغت بحد أدنى نحو 2.17 مليار جنيه فى العام الماضى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

فبدلاً من أن يستنزف المجتمع 2.17 مليار جنيه تكلفة العنف ضد المرأة خلال العام كان من الممكن أن تحل معظم تلك المشكلات لو تم نجدة اللاتى تعرضن للعنف، وإذا كانت النجدة بعافية يمكننا التفكير معاً فى طرق نجدتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينجد النجدة من ينجد النجدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon