توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ينجد النجدة؟

  مصر اليوم -

من ينجد النجدة

نهاد ابو القمصان

اتصلت بى سيدة تشتكى أنها كانت فى عملها، وعندما عادت وجدت باب الشقة مكسوراً ومحتويات الشقة من مبالغ مالية ومصوغات ذهبية مسروقة، شعرت بفزع شديد، وعلى الفور قامت بالاتصال بالنجدة وكانت الإجابة بأنهم سيحضرون خلال ساعة، ومرت أكثر من ساعة دون أن يحضر أحد، وعاودت الاتصال مرة أخرى، فأكدوا أنه خلال ساعة سيحضرون، ومرت الساعة الثانية والثالثة دون أن يحضر أحد وعاودت الاتصال للمرة الثالثة، فقالوا لها أن تحضر إلى القسم لتحرير محضر بالسرقة، دون أن يعيروا انتباه كيف لها أن تترك المنزل وباب الشقة مكسور دون معاينة من النجدة.

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فتلك الشكوى متكررة لدى قطاع عريض من المواطنين الذين يستنجدون بالنجدة ليتفاجأوا بأنه لا مجيب ولا منجد، والرد الدائم: اذهب لعمل محضر فى القسم.

هنا التساؤل الملح من ينجد النجدة؟

فإذا كانت من مهام شرطة النجدة فحص الشكاوى والانتقال لدوائر الأقسام المختصة بهذه الشكاوى تتقاعس عن أدائها، فإلى من يلجأ المواطنون الذين لديهم شكاوى عاجلة إذا كانت النجدة فى حاجة إلى نجدة لتقوم بأدوارها؟!

وكيف سيكون رد فعل شرطة النجدة إذا ما اتصلت بهم سيدة تتعرض للعنف وتحاول طلب النجدة لنجدتها من بين براثن من يتعرض لها، فى ضوء نسب عنف ضد المرأة عالية جداً، فطبقاً لمسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعى والصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تعرضت نحو 46% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج فى الفئة العمرية من 18 - 64 عاماً فى مصر لأحد أشكال العنف من قبل الزوج سواء كان عنفاً نفسياً أو بدنياً أو جنسياً. أى أن هناك امرأة واحدة على الأقل من بين كل ثلاث نساء فى المتوسط تتعرض للعنف الجسدى أو الجنسى أو للإيذاء النفسى مرة واحدة على الأقل خلال فترة حياتها.

أى عانت نحو 7 ملايين و888 ألف امرأة من العنف خلال العام الماضى، سواء من قِبل الزوج، أو الخطيب، أو أفراد العائلة، أو البيئة المحيطة، أو الأماكن العامة، وأن نحو 2.49 مليون سيدة فى الشارع و1.72 مليون سيدة فى المواصلات العامة يتعرضن للتحرش سنوياً، كما تظهر النتائج أن السيدات فى عمر الإنجاب هن الأكثر ضعفاً وهشاشة، فنحو 40% من السيدات فى الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً معنّفات، وأن العنف ضد المرأة لا يقتصر على إقليم بعينه أو مستوى تعليمى، بل يمتد إلى كل المستويات التعليمية وكل الأقاليم،

وأظهرت النتائج أيضاً أنه لم تتعد النساء المستعينات بالشرطة 75 ألف سيدة، أى أقل من 50%، وهذا يعد مؤشراً خطيراً حول الثقة فى قدرة النجدة على الإغاثة وإذا اعتبرنا أن من أهم أسس النجاح قياس رضاء العميل، فطبعاً هذا المؤشر يدل على عدم وجود رضاء على الإطلاق.

وبالطبع أن العنف ضد المرأة له تكلفة اقتصادية عالية لا تدفعها المرأة فقط بل يدفعها المجتمع ككل، فانتهت الدراسة إلى أن تكلفة النساء وأسرهن فقط من جراء العنف بلغت بحد أدنى نحو 2.17 مليار جنيه فى العام الماضى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

فبدلاً من أن يستنزف المجتمع 2.17 مليار جنيه تكلفة العنف ضد المرأة خلال العام كان من الممكن أن تحل معظم تلك المشكلات لو تم نجدة اللاتى تعرضن للعنف، وإذا كانت النجدة بعافية يمكننا التفكير معاً فى طرق نجدتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينجد النجدة من ينجد النجدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon