توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى

  مصر اليوم -

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى

بقلم : نهاد أبو القمصان

سجل فيلم «حرب كرموز» إقبالاً كبيراً من الجمهور المصرى المتعطش لفيلم مختلف، والحقيقة أن الفيلم قدم أسلوباً جديداً على المستوى الفنى فى موضوع الأكشن، وبدا منذ اللحظة الأولى الإنتاج السخى فى بناء ديكورات للفترة الزمنية للفيلم والإنفاق على المجاميع والمعدات والاستعانة بخبرات أجنبية فى حَبْك المعارك، كل هذا أمر محل تقدير لصناع الفيلم، لذا أجده فيلماً ترفيهياً لطيفاً للمراهقين والشباب الأصغر سناً، فى هذه الحدود يكون الفيلم نجح فى هدفه وفى حصد العيديات وتصدر شباك التذاكر.

أما من حيث رؤية الفيلم وهدفه فقد حمل العديد من الرسائل المتناثرة ودرجة كبيرة من التسامح، حتى مع اللص والعاهرة، واعتبر أن قضية الوطن هى قضية جوهرية يلتف حولها الناس وتتساوى النوايا والجهود ما بين ضابط مقاتل أو حتى نشال وعاهرة، وأن بداخل كل إنسان مهما تدنت أعماله جانباً إنسانياً لا بد أن يُحترم ويُقدر، وهو أمر يُحمد أيضاً لهذا الفيلم، أما قضية خلق بطل شعبى يلتف حوله الناس فأعتقد أنها موضع نقاش، ففى تقديرى غابت الرؤية الهدف من الفيلم تحت الاندماج فى ضبط المعارك، فالبطل الشعبى هو البطل الذى يعمل من أجل قضية تهم الناس ويدعم المظلومين وينصر من أجلهم أو حتى يموت فيحرك موته الجماهير لتكمل المسيرة وتنتصر بإلهامه.

لذا، لخلق بطل شعبى لا بد أن يكون لدينا عدة عناصر، قضية أو مظلمة، بطل، معركة، انتصار سواء بحياة البطل أو بوفاته التى تلهب الجماهير، إذا نظرنا للفيلم، فمن حيث القضية فقد بدأ بقضية تقليدية الرمزية فيها مستهلكة وهى اغتصاب مصر من الاحتلال الإنجليزى فى صورة اغتصاب فتاة، تحرك على صوت استغاثتها عدد من الشباب لتدور معركة يسقط فيها شاب مصرى وضابط إنجليزى.

هنا ظهر البطل «أمير كرارة»، وهو ضابط قسم كرموز الذى يحبه الناس ويلتفون حوله والذى تحرك للقبض على الضابط الإنجليزى المتورط فى اغتصاب الشابة المصرية واحتجازه، ما أثار غضب قائد المعسكر وأمر بالإفراج عن الضابط، لذا رفض البطل المصرى وأصر على محاكمته، وهو ما يعد عدم تنفيذ أوامر عسكرية لأن القائد الإنجليزى طبقاً لرؤية الفيلم هو الحاكم للإسكندرية، وبناءً على ذلك تحرك المعسكر الإنجليزى بكامل عدته وعتاده لمحاصرة القسم والمطالبة بتسليم الضابط الإنجليزى المحتجز وأيضا الضابط المصرى لمحاكمته بتهمة عدم تنفيذ أوامر عسكرية التى تصل عقوبتها للإعدام.

هنا انتفض القسم بكل من فيه وقرروا التضحية بأرواحهم من أجل «....»؟

من أجل الدفاع عن قسم الشرطة، الضابط المصرى، الفتاة المغتصبة، الشباب الشهم الذى دافع عن الفتاة المغتصبة؟

لا أعرف، ظهرت بطولات صغيرة رائعة من المصريين جميعاً سواء الجنود أو حتى المتهمين داخل القسم بمن فيهم عاهرة ونشال للدفاع عن شىء ما أو كل هذه الأشياء.

طلب الضابط المدد من ضابط آخر فأعطاه درساً فى طاعة الأوامر العسكرية حتى لو من القائد الإنجليزى، ورغم ذلك حينما احتدمت المعارك دخل الضابط الملتزم بالأوامر صفوف الضابط البطل الشعبى، إلى هذا الحد ربما كانت نهاية رائعة، لكن أنهى الفيلم بعقد محاكمة عسكرية حكم فيها على الضابط البطل بالإعدام رمياً بالرصاص لمخالفة الأوامر العسكرية، ولأهمية المشهد عمل صناع الفيلم على إبرازه بظهور «أحمد السقا» كرئيس للمحاكمة، وهو ضابط مصرى، وعلى طريقة «مصر ماتنساش ولادها» أنقذه سراً بإعطائه اسماً مغايراً وطلب منه الرحيل مع أسرته، أى إن البطل الشعبى فقد اسمه ومنصبه وبيته ونُفى هو وأسرته، وهى نهاية متناقضة تماماً مع هدف الفيلم حيث تعد هزيمة نكراء وانتقاماً شاملاً للبطل الشعبى.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى «حرب كرموز» وهزيمة البطل الشعبى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon