توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف

  مصر اليوم -

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف

بقلم : نهاد أبو القمصان

 دعيت إلى لقاء نظمته مجموعة من «قصار القامة» وقد كنت مع عدد محدود للغاية من الأشخاص العاديين، لذا شعرت بمشاعر متضاربة أولها السعادة لأنى كنت ضمن عدد قليل اختارهم قصار القامة، واعتبروهم موضع ثقة، والحيرة والاضطراب لأنى اختبرت مشاعر أن أكون مختلفة فى الطول عن الجميع، مشاعر مربكة لكنهم فى الحقيقة كانوا أكثر ذكاء واحتواء فلم يمارسوا التمييز ضدى لأنى مختلفة عنهم، تقدمت سيدة تتحدث معى وعندها أسقط فى يدى لأنى لم أعرف أصول التعامل فى هذا الموقف، هل أنحنى بظهرى أم أنزل قليلاً بركبى حتى تتلاقى عيوننا فى الحديث، استشعرت السيدة الذكية إحساسى بالحرج، قالت لى: «انتى محتارة كيف تتعاملين فى موقف واحد فهل تتخيلين كم الحيرة التى أعيشها كل يوم وأنا أمارس تفاصيل الحياة، أن أطبخ لأولادى ولا يوجد بوتاجاز قصير، أن أرتب ملابس ولا يوجد دولاب مناسب، ما بالك بالشوارع والأرصفة التى يصل ارتفاعها فى بعض الأماكن إلى نصف طولى، والمعضلات الكبرى كأن أجد لأولادى وبناتى مكاناً فى مدرسة»، كانت هذه الأسئلة التى طرحتها بابتسامة وبود شديد لكنها من الذكاء لتكشف فى لحظة كم التمييز الذى نمارسه فى المجتمع عن قصد أو بدون قصد، تمييز ضد كل ما هو مختلف، المختلف فى الطول أو القدرة على الحركة أو الإبصار وغيره من أنواع كثيرة من التمييز ضد المختلف، تمييز نمارسه نتيجة غفلة عن حق كل ما هو مختلف أن يحيا حياة جيدة، وأن يحسب له حساب من أول تخطيط شوارعنا إلى تنظيم مدارسنا إلى فرص العمل المتاحة، قضية الإعاقة ليست قضية مجموعة تحتاج الشفقة، أو القول «الحمد لله الذى عافانا»، فالإعاقة ليست ابتلاء وإنما اختلاف يستحق منا أن نحسب حسابه ونستثمره، لأن المختلف فى أمر ما متميز فى أمر آخر، وقد يكون أكثر تفوقاً فى مجالات عدة، لكن للأسف يعانى الكثير من قلة فرص الالتحاق بالتعليم، وتزيد النسب بين الفتيات، فتشير بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى أنه بالرغم من أن عام 2017 شهد ارتفاعاً فى الالتحاق بالتعليم بالنسبة للفتيات المكفوفات وذوى الإعاقة الذهنية عن عام 2016، إلا أن كل أنواع الإعاقة شهدت تفوق التحاق البنين فى التعليم عن الفتيات، سواء فى عام 2017 أو عام 2016، ليس هذا فحسب وإنما تعانى الفتاة والمرأة معاناة مضاعفة بدءاً من النظرة النمطية للمعاقين عامة وللمرأة ذات الإعاقة خاصة، من أنها شخص غير كامل الأهلية وغير قادر على تحمل المسئولية، وليس من حقها الزواج والإنجاب، ولا أستطيع أن أنكر أن مصر خطت خطوات مهمة فى هذا الملف، تمتعنا بقطف ثمارها فى مجالات عدة أبرزها المجال الرياضى والتفوق فى «البارلومبيات»، فقد رفع علم مصر كثيراً بما لا يقارن بحصاد الأولمبيات، ولكن ما يتمتع بهذه الفرض أعداد محدودة للغاية، وراءهم أسر داعمة وهو فى حد ذاته تمييز طبقى، لذا من المهم أن يكون ملف الإعاقة موضع اهتمام، ليتمتع الجميع بحقوقهم وأن نستثمر ما بيننا من اختلاف وليس إعاقة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف الإعاقة والتمييز المضاعف ملف الإعاقة والتمييز المضاعف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon