بقلم : نهاد أبو القمصان
منذ إطلاق فيديوهات المسمى محمد على ومعه الوجه البغيض للغباء السياسى والجهل ومناضلى الملاية اللف، من يدّعى أنه مناضل من أجل هذا الشعب لا يتحدث إلا بترجيع مرضى، فلم تعرف مصر ولا أى دولة فى العالم هذا النوع من النضال الذى يستخدم الأعضاء التناسلية للأمهات لوصف أفكارهم ومشاعرهم والرد على المختلفين معهم.
هذا المسمى -لا مؤاخذة- «نضالاً» فاق ردح الرداحات المحترفات فى شوارع محمد على قبل مائة عام، وبالتأكيد أثار رد المناضلين الآخرين أمثال وائل غنيم الذى لم نعرفه أو نسمع عنه فى حزب سياسى أو حركة سياسية، إنما عرفناه فجأة فى ميدان التحرير، هبط من سماء الإنترنت على الأرض فى مشهد من أفلام الكرتون، هذا المناضل الكرتونى الذى يعمل ويعيش فى ظل الثقافة الغربية التى من المفترض أنها تحترم معايير حقوق الإنسان وتجرّم العنصرية ولديها ميثاق أخلاقى إعلامى أيضاً استخدم نفس الأسلوب فى شرح أفكاره والرد على المختلفين معه، ليس بالعقل والمنطق أو بالتحليل السياسى وإنما أيضاً باستخدام الأعضاء التناسلية للأمهات ومعها أصوات مقززة من قلب الحنجرة.
فى الحقيقة مثل هذه الرسائل المصورة حاولت متابعتها على سبيل الفضول السياسى، لكنى لم أستطع استكمال أكثر من ثلاثين ثانية لمتابعة هذا الأسلوب الجديد فى العمل السياسى، هذا المستنقع من البذاءة لا أعرف هل له قعر أو آخر أم أن هناك مستويات متعددة من الانحطاط.
وهل هذا المستوى من الممكن أن يأخذ البلد إلى أى مكان يحترم ليس حقوق الإنسان، ولكن يحترم الإنسان، أى إنسان، فإذا كان هؤلاء - لا مؤاخذة - هم المناضلين، فكيف إذا لانت الدنيا وامتلكوا أى شكل من أشكال القوة أو السلطة «الله لا يقدر»، كيف سيكون تعاملهم مع مخاليق ربنا؟.
المتخصصون فى علم اللغويات يستطيعون تحليل هذا الخطاب العجيب، لكن غير المتخصصين -زى حالاتى- لا يرون سوى رداحات، لا علم ولا فكر ولا رؤية، نموذج «خالتى فرنسا»، المرأة الأمية التى لا تقرأ ولا تكتب، ولم تعرف من الأخلاق أو القيم أى شىء، ومن ثم نشأت على ثقافة بهيمية لا تعرف سوى الرفس كوسيلة تعبير.
«خالتى فرنسا» نموذج المرأة التى كان يتم استئجارها من البعض لاستثارة الناس وإرهاب المختلفين بأقذع الشتائم، شاهدنا بعضهن فى نهايات عصر مبارك عند أى تجمع سلمى لدعم حقوق الإنسان أو أمام المحاكم عندما كنا نطعن على قرار خاطئ أمام القضاء، وقد كانت نهايات النظام وعلامة فشله، فإذا الجهلة يستخدمون نفس الأسلوب للدعوة لبداية جديدة!
والحقيقة مثل هؤلاء «الرداحات» لا يمكن الرد عليهن بالعقل أو المنطق، حيث لا يوجد لديهن هذا أو ذاك، وإنما بالقانون لأن مثل هذه الرسائل المصوَّرة هى جرائم متعددة ليس فى حق الدولة والنظام فقط، وإنما فى حق المستمع، والنساء على وجه التحديد، اللاتى تُستخدم أجسامهن فى خطاب عنصرى منحط.. والسؤال الذى يشغلنى: كيف نشرح لأبنائنا هذا النضال المنحط، هل سيأتى اليوم الذى ندرس فيه لأبنائنا فى المدارس هؤلاء المناضلين -لا مؤاخذة- بجوار مصطفى كامل وطلعت حرب وهدى شعراوى؟!!!