توقيت القاهرة المحلي 04:53:34 آخر تحديث
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

علّموها كويس تقف جنب مصر

  مصر اليوم -

علّموها كويس تقف جنب مصر

نهاد ابو القمصان

طالب الرئيس المرأة المصرية بأن تقف جنب مصر، وفى الحقيقة أثبتت المرأة قدرة على مواجهة التحديات. ومنذ قيام الثورة كانت المرأة المصرية المتضرر الأكبر، إلا أنها كانت المتفهم الأكبر، رغم أنها تعانى من مشكلات عدة، وفى مقدمتها التمييز الذى يبدأ منذ الصغر بين البنين والبنات، والحط من شأن البنت منذ الميلاد دون أى ذنب أو سند سوى أن الله خلقها أنثى، وكأنه اعتراض على خلق الله الذى إن أراد التفضيل لكان خلق البشر من جنس واحد. وقد كان النظام التعليمى قبل مبارك هو البوتقة التى ينصهر فيها الطلبة، يعلى من قيمة الإنسان من خلال التفاعل والأنشطة المشتركة بين الطلبة والطالبات لتتراجع معه أفكار الذكورة والأنوثة والتفضيل على أساس الجنس وتتقدم قيم الإنسانية، ويكون التفضيل على أساس العلم والتفوق والإتقان فى العمل. وبذلك كانت المدارس والجامعات هى قاطرة التنوير والتقدم فى المجتمع، ولكن مع انهيار التعليم فى عصر مبارك أصبح المجتمع هو الذى يؤثر على المدارس والجامعات وليس العكس، وأصبحت المدرسة تكرس التمييز بين البنات والبنين، كما أصبح يعانى أطفالنا فى المؤسسة التعليمية من نمط تنشئة اجتماعية لا تقوم على ثقافة الحوار والقيم والديمقراطية وما تعكسه هذه الثقافة من سلوكيات وممارسات فردية وجماعية ترتبط بقبول الحوار والاختلاف وحق النقد والإحساس بالمسئولية الاجتماعية وحرية التعبير عن الرأى. هذا النمط فى التنشئة القائم على قيم الاستبداد تتأثر به البنت ثم المرأة فى نوعية الصور النمطية فى المقررات التعليمية التى يتم تعميمها عن المرأة ودورها الاجتماعى الذى يتناقض بدرجات مع قيم المساواة والمشاركة فى الحياة العامة، حيث تركز على دورها فى الحياة كأم وزوجة فقط وحصر أدوارها فى الأعمال المنزلية أو الدور الإنجابى ورعاية الأبناء وتربيتهم، وإهدار قدراتها البشرية على العمل والمشاركة والإبداع.

هذه الممارسات وغيرها تُعد تحديات حقيقية لثقافة وقيم المشاركة، وترسخ فى تنشئة الطلبة والطالبات عدم وجود دور للمرأة خارج المنزل أو فى الحياة العامة، الأمر الذى يستلزم ضرورة تغيير هذه السياسات والاشتباك معها ووضع سياسات ورؤى بديلة والضغط من أجل تطبيقها، أيضاً التعاون مع منظمات المجتمع المدنى للمساعدة وتقييم الجهود سواء لرفع كفاءة العملية التعليمية، أو الحد من الأمية بين السيدات، التى بلغت ثلثى الأمية فى المجتمع.

والمساعدة فى حل المشكلات تكون عبر المشروعات المتعددة التى تقوم بها المنظمات الأهلية، وبناء آلية حقيقية للشراكة والحوار مع وزارة التربية والتعليم حول السياسات التعليمية المطبقة وما يرتبط بها من قضايا أساسية، ومشاركة مؤسسات المجتمع بشكل حقيقى فى عملية صناعة المناهج التعليمية وكيفية إعداد وتأهيل المعلم، ودعم دور منظمات المجتمع المدنى فى تقييم العملية التعليمية (النتائج والمحتوى) وتأكيد حقها فى التدخل لتحسين أوضاعها على مستوى المدرسة، وتوفير الخدمات التعليمة للمحافظات والأحياء والقرى بصورة عادلة حتى لا تُحرم البنات من التعليم لبعد المسافة الجغرافية بين البيت والمدرسة أو الجامعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علّموها كويس تقف جنب مصر علّموها كويس تقف جنب مصر



GMT 06:00 2025 الجمعة ,28 شباط / فبراير

ظلم مسكوتٌ عنه

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 04:18 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال عام٢٠١٩

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 03:09 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تحصيل 135 ألف جنيه مستحقات 3 عمال مصريين في جدة

GMT 19:29 2021 الأحد ,21 آذار/ مارس

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا بنسبة 0.52%

GMT 09:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

احتفالية خاصة لشيكابالا قبل مواجهة الترجي

GMT 04:06 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث مروع لغروجان يتسبب في توقف سباق البحرين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon