توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء

  مصر اليوم -

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء

نهاد أبو القمصان

صدر قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة عليا للإصلاح التشريعى، يكون هدفها إعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية وقرارات رئيس مجلس الوزراء، فضلاً عن بحث ودراسة ومراجعة مشروعات القوانين الرئيسية.
ويعد هذا القرار مهماً لحل مشكلة تعدُّد القوانين وتضارُبها فى بعض الأحيان، لكن تبقى المشكلة فى تشكيل هذه اللجنة وأى لجنة أخرى، أنها تعتمد على معايير محايدة فى واقع لم يكن أبداً محايداً تجاه المرأة، فعادة ما تبدو المعايير موضوعية، لكنها فى حقيقة الأمر تمثل استبعاداً وإقصاءً للمرأة فى أغلب الأحيان ناتجاً عن ظلم متراكم نتيجة التمييز المتعمّد ضد المرأة فى مجالات مهمة فى صناعة القرار، حيث نص القرار أن يكون تشكيل اللجنة «من رئيس مجلس الوزراء، ووزير شئون مجلس النواب والعدالة الانتقالية، ووزير العدل، ورئيس مجلس الدولة، ومفتى الجمهورية، ووكيل الأزهر، ورئيس هيئة مستشارى رئيس الوزراء، ورئيس قسم التشريع بمجلس الدولة، ومساعد وزير العدل لشئون التشريع، بالإضافة إلى ثلاثة من أساتذة الحقوق، واثنين من رجال القضاء، واثنين من المحامين يختارهما مجلس نقابة المحامين، وثلاثة من رجال القانون من الشخصيات العامة يختارهم رئيس الوزراء»، ولا يوجد أىٌّ من شاغلى هذه المناصب التى أغلبها قضائى امرأة ليس لسبب يعود إليها، ولكن لموقف القضاء المتعنّت من تعيين النساء لعقود، أما المناصب الأخرى فحدث بلا حرج عن التمييز ضد أساتذة الجامعات وعدم وصولهن إلى الرئاسة أو العمادة إلا فى القليل النادر، كما يخلو مجلس نقابة المحامين من أى محامية، نظراً لهيمنة الإخوان عليها لسنوات طويلة.
هذا التشكيل يفتقد إلى غياب الضمانات لوجود المرأة فى هذه اللجنة أو غيرها، ويكرّس إقصاء النساء ويسهم فى افتقاد القوانين رؤية نصف السكان.

لذا لا بد أن يكون هناك شرط حاكم فى تشكيل هذه اللجنة وأى لجنة «بألا تقل عن الثلث لضمان تمثيل نصف المجتمع».
فدون هذا الشرط ربما لا يتذكر من يقوم بالتشكيل مشاركة المرأة أو يعتبره عبئاً ثقيلاً يضطر معه إلى وضع امرأة على سبيل الديكور وذراً للرماد فى العيون، ولنا فى كتابة الدستور مثل وعبرة، حيث خلت لجنة الخبراء العشرة من خبيرة واحدة.

ولم تكن المرأة فى لجنة الخمسين أوفر حظاً، حيث اقتصرت أغلب الجهات فى مصر على دعم المرأة شفوياً فقط دون الالتزام بالتطبيق.
ورغم ما تلعبه قطاعات الفنون والآداب من دور تنويرى مهم وتذخر أدبيات الكتاب والمثقفين بكتابات عن ضرورة إلغاء التمييز والإقصاء للمرأة المصرية، لم يرشح المثقفون فى أى قطاع، سواء المجلس الأعلى للثقافة أو اتحاد الكتاب أى سيدة، لا أساسية ولا احتياطية.

ولم ترشح النقابات المهنية (محامين، أطباء أو حتى صحفيين أو النقابات والاتحادات العمالية أو الفلاحية) أى سيدة لا أساسية ولا احتياطية.
وغياب شروط نوعية حاكمة فى معايير الاختيار جعل حتى رئيس الوزراء ملتزماً بالحد الأدنى الوارد فى القرار الدستورى لتشكيل لجنة الخمسين، الذى نص على ضرورة تمثيل المرأة بما لا يقل عن 10، لكن ترشيحات مجلس الوزراء فيما يتعلق بالمرأة اكتفت بالحد الأدنى، وهو امرأة واحدة عضو أساسى وامرأة واحدة عضو احتياطى، الخلاصة دون شرط حكم لمشاركة المرأة سيتم إقصاؤها، سواء عمداً أو سهواً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء المعايير المحايدة للجان لا ترى النساء



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon