توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيش العظماء والبسطاء

  مصر اليوم -

جيش العظماء والبسطاء

نهاد أبو القمصان

فى كل بلاد العالم، المتقدم منها والمتخلف، يعد الجيش العمود الفقرى لأى بلد، وتقاس قوة الدول بقوة جيوشها، عندما كانت الجيوش البريطانية تغزو العالم كانت الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس وتسمع كلمتها فى المحافل الدولية وعندما غابت الشمس عن جيوشها توارت لتكون خلف الإمبراطورية الأمريكية، ويمكن لأى قارئ للتاريخ المصرى يعلم أن محمد على مؤسس مصر الحديثة قد بنى جيشاً ثم عمل على تطوير الخدمات الداعمة لهذا الجيش لذا جاء تطوير التعليم والزراعة والصناعة، وهو ما استكمله جمال عبدالناصر وهو ما سوف نستكمله الآن ومصرون عليه مهما كانت التضحيات.

ولأن نهوض مصر يشكل خطراً كبيراً على الكثيرين على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد تجار الدين والموت، لذا مع أى خطوات واعدة تكثر الضباع والحشرات لتحاول إجهاض هذا النهوض، ولأننا اعتدنا على ذلك ونعلم أن هناك أثمان لا بد أن تدفع لنحافظ على هذا الوطن، فإننا نستقبل استهداف أولادنا من الجيش بكثير من الحزن والصبر والاحتساب، نحسبهم عند الله شهداء ونحمد الله أن بها من الرجال يؤثرون على أنفسهم لنحيا فى أمان، يعرفون أنهم مستهدفون ولا يتركون ملابسهم العسكرية ويتخلون عنها وعنا، مثلما فعل الجيش العراقى تاركاً وطناً كان يشكو من تمييز ضد فئة ليتحول إلى لا وطن أقل آلامه أن يتم التمييز فيه ضد فئة، وإنما يتم الذبح فيه لكل فئة تختلف عن حامل السكين فى الدين أو المذهب أو حتى الرأى.

فى رمضان هذا العام قامت الضباع بعمل اعتداء مماثل للاعتداء الذى تم سابقاً على الجنود المصريين فى شهر رمضان أيضاً، حيث تم الاشتباك باستخدام الأسلحة الثقيلة مع فرقة فى مدينة الفرافرة فى الوادى الجديد، وقد قامت أيضاً قوات حرس الحدود بالاشتباك، والرد على هؤلاء المعتدين، الذين فى الحقيقة لا يستهدفون عدد أفراد أو ضباطاً من الجيش بل يستهدفوننا ونحن جالسون أما التلفاز نستمتع بمسلسلات رمضان، يستهدفون أولادنا وهم يلعبون لأوقات السحور فى أمان تحت منازلهم، يستهدفون حتى الجالس ببرود يعلق تعليقات سخيفة على جيش قبل تحركه فى 3 يوليو كان كثير من المصريين يفكر فى أى بلد سيلقى هو وأسرته فى ذل اللجوء.

لكن الألم هذه المرة يتعدى ألم الحادث ناتج عن انسياق بعض ما يسمون أنفسهم نشطاء على الإنترنت وراء لجان إلكترونية لعدو غادر وخائن لا يكتفى بقتل جنودنا، بل يتشفى فيهم وفينا ويدعى التندر على الجيش المصرى، لجان إلكترونية لا تقل جرماً عن من يمسك السلاح ليقتل، تناقلت صوراً وتعليقات للنيل من الجيش المصرى لأنه يدعم الفقراء ويعمل على وزن السوق بتقديم خدمات للمدنيين لحين آليات حقيقية لضبط السوق فى ضوء رأسمالية مجرمة وقوى سياسية أقل من أن تحمى المصريين.

تحاول القوات المسلحة ضبط آليات السوق بما تملك من أدوات لحين اكتمال بناء الأدوات المدنية وذلك من خلال دور خدمات الضباط التى فتحت أبوابها لأفراح البسطاء والطبقة الوسطى بعد أن ضاقت عليهم البيوت، بدون قاعات أفراح القوات المسلحة والشرطة لتحول حتى الفرح إلى طبقى، حق لمن يدفع للفنادق فقط. بدون كعك العيد الذى أعلنت عنه دور القوات المسلحة فلن يستطيع رب أسرة أو أم أن تفرح مع أولادها بعيد الفطر، لأنهم لن يستطيعوا شراء الكعك من المحلات التى يشترى منها البهوات الذين يتناقلون تعليقات اللجان الإلكترونية وهم أجهل الناس معرفة بمعاناة المصريين.

رحم الله شهداءنا وكفى جيشنا شر عدو الداخل، أما الخارج فهو كفيل به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيش العظماء والبسطاء جيش العظماء والبسطاء



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon