توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء

  مصر اليوم -

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء

نهاد أبوالقمصان

شهدت فترة الستينات من القرن الماضى تحسناً نسبياً فى بعض أوضاع المرأة، حيث انخفضت نسبة الأمية عند الإناث واتسع نطاق مشاركة المرأة فى النشاط الاقتصادى والعمل الاجتماعى والعام، وأُقر لها بحقوق مهمة فى مجالى الأحوال الشخصية والعمل، ومن أبرزها بالنسبة للعمل: حق التعيين فى الجهاز الحكومى والقطاع العام دون تمييز، والمساواة فى الأجر، وبعض الامتيازات الأخرى (كالأجازات مدفوعة الأجر، ودور الحضانة للأطفال الصغار وغير ذلك).

وعلى الرغم من أن القضايا المتعلقة بعمل المرأة لقيت بعض الاهتمام فإن ذلك لا يزال غير كاف، فقد جاءت بعض التحولات المهمة على المستويين المحلى والعالمى فهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية شبه المطلقة على «النظام العالمى» ترتب عليها فرض النظام الرأسمالى كاختيار وحيد أضر النساء، أما التحول على المستوى المحلى فتمثل فى إعادة الهيكلة الرأسمالية للنظام الاقتصادى، بتبنى نظم اقتصاد السوق وتخلى الدولة عن الدور القائد للاقتصاد وترك زمام المبادرة للقطاع الخاص، فلقد ترتب على تلك التحولات تعديلات جوهرية فى التوجه والسياسة والإجراءات العامة، كان فى مقدمتها خفض الإنفاق العام، وتراجع الاستثمار من جانب الدولة، وخصخصة كثير من المشروعات العامة، وتعديل قوانين العمل لتلتقى مع مصالح أصحاب العمل فى الأساس وكان من نتائج ذلك:

1- هبوط حاد فى معدلات تشغيل المرأة، نتيجة للتمييز ضدها (بالقياس إلى تشغيل الرجل) خاصة بعد تقلص الطلب من جانب الدولة، وضعف الطلب من جانب القطاع الخاص، والتمييز فيه ضد المرأة على مختلف الأصعدة.

2- وقف التحسن فى ظروف وشروط تشغيل المرأة، نتيجة للتمييز ضدها فى العمل، والتراجع عما اكتسبت من حقوق وامتيازات.

3- انتكاس جهود تنمية المرأة (التعليم والصحة والأدوار الاجتماعية والمشاركة السياسية العامة وغيرها) نتيجة لظروف غير مواتية كثيرة تمر بها قطاعات كبيرة من المواطنين.

ولا تبدو فى الأفق أى علامات توحى بالأمل فى تحسن الأوضاع فى المستقبل سوى المبادرات القومية الكبرى مثل مشروع قناة السويس الذى فتح آفاقاً كبيرة للأمل لدى قطاعات واسعة من المصريين، ما بين متأمل لفرصة عمل وبين مراقب بشغف أملاً فى فتح آفاق لكثير من المصريين الذين تقطعت بهم السبل فى أرض الوطن أو خارجها ما بين العراق وسوريا وليبيا.

هنا من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن يكون الأمل والعمل حقاً للجميع، وأن تعمل الدولة بكافة أجهزتها على أن تضمن الفرص المتاحة فرصاً للنساء اللاتى عانت بصورة مضاعفة من التراجع الاقتصادى سواء على المستوى الشخصى، حيث وصلت بطالة النساء أربعة أضعاف الرجال، أو على المستوى العائلى حيث تحملت النساء عبء إعالة الأسر التى قهر الفقر رجالها فتركوها. ويزيد من التخوف من استمرار عدم وصول النساء لفرص عمل أن المشروعات الإنشائية فى مصر ذكورية الطابع، رغم تغير هذا المفهوم فى العالم، حيث لم يعد قطاع الإنشاءات يعتمد على العضلات بقدر المعدات، فالنساء تستطيع قيادة المعدات الثقيلة والعمل فى الحفر والرصف والإمدادات، وفى كثير من دول العالم تشارك النساء بقوة وعدالة فى هذه المشروعات، لذا لا بد من العمل على إتاحة الفرص للنساء وأن نأخذ فى عين الاعتبار اتخاذ إجراءات لضمان وصول النساء إلى الفرص وبذل جهد للوصول لهن لا استبعادهن، وتوفير بيئة عمل داعمة للنساء، والأهم تغيير الأفكار تجاه عمل المرأة فى قطاع الإنشاء حتى تشارك فى البناء وتجد فرصة لأكل العيش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء مليون فرصة عمل ينبغى أن تصل للنساء



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon