توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من النسخة الورقية للوطن قانون الجمعيات بين تحرير المجتمع المدنى وتقييده (1 - 3)

  مصر اليوم -

من النسخة الورقية للوطن قانون الجمعيات بين تحرير المجتمع المدنى وتقييده 1  3

نهاد أبوالقمصان

المجتمع المدنى هو اصطلاح حديث نسبياً على الثقافة المصرية، وتم تداوله بقوة بعد الثورة، نظراً إلى الدور الهائل الذى لعبه المجتمع المدنى، ونتيجة زيادة فعاليته حاول البعض لصقه بالعديد من الاتهامات للحد من هذه الفعالية، وتعد الجمعيات الأهلية أحد أهم مؤسسات المجتمع المدنى، لذا جرت محاولات عدة لتعديل قانون الجمعيات، وشارك فى محاولات التعديل مجموعات متباينة الاتجاهات، ما بين ميل إلى القضاء على الجمعيات الأهلية أو على الأقل الحد من فعاليتها، وما بين مجموعات تدعو إلى التحرير التام للجمعيات الأهلية فى إطار بناء مجتمع مدنى حر قائم على الجهود التطوعية، ويتوقف انتصار أىّ من الاتجاهين على إدراك ماهية المجتمع المدنى وحجم الإسهام المطلوب منه فى التنمية والتطور الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان.

وقد تعدّدت التعريفات لمفهوم المجتمع المدنى، منها أنه مجموعة التنظيمات التطوعية التى تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح أفرادها، ملتزمة فى ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضى والتسامح والإدارة السليمة للتنوّع والخلاف».

ومنها أنه بلورة أنماط من العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وهذه العلاقات تكون محصلة تفاعل بين القوى والتكوينات الاجتماعية المختلفة، ولا يتسم بالضرورة بالتجانس».

ومهما تعددت التعريفات، إلا أن الثابت أن هناك أركاناً أساسية لا بد من توافرها حتى نستطيع القول إن لدينا مجتمعاً مدنياً:

الركن الأول: هو الفعل الإرادى الحر والطوعى، ولذلك فهو يختلف عن الجماعات القرابية، مثل الأسرة والعشيرة والقبيلة، التى لا دخل للفرد فى اختيار عضويتها، فهى مفروضة عليه بحكم الميلاد أو الإرث.

الركن الثانى: هو أن المجتمع المدنى مجتمع منظم، وتقبل الأفراد أو الجماعات عضويتها بمحض إرادتهم، ولكن بشروط وقواعد يتم التراضى بشأنها وقبولها.

الركن الثالث: هو ركن أخلاقى سلوكى ينطوى على قبول الاختلاف والتنوّع بين الذات والآخرين وعلى حق الآخرين فى أن يكونوا منظمات مدنية تحقق وتحمى وتدافع عن مصالحهم المادية والمعنوية، والالتزام فى إدارة الخلاف داخل وبين مؤسسات المجتمع المدنى وبينها وبين الدولة بالوسائل السلمية، وفى ضوء قيم الاحترام والتسامح والتعاون والتنافس والصراع السلمى.

ويجب أن تتمتع مؤسسات المجتمع المدنى باستقلالية فى النواحى المالية والإدارية والتنظيمية، وهنا يمكن تحديد درجة استقلال مؤسسات المجتمع المدنى عن الدولة من خلال عدة مؤشرات منها:

أ- نشأة مؤسسات المجتمع المدنى، الأصل هو عدم التدخل فى تلك النشأة.

ب- مقدار الاستقلال المالى لمؤسسات المجتمع المدنى.

ج- الاستقلال الإدارى.

ويشير ذلك إلى مدى استقلال مؤسسات المجتمع المدنى فى إدارة شئونها الداخلية، طبقاً للوائحها الداخلية، وبعيداً عن تدخل الدولة.

فالمجتمع المدنى هو عملية دينامية مستمرة تخضع لمنطق التغيير سلباً أو إيجاباً، ومصادر التغيير قد تكون داخلية أو خارجية، ومتى أصبح المجتمع المدنى مستقلاً عن الدولة كانت له القدرة على التعامل الإيجابى مع هذه التغيُّرات.

لذا ينمو المجتمع المدنى ويزدهر فى ظل ثقافة بها قدر كبير من قيم التسامح وقبول الآخر، ومن ثم فإن قيم مثل المبادرة والحرية والتعددية والعلانية تعتبر من المقومات المهمة فى بناء المجتمع المدنى.

هذه القواعد الأساسية تنطبق على كل مؤسسات المجتمع المدنى، التى منها الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية، وجماعات رجال الأعمال، والنقابات المهنية، ومنظمات الدفاع ومناصرة الحقوق «المؤسسة كشركات مدنية أو غير ذلك»، والجمعيات الأهلية أو المنظمات غير الحكومية.

وللحديث عن الجمعيات الأهلية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من النسخة الورقية للوطن قانون الجمعيات بين تحرير المجتمع المدنى وتقييده 1  3 من النسخة الورقية للوطن قانون الجمعيات بين تحرير المجتمع المدنى وتقييده 1  3



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon