نهاد أبو القمصان
وافق الاحتفال بجائزة نوبل للسلام لهذا العام يوم الطفلة العالمى 11 أكتوبر، وكانت المفاجأة الرائعة فوز الطفلة ملالا يوسفازى الباكستانية بجائزة نوبل، وتعد أصغر من حصل على الجائزة، حيث عمرها 17 عاماً، ملالا حصلت على الجائزة لشجاعتها ودفاعها عن حق الفتيات فى التعليم، الأمر الذى عرضها للاغتيال من إرهابيى حركة طالبان وعمرها 14 عاماً، حيث صعد الإرهابيون أوتوبيس المدرسة لقتلها، لأن قوى الظلام المدججة بكل الأسلحة والإمكانيات، أكثر ما يخيفها كتاب فى يد بنت.
ورغم استقرار رصاصة فى مخ الصغيرة فإن قدرتها القتالية تحدت الإرهاب وتغلبت على الموت، كلمة ملالا عند استلامها الجائزة كانت بسيطة ببساطة سنها لكنها مؤثرة وملهمة، تحدثت عن حق البنات فى التعليم وفى إتاحة الخيارات أمامهن واحترام إرادتهن واختياراتهن ودعم قدراتهن ومواهبهن، عندما تحدثت ملالا عن عائلتها وتحديداً أبوها قالت إنه لم يقدم لها شيئاً غير عادى عن كل أب، لكنه لم يكسر أجنحتها، شجعها على التحليق والطيران عالياً، آمن بحق ابنته فى التعليم ووقف خلفها رغم تهديد الإرهابيين وقوى الظلام.
فى الحقيقة كانت بسيطة وصادقة، فلا تحتاج كل بنت لأب سوبر يقدم ما هو فوق العادى، لكن كل بنت تحتاج إلى أب محب لا يكسر أجنحة ابنته ويذهب معها إلى أبعد ما تحمل قدراتها فى التعليم والعمل والحياة، وقد حددت الأمم المتحدة اليوم العالمى للفتاة 11 أكتوبر، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات العديدة التى تواجهها فى جميع أنحاء العالم والاعتراف بأهمية الاستثمار فى الفتيات وتمكينهن فى أثناء فترة المراهقة للحد من أشكال العنف المختلفة التى يواجهنها ووقايتهن منها، وقد تقرر أن يكون موضوع عام 2014 فى اليوم الدولى للفتاة هو: تمكين المراهقات: إنهاء دورة العنف، وزيادة الجهود المبذولة لإنهاء كل أشكال العنف ضد المرأة والفتاة، والسعى إلى ما هو أبعد، من نشر الوعى والتأكيد على أهمية الاستثمار فى هذه الفئة المهمة من المجتمع ودعمها لما يعنيه ذلك من تشكيل الحاضر والمستقبل.
وتدعو حملة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة (اتحدوا)، إلى البحث عن فرص المبادرات مثل مبادرة التعليم للجميع، والحركة العالمية لإنهاء ظاهرة زواج الأطفال، بما يخدم تمكين الفتيات، وضمان حمايتهن من التعرض للخطر، وتوفير الدعم لهن من خلال الأسرة والأصدقاء، وتمكينهن من السعى فى مصالحهن الخاصة. والتشجيع على ضم الممارسات الجيدة وتركيز الإجراءات والنتائج بما يعبّد الطرق إلى العدالة والمساواة. والدعوة هنا موجهة للحكومات ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى ومؤسسات القطاعين الخاص والعام لتوحيد قواها فى هذه المسألة، وتأكيد التزاماتها للقضاء على آفة العنف ضد الفتيات وتعزيز تمكينهن من خلال:
- الاستثمار فى الفتيات لتزويدهن بالمهارات والثقة والخيارات الحياتية من خلال الأسرة والمدرسة والتدريب التقنى والتعليم المهنى وتوفير نظم الدعم الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
- تسهيل حصول الفتيات على الخدمات والتكنولوجيا وتلبية احتياجاتهن المتعلقة بالأمن والتواصل والتنقل تلبية فعالة.
- الاستمرار فى الدعوة إلى كشف ظواهر العنف ضد المرأة والفتاة ورفضهما فى الحيزين الخاص والعام.
- تقوية قواعد البيانات والمعايير والشواهد فيما يتصل بدعم الفتيات والقضاء على ظاهرة العنف ضدهن.
تلبية هذه الدعوة مسئولية الجميع، لكن على الحكومة وضع التشريعات والقواعد التى تلزم الجميع بالعمل لحماية الفتيات، اللاتى أثبتن أن أكثر ما يخيف الإرهابيين بنت معها كتاب.