توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنظمة مستوحاة من تجربة «الحرس الثوري»

  مصر اليوم -

أنظمة مستوحاة من تجربة «الحرس الثوري»

بقلم - خيرالله خيرالله

من العراق، إلى سورية، إلى لبنان... إلى اليمن، تبني إيران، الموجودة بقوة في البلدان الأربعة، أنظمة جديدة على نسق معيّن.
هذا النسق من الأنظمة مستوحى من تجربة «الحرس الثوري» الذي بات يسيطر على إيران على نحو شبه كامل.
كان لافتاً قبل أيام قليلة حديث زعيم الحوثيين في اليمن (جماعة انصارالله) عبدالملك الحوثي عن ضرورة قيام نظام جديد في المناطق التي يسيطر عليها. تحدّث عن نظام أقرب ما يكون إلى النظام في إيران حيث يمتلك «المرشد» كلّ السلطات بصفة كونه «الوليّ الفقيه».
يبقى الدليل الأهمّ على أنّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» الإيرانية في يد «الحرس» تحكّم «الحرس» بقطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني، فضلاً عن فرضه خياراته في شأن كلّ ما له علاقة بالمواقع الأساسيّة في البلد بدءاً بموقع رئيس الجمهوريّة.
ليس سرّاً أن «الحرس» فرض إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية وعمد إلى استبعاد كلّ شخصية كان يمكن أن تنافسه، بمن في ذلك علي لاريجاني، وهو رجل، لا وجود لشكّ في ولائه للنظام.
إلى ذلك، يمتلك لاريجاني حيثية نظراً إلى أنّه ينتمي إلى عائلة متديّنة معروفة من جهة وإلى أنه سبق له، من جهة أخرى، تولي مناصب مهمّة من بينها رئاسة مجلس الشورى.
في الطريق إلى السيطرة شبه الكاملة على إيران، تحرّك «الحرس الثوري» ببطء وثبات وذلك منذ ارسل آية الله الخميني مؤسس «الجمهوريّة الإسلاميّة» الجيش الإيراني إلى جبهات القتال لدى اندلاع الحرب العراقيّة – الإيرانيّة في سبتمبر 1980.
شارك «الحرس» في القتال على الجبهات، لكنّه بات في الوقت ذاته بمثابة الحارس الفعلي للنظام الجديد (نظام الوليّ الفقيه) الذي أقامه الخميني وفرضه عبر استفتاء شعبي تحت تسمية «الجمهوريّة الإسلاميّة» ودستورها.
نجح «الحرس الثوري» مع مرور السنوات في التحوّل إلى عصب النظام وركيزته في الداخل. لكنّ نجاحه الأهمّ كان في الخارج عبر الميليشيات التي أقامها في المنطقة.
يظلّ «حزب الله»، وهو لواء في «الحرس الثوري»، عناصره لبنانيّة، النجاح الأبرز لـ«الحرس الثوري»خارج الحدود الإيرانيّة.
تكمن أهمّية هذا النجاح في اعتماد النظام الإيراني منذ اليوم لقيامه على تصدير أزماته الداخليّة إلى خارج الحدود.
من هذا المنطلق، كانت الحرب العراقيّة - الإيرانيّة بمثابة هديّة قدّمها صدّام حسين للنظام الإيراني نظراً إلى أنّها وفرت فرصة لزج الجيش الإيراني، غير الموثوق به، في تلك الحرب... وابعاده عن طهران.
بفضل «الحشد الشعبي»، وضعت إيران، العراق في جيبها بعدما سلمتها إدارة جورج بوش الابن البلد على صحن من فضّة في العام 2003.
من يحكم العراق حالياً ميليشيات عراقيّة حاربت العراق، من منطلق مذهبي، انطلاقاً من الأراضي الإيرانيّة طوال حرب السنوات الثماني.
كلما مرّ يوم يتأكّد أن «الحشد الشعبي»، الذي يجمع بين هذه الميليشيات، يمثّل مستقبل العراق وأنّ ممارسات حكومة محمّد شياع السوداني انعكاس لهذا الواقع لا أكثر.
تبدو الحكومة العراقية الحالية انعكاساً لهذا الواقع خصوصاً بعد القضاء على الهامش المرتبط بإعادة الحياة إلى الشعور الوطني العراقي، وهو هامش سعى رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى إيجاده وفشل في ذلك.
دفع الكاظمي، ولايزال يدفع، ثمن هذا الفشل وثمن التجروء على البحث إمكان إحياء مثل هذا الشعور الوطني العراقي المرفوض إيرانياً.
في النهاية، لم تستول ايران على العراق، بواسطة «الحرس الثوري» وميليشياته العراقيّة، من أجل السماح بأن يكون العراق بلداً مستقلاً يمتلك قراراً خاصاً به.
ليس مسموحاً لدى الدول العربيّة التي تحكمها الميليشيات الموالية لإيران بامتلاك أي هامش للمناورة. يبقى النظام السوري القائم خير مثال على ذلك. مسموح فقط، للنظام في سورية، بالتحرّك في دائرة يرسمها «الحرس الثوري» الإيراني.
مسموح له فقط بالقضاء على كلّ مؤسسة رسميّة ذات تاريخ عريق قائمة في سورية بصفة بصفة كونها دولة من الدول من الدول الأربع التي تحكمها إيران.
من يستغرب مثل هذا الكلام، يستطيع الذهاب إلى ما يشهده اليمن حيث يعد عبدالملك الحوثي بنظام جديد بعد تسع سنوات من وضع يده على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
كانت هذه السنوات التسع كافية كي يقول زعيم الحوثيين إنّ الكيان الإيراني الموجود في اليمن وجد ليبقى، على أن تبقى معه حال البؤس التي يعاني منها اليمنيون على كلّ الصعد.
ليس الفراغ السياسي في لبنان سوى جزء من المشروع التوسّعي الإيراني الذي يقوده «الحرس الثوري».
لم يعد السؤال هل من مستقبل للعراق وسورية ولبنان واليمن.
السؤال إلى متى يمكن أن يستمر نظام ليس ما لديه ما يقدّمه للإيرانيين في الداخل الإيراني، باستثناء أنّه صار قادراً على تشكيل ميليشيات مذهبيّة تستطيع القضاء على هذه الدولة العربيّة أو تلك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنظمة مستوحاة من تجربة «الحرس الثوري» أنظمة مستوحاة من تجربة «الحرس الثوري»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon