توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاحات مغربية... و يقظة ضرورية

  مصر اليوم -

نجاحات مغربية و يقظة ضرورية

بقلم : خيرالله خيرالله


كان لافتاً تركيز الملك محمد السادس، في خطابه السنوي لدى افتتاح دورة جديدة للبرلمان المغربي على موضوع واحد هو الصحراء المغربية التي ينظر المغرب إلى كل التطورات في المنطقة والعالم من خلالها. لكن اللافت أيضاً أن العاهل المغربي لم يكف بتعداد النجاحات التي حققها المغرب منذ استعادته سيادته على أقاليمه الصحراوية في نوفمبر 1975. حرص في الوقت ذاته على الإشارة إلى ضرورة «اليقظة» لمواجهة ما يتعرض له المغرب بسبب استعادة وحدته الترابية بطريقة سلمية وحضارية من جهة وحرصه على المصالح الأفريقية وتعزيز عمقه الأفريقي من جهة أخرى.

كان الحديث في الخطاب الملكي عن نجاحات أكيدة تثبتها الوقائع وعن ضرورة مواجهة التحديات المستقبلية. قال محمد السادس في هذا المجال: «إن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم. وفي هذا الإطار، يجب شرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي مازالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء. وهو ما يقتضي تضافر جهود كل المؤسسات والهيئات الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها. ولا يخفى عليكم، معشر البرلمانيين، الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي. لذا، ندعو إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الدولية».


يعطي تركيز الملك محمد السادس على أولويات المغرب فكرة عن مدى جدية الرجل الذي صنع النهضة الحديثة للمملكة عن طريق وضع الإنسان المغربي في مقدم اهتماماته وهمومه. من هذا المنطلق، لم يكن غريباً حصر العاهل المغربي خطابه في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس النواب بموضوع واحد هو الصحراء المغربية. هذه الصحراء التي ما كانت لتعود إلى المغرب لولا الإنسان المغربي الذي شارك بحماسة ليس بعدها حماسة في «المسيرة الخضراء» في نوفمبر من العام 1975.

وقتذاك، سار 350 ألف مواطن مغربي في المسيرة التي كرست عودة الأقاليم الصحراوية إلى الوطن الأم بمجرد انسحاب المستعمر الإسباني منها. كان ذلك حدثاً تاريخياً يقف وراءه الملك الراحل الحسن الثاني، رجل الحكمة والاعتدال والفكر السياسي الطليعي.

من حق الملك محمد السادس تذكير مواطنيه بالإنجازات التي تحققت بفضل روح التضامن التي تحلوا بها منذ تحقيق «المسيرة الخضراء» أهدافها. لذلك قال العاهل المغربي في افتتاح دورة مجلس النواب: «لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، إننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخلياً وخارجياً، وفي كل أبعاد هذا الملف. ودعوت كذلك للانتقال من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية. وعلى هذا الأساس، عملنا لسنوات، بكل عزم وتأن، وبرؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا، وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد. واليوم ظهر الحق، والحمد لله، والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائماً. قال تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا). صدق الله العظيم. وها هي الجمهورية الفرنسية، تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل».

أشاد محمد السادس بالموقف الفرنسي الذي كان وراءه الرئيس ايمانويل ماكرون المتوقع مجيئه إلى المغرب قريباً. أشار أيضاً إلى الموقف الإسباني المتطور من قضية الصحراء، خصوصاً أن إسبانيا كانت القوة المستعمرة للصحراء قبل العام 1975، وهي تدرك الأبعاد التاريخية للقضية. كذلك، تطرق إلى الموقف الأميركي الذي اعترف بمغربية الصحراء وهو موقف اتخذته إدارة دونالد ترامب وتمسكت به إدارة جو بايدن. يعني ذلك أن مغربية الصحراء موقف أميركي ثابت ودائم لا علاقة له بالحزب الذي ينتمي إليه المقيم في البيت الأبيض.

الأهم من ذلك كله، ما صار يمثله المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. لعل أفضل ما يلخص ذلك قول محمد السادس: «يطيب لنا أن نعبر لكل هؤلاء الأصدقاء والشركاء، عن بالغ تقديرنا لمواقفهم المناصرة لقضية المغرب الأولى. كما نشكر أيضاً، كل الدول التي تتعامل اقتصادياً واستثمارياً، مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لا يتجزأ من التراب الوطني. وهي بذلك تواكب مسار التنمية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تشهدها الصحراء المغربية، وتعزز موقعها كمحور للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الأفريقي. كما تضعها في صلب المبادرات القارية الإستراتيجية، التي أطلقناها، كمشروع أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا، ومبادرة الدول الأفريقية الأطلسية، إضافة إلى مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي».

لا ينام المغرب على امجاده. الذي يزور المغرب يدرك حجم التطور الذي شهدته المملكة، وهو تطور شمل كل مدينة فيها. لا شيء ينجح مثل النجاح. لكن النجاح، بالنسبة إلى محمد السادس، يعني في الوقت ذاته «اليقظة». ليس سهلاً أن يحقق بلد ما حققه المغرب في عهد محمد السادس الذي لم يكتف بجعل بلده في مصاف الدول المتطورة على الضفة الأخرى من البحر المتوسط. سمح ذلك بأن تكون كأس العالم لكرة القدم في السنة 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. هذا دليل على ثقة عالمية ليس بعدها ثقة. هذا دليل على نجاحات حاضرة على أرض الواقع أكثر من أي وقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاحات مغربية و يقظة ضرورية نجاحات مغربية و يقظة ضرورية



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon