توقيت القاهرة المحلي 21:53:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشّح جو بايدن...

  مصر اليوم -

المرشّح جو بايدن

بقلم - خيرالله خيرالله

لن يكون سهلاً على جو بايدن، الذي أعلن ترشيحه، الحصول على ولاية رئاسيّة ثانية وأخيرة.

يعود ذلك إلى أسباب عدة في مقدّمتها سنّه المتقدمة التي جعلته يبدو، في مرات عدة، كأنّه لا يمتلك كامل القدرة على التركيز.

من المتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر من السنة 2024. سيكون بايدن في الـ82 من العمر، إذ ولد في العشرين من نوفمبر 1942.

ليس العمر وحده الذي سيلعب دوراً ضدّ بايدن الذي يعتبر حالياً أكبر الرؤساء سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة.

ثمّة عوامل أخرى لا تصبّ في مصلحة الرئيس الحالي وهو الرئيس الأميركي الـ 46.

من بين هذه العوامل وجود كامالا هاريس في موقع نائب الرئيس.

لم تقدّم كامالا، وهي أوّل امرأة تشغل هذا الموقع، أي إضافة تذكر خلال وجودها إلى جانب الرئيس منذ مطلع العام 2021.

على العكس من ذلك، لمعت بغيابها عن الساحة السياسية والأحداث الدوليّة وحتّى الداخليّة.

صحيح أنّ موقع نائب الرئيس موقع أقرب إلى الموقع الفخري في الولايات المتحدة، لكن الصحيح أيضاً أنّ نواب الرئيس كانوا في الماضي يلعبون أدواراً معيّنة في خدمة المقيم في البيت الأبيض.

على سبيل المثال وليس الحصر، كان ثمة وجود سياسي وثقل ما لبايدن نفسه في أثناء ولايتي باراك أوباما اللتين كان فيهما نائبا للرئيس.

ما سيقرّر في نهاية المطاف ما إذا كان بايدن سيحصل على ولاية ثانية هو الاقتصاد.

تكفلت عبارة «إنّه الاقتصاد يا غبي» في منع جورج بوش الأب من الفوز بولاية ثانية أمام بيل كلينتون في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر 1992.

كانت النجاحات الخارجية التي حققتها إدارة بوش الأب من نوع استثنائي.

أدار بوش الأب مع فريقه الأساسي المكون من جيمس بايكر (وزير الخارجيّة) وبرنت سكوكروفت (مستشار الأمن القومي) بنجاح، ليس بعده نجاح، مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي.

الأهمّ من ذلك كلّه أنّ بوش الأب عرف كيف يخوض حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 بعدما أرسل نحو نصف مليون جندي إلى المملكة العربيّة السعوديّة تمهيداً للمعركة النهائية في الكويت.

اكتفى فريق العمل الأميركي (بوش - بايكر - سكوكروفت) بإعادة الكويت إلى أهلها. توقف الجيش الأميركي عند الحدود الكويتية - العراقية، علما أنّه كان في استطاعته الذهاب بكلّ سهولة إلى بغداد.

بعد حرب تحرير الكويت، بلغت شعبيّة بوش الأب ذروتها، لكنّ ذلك لم يصنع أي فارق.

عندما جاء موعد الانتخابات الرئاسيّة، سقط أمام بيل كلينتون الذي عرف كيف يدير معركته الانتخابيّة والاستفادة من وجود مرشح ثالث (روس بيرو) أخذ نسبة من الأصوات من درب بوش الأب.

في كلّ الأحوال، ستكون أمام بايدن سلسلة من التحديات يظلّ الاقتصاد أهمّها، لكنّ الأمر الذي لا يمكن الاستهانة به هو الحرب الأوكرانيّة.

لا يتحمّل الرئيس الأميركي وإدارته أي فشل في أوكرانيا حيث يبدو فلاديمير بوتين مصمماً على خوض حرب طويلة من أجل البقاء في الكرملين.

تواجه الولايات المتحدة في أوكرانيا رئيسا روسيا لا يمتلك أي شعور إنساني أو أي علاقة بالقانون الدولي.

يبدو بوتين وحشاً مستعداً للكذب يومياً والادعاء، حتّى، أن أوكرانيا تعتدي على روسيا كي لا يخسر الحرب.

يعرف الرئيس الروسي أن خسارة الحرب ستكلفه الكثير، بما في ذلك مستقبله السياسي.

سيكون على بايدن إثبات أنّ لا مجال للتراجع في أوكرانيا. ما على المحكّ، في ظلّ الحرب الأوكرانيّة، مصير أوروبا كلّها.

جعلت أوكرانيا، بوتين يرتمي في الحضن الإيراني ثمّ في الحضن الصيني كي يحصل على موارد تؤمن له متابع سياسة الأرض المحروقة.

سيكون على بايدن، أيضا، إظهار أنّه قادر على اتباع سياسة تحدّ من نفوذ الصين من دون صدام مباشر معها.

كيف ذلك؟ كيف تطويق الصين التي تعمل مع غير طرف، بما في ذلك فرنسا، من أجل المسّ بالمركز العالمي للدولار ومكانته؟

سيتوجب على بايدن، من أجل طمأنة الحلفاء، اتخاذ مبادرة ما في الشرق الأوسط في الخليج، إضافة إلى ما يقوم به في أوكرانيا.

عليه عمل ذلك لتأكيد أنّ الولايات المتحدة ما زالت القوة العظمى الوحيدة في العالم.

عليه جعل الآخرين يتذكرون أن الترسانة العسكرية الأميركيّة

ما زالت الأقوى وأنّها أداة ضغط على الأعداء والحلفاء... بما في ذلك إسرائيل، التي باتت تحكمها عصابة إرهابيّة.

آخر ما يهمّ هذه العصابة، السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والخليج ومواجهة المشروع الإيراني.

يبقى ما تواجهه الولايات المتحدة على الصعيد الداخلي. يشمل ذلك الوثائق السرّية المسرّبة التي تكشف وجود ثغرات في الإدارة الأميركيّة.

ليس معروفاً، أقلّه إلى الآن، كيف تسرّت هذه الوثائق التي تستفيد منها روسيا التي تبيّن أن معظم أجهزتها ومؤسساتها مخترقة أميركياً... في العمق؟

يبقى أيضاً ما العمل بدونالد ترامب الذي لن يكون مشكلة للحزب الديموقراطي فحسب، بل للحزب الجمهوري أيضاً.

لا يزال باكرا التكهن بما اذا كانت الاتهامات الموجهة إلى الرئيس السابق، الذي استخدم المال لإسكات نجمة أفلام إباحية أقام معها علاقة، ستقضي على مستقبله السياسي أم لا؟

يوجد رأيان في هذا الشأن. ثمّة من يرى ترامب في السجن يوما وثمّة من يؤمن بأنّه يمتلك القدرة على الالتفاف على الاتهامات الموجهة إليه وتوظيفها في مصلحته.

في نهاية المطاف، لا يمكن الاستهانة بالرئيس الأميركي السابق الذي يهابه منافسوه في داخل الحزب الجمهوري الذي يبحث عن مرشح للسنة 2024.

سيواجه الرئيس العجوز حواجز عدة في السنة ونصف سنة التي لا تزال تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسيّة.

الأمر الوحيد الأكيد أنّه ليس بالبساطة التي يعتقدها كثيرون، خصوصاً في ضوء الخبرة السياسية التي يمتلكها منذ صار عضواً في مجلس الشيوخ في العام 1972 وكان لا يزال في الـ 29 من العمر...


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشّح جو بايدن المرشّح جو بايدن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon