توقيت القاهرة المحلي 21:08:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفجير المرفأ... حيث نجح ميشال عون وفشل إميل لحود!

  مصر اليوم -

تفجير المرفأ حيث نجح ميشال عون وفشل إميل لحود

بقلم : خيرالله خيرالله

في محاولة لتفسير حال الفراغ التي يعاني منها لبنان والتي يعبّر عنها غياب رئيس للجمهورية، يبدو مفيداً استعادة رحلة العذابات الجديدة، بمراحلها المختلفة، التي قطعها البلد في ما يزيد على 19 عاماً.

بدأت رحلة العذابات الجديدة، والتي يصعب القول إنّها الأخيرة، منذ القرار الذي اتخذ في حق لبنان والذي نفّذ يوم 14 فبراير 2005... وهو قرار بإعدام البلد وعاصمته. منذ 14 فبراير 2005، توجد محطات كثيرة تصبّ كلها في اتجاه واحد اسمه اتجاه تكريس الفراغ على كلّ المستويات وليس على صعيد رئاسة الجمهوريّة، بما ترمز إليه، فقط.

كان يوم الرابع من أغسطس 2020، يوم تفجير مرفأ بيروت بمثابة تأكيد على النجاح في تكريس الفراغ في ظلّ تخلّ عن لبنان وتفتت داخلي لبناني. ما لم يستطع عمله رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، في 2005، استطاع عمله من صار رئيساً للجمهوريّة بين 2016 و2022.

في 4 أغسطس 2020 لدى حصول كارثة تفجير مرفأ بيروت، نجح ميشال عون، حيث فشل إميل لحود الذي اعتبر، في حينه، اغتيال رفيق الحريري ورفاقه مجرّد «رذالة» داعياً إلى طمر الحفرة التي خلفها التفجير «كي تنصرف الناس إلى أعمالها».

فشل إميل لحود في منع تحقيق دولي في اغتيال رفيق الحريري وفشل في منع صدور قرار عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنشاء محكمة دولية خاصة بلبنان.

على الرغم من كلّ ما كلفته تلك المحكمة، كشفت تفاصيل التفاصيل المتعلّقة بجريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. لم يكن ذلك ممكناً لو ترك الأمر للقضاء اللبناني الذي يخضع لأمر واقع يتمثل في وجود سلاح غير شرعي وميليشيا تعتبر نفسها فوق القانون. ليس صدفة أن يكون ميشال عون بدأ عهده بوضع التشكيلات القضائية في الدرج.

قدّم ميشال عون، باكراً أوراق اعتماده لمن أخضعه لسلسلة من الامتحانات والاختبارات طوال عشر سنوات قبل صدور نتيجة إيجابية بالنسبة إليه. كانت النتيجة، من وجهة نظر «حزب الله» ومن خلفه إيران التي استضافت ميشال عون يوماً، أنّ الرجل بات صالحاً ومؤهلاً لأن يكون في قصر بعبدا الذي قال منه إنّ لبنان «ذاهب إلى جهنّم».

جاء ردّ الفعل الفوري لميشال عون على تفجير مرفأ بيروت ليؤكّد أن الفراغ هدف بحدّ ذاته. سارع من كان في موقع رئيس الجمهوريّة إلى قطع الطريق على أي تحقيق في كارثة تفجير المرفأ.

بدأ ظهور الفراغ بوضوح عندما تذرع ميشال عون ببطء التحقيق الدولي كي لا يذهب إلى معرفة الحقيقة التي لا تزال ضائعة. ليس من يريد معرفة من خزّن نيترات الأمونيوم في أحد عنابر مرفأ بيروت كل تلك السنوات. سار التحقيق اللبناني في كلّ الاتجاهات العقيمة من أجل تفادي معرفة الحقيقة وجهة استعمال مرفأ بيروت طوال السنوات التي كانت فيها كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم موجودة فيه. يضاف إلى ذلك، في طبيعة الحال، تحديد من كان يتولّى إخراج نيترات الأمونيوم من المرفأ وإلى أين كانت تذهب الكميات التي تخرج منه؟

بعد أربع سنوات على كارثة تفجير مرفأ بيروت، ليس ما يشير إلى أن الحقيقة ستعرف يوماً. كلّ ما يبدو مطروحاً هو زيادة الفراغ وتعميقه على كلّ المستويات وجعله أمراً واقعاً بهدف تكريس تحوّل البلد من بلد النور إلى بلد الظلمة. صار الفراغ بديلاً من الحقيقة في لبنان. أكثر من ذلك، يبدو مطلوباً أكثر من أي وقت إضاعة أي فرصة للوصول إلى معرفة الحقيقة عن طريق الدخول في متاهات لا فائدة منها. إنّها متاهات من نوع طلب التحقيق مع مسؤولين سابقين مثل هذا الوزير أو ذاك من أجل تفادي الذهاب إلى معرفة الحقيقة والظروف التي أحاطت بتفجير المرفأ، بما في ذلك اعتراف ميشال عون بأنه كان على علم مسبق بوجود نيترات الأمونيوم فيه.

يفسّر تكريس الفراغ في لبنان، وهو فراغ ليس وليد البارحة، الدور الجديد للبلد في المعادلة الإقليمية وذلك منذ تحوّل بيروت عاصمة ثانية للحوثيين ومنذ دخول «حزب الله» طرفاً مباشراً في الحرب التي يشنها النظام في سورية على شعبه... ومنذ اتخاذ الحزب قراره بفتح جبهة جنوب لبنان تأكيداً لامتلاك «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران قرار الحرب والسلم في البلد، بل قرار توسيع حرب غزّة أو عدم توسيعها. هذا غيض من فيض الأمثلة التي يمكن للمرء أن يسوقها عن الوظيفة الجديدة للبنان في مرحلة ما بعد إغتيال رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري منه وتأمين «الجمهوريّة الإسلاميّة» ملء الفراغ العسكري والأمني الناجم عن ذلك بوسائل مختلفة بدءاً بافتعال حرب صيف العام 2006.

لا يحدث شيء بالصدفة في لبنان. يكبر الفراغ، بمحطاته الكثيرة خصوصاً محطة عهد ميشال عون ورفض التحقيق الدولي في كارثة تفجير مرفأ بيروت، بشكل يومي. يكبر الفراغ وفق خطة مدروسة يظلّ أخطر ما يحيط بها التخلي العربي والدولي عن البلد وتركه «ساحة» لإيران ولا أحد آخر غير إيران. عرفت «الجمهوريّة الإسلاميّة» باكراً كيف تفادي أي تحقيق دولي في اللحظة التي حصلت فيها كارثة المرفأ التي ليست سوى استكمال للقرار المتخذ في العام 2005 في ما يخص تنفيذ حكم إعدام ببيروت ولبنان!...

نقلا عن الراي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجير المرفأ حيث نجح ميشال عون وفشل إميل لحود تفجير المرفأ حيث نجح ميشال عون وفشل إميل لحود



GMT 12:03 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 12:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

GMT 11:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 11:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«كاستنج» والتنقيب عن بئر نفط المواهب

GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon