توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

  مصر اليوم -

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان ولكن

بقلم : خيرالله خيرالله

استطاعت إسرائيل تحويل جزء من لبنان إلى غزّة أخرى. كنّا بغزّة، صرنا بغزّة ولبنان. هذا هو الواقع الذي لا مفرّ من مواجهته بعد مضي عام كامل على بدء حرب غزّة عندما شنت «حماس» بقيادة يحيى السنوار هجوم «طوفان الأقصى» الذي هزّ الكيان الإسرائيلي وجعله في مواجهة أزمة وجوديّة. يتبيّن حالياً أنّ مستقبل المنطقة يتقرّر وفق معطيات جديدة انطلاقاً من حدث غزّة يوم السابع من أكتوبر 2023.

قرّر السنوار، من حيث لا يدري، كتابة مستقبل المنطقة. لا يزال السنوار الذي أصبح رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، في ضوء اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران، يتحرّك في أنفاق غزّة مع رهائن إسرائيليّة على الرغم من أن القطاع، الذي مساحته 365 كيلومتراً مربّعاً، بات أرضاً طاردة لأهلها!

من يتحمّل مسؤولية ذلك؟ الأكيد، أن المسؤولية تقع على الصعيد اللبناني، على «حزب الله» الذي قرّر شنّ حرب على إسرائيل عن طريق فتح جبهة جنوب لبنان. يحصد لبنان ما زرعه الحزب. تصرّف الحزب، ومن خلفه إيران، انطلاقاً من حسابات خاطئة. قبل كلّ شيء، يبدو واضحاً أن «حزب الله» لم يكن يعتقد أنّ حرب غزّة ستطول. كان يظن أنّ ما حصل صيف العام 2006 سيتكرّر في السنتين 2023 و2024. سارعت قوى دولية عدّة، على رأسها الولايات المتحدة إلى وقف حرب صيف 2006... بمجرّد مرور 33 يوماً على بدئها. صدر وقتذاك عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 1701. سارع «حزب الله» إلى تلقف القرار وبادر أمينه العام حسن نصرالله، الذي اغتاله الإسرائيليون قبل أيام في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إلى الإعلان عن «نصر إلهي».

كان هذا النصر في الواقع انتصاراً على لبنان الذي استطاع الحزب السيطرة عليه شيئاً فشيئاً وصولاً إلى فرض ميشال عون، رئيسا للجمهوريّة في 31 أكتوبر 2016... ثم الاستحواذ على قرار الحرب والسلم.

لم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القضاء على «حماس». اختار بديلاً من ذلك القضاء على غزّة، في حين أن لا شيء يضمن عودة غزّة ألى ما كانت عليه في المستقبل القريب. ثمة مؤسسات دولية تتحدث عن الحاجة إلى عشرين عاماً لإعادة بناء غزّة.

كيف لطرف لبناني تجاهل ردّ الفعل الإسرائيلي على «طوفان الأقصى» والإعلان في اليوم التالي لـ«طوفان الأقصى» شن حرب على إسرائيل تحت شعار «إسناد غزّة»؟ صار السؤال حالياً، في ضوء ما حلّ بعدد كبير من القرى الجنوبيّة وتهجير مليون ونصف المليون لبناني من أرضهم، هل يمكن وقف الحرب التي تشنّها إسرائيل على لبنان من منطلق أن الفرصة سانحة للتخلّص من «حزب الله»؟

الجواب، بكل بساطة، أن وقف الحرب ليس وارداً. لا يمكن لإسرائيل وقف الحرب بعدما أجبر «حزب الله» ما يزيد على سبعين ألف إسرائيلي على النزوح عن المستوطنات التي يقيمون فيها في الجليل.

استطاع يحيى السنوار، الذي لا يزال حياً، فيما قضى حسن نصرالله تحت ركام البنايات التي انهارت فوق المكان الذي كان يحتمي فيه، تغيير غزّة ولبنان في الوقت ذاته. لا مفرّ من الاعتراف بما حققه رجل، لا يعرف الكثير عن العالم، أمضى سنوات طويلة في السجن الإسرائيلي.

الأكيد أنّ مسؤولية امتداد حرب غزّة إلى لبنان لا يتحملها السنوار مباشرة. المسؤولية الأساسيّة مسؤولية «حزب الله» ومن يوجهه من طهران. لا بدّ في هذا المجال من الاعتراف بأنّ إسرائيل استطاعت توجيه ضربة أساسية للحزب. ليس معروفاً هل يستطيع الاستفاقة من هذه الضربة. لا يتعلّق الأمر بتصفية حسن نصرالله وابن خالته هاشم صفيّ الدين، الذي كان بمثابة خليفته. يتعلّق الأمر أيضاً بموجة اغتيالات تعرّض لها كبار قادة الحزب الذين كانوا على علاقة مباشرة بـ«الحرس الثوري» الإيراني. إضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل أنّ إسرائيل بذلت جهداً كبيراً طوال ما يزيد على 15 عاماً من أجل توجيه الضربة التي وجهتها للحزب ولمعاقله في الضاحية الجنوبيّة والجنوب والبقاع وحتّى في أماكن أخرى في لبنان.

لا يعرف يحيى السنوار، العالم. كان مفترضاً به معرفة إسرائيل بطريقة أفضل، خصوصاً بعدما أمضى سنوات طويلة في السجن. كان عليه توقع ردّ الفعل على قتل نحو 1200 إسرائيلي في مستوطنات غزّة واحتجاز آخرين. ما ينطبق على السنوار ينطبق على الراحل حسن نصرالله الذي لم يدرك أن ربط مصير لبنان بحرب غزّة جريمة في حق البلد وحق كلّ مواطن فيه.

الرابط بين لبنان وغزّة هو الرابط الإيراني. قررت «الجمهوريّة الإسلاميّة» استغلال حرب غزّة إلى أبعد حدود. قرّرت خوض حروب بالواسطة على هامش حرب غزّة وفي ذهن المسؤولين فيها السعي إلى صفقة مع الإدارة الأميركيّة تكرّس الدور المحوري لإيران في المنطقة وترفع العقوبات عنها.

بغض النظر عن الإفراج حديثاً عن ستة مليارات دولار تمتلكها «الجمهوريّة الإسلاميّة» كانت في مصارف قطرية، وهذه بادرة حسن نيّة أميركيّة تجاه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، يظلّ السؤال المطروح بإلحاح على الصعيد الإقليمي: متى الصدام بين إسرائيل وإيران؟ لا يمكن تفادي هذا الصدام نظراً إلى أنّ رهان الدولة العبريّة طوال سنوات على «حماس» و «حزب الله» لم يعد رهاناً صالحاً. يعود ذلك إلى أن الهاجس الذي يتحكم بالإسرائيلي هو هاجس السلاح النووي الإيراني. صار هذا الهاجس ضاغطاً بعدما شنت «حماس» هجوم «طوفان الأقصى» وبعدما فتح «حزب الله» جبهة جنوب لبنان.

نعم سيكتب يحيى السنوار مستقبل المنطقة، مستقبل غزّة ومستقبل لبنان، للأسف الشديد. لكن الحدث الكبير في المستقبل القريب سيكون حدث المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية وما ستسفر عنه...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان ولكن السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان ولكن



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon