توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسؤولية منظمة التحرير!

  مصر اليوم -

مسؤولية منظمة التحرير

بقلم : خيرالله خيرالله

في أوقات حرجة كثيرة، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية تحمّل مسؤولياتها. يظلّ أفضل مثل على ذلك ما حدث بعد الاحتلال العراقي للكويت في العام 1990، ورفض اتخاذ موقف صريح واضح من هذا الاحتلال. كان على المنظمة اتخاذ موقف شجاع من «طوفان الأقصى»، وهو الهجوم الذي شنته «حماس» بقيادة يحيى السنوار، على مستوطنات إسرائيلية في منطقة تسمّى «غلاف غزّة» يوم السابع من أكتوبر 2023. كان على قيادة المنظمة فهم معنى مثل هذا الهجوم وابعاده وتوقع الكارثة التي ستنجم عنه في وقت لا يبدو أنّ هناك حدوداً لوحشية بنيامين نتنياهو.

دمرّت إسرائيل غزّة وشردت أهلها بحجة أنّها تريد الانتهاء من «حماس». تبدو جهودها منصبة حالياً على تدمير لبنان بعدما ربط «حزب الله» مصير البلد الصغير بحرب غزّة. أكثر من ذلك، يتطلع اليمين الإسرائيلي إلى تصفية القضية الفلسطينية وقد نقل حربه على الشعب الفلسطيني إلى الضفة الغربيّة. استفاد إلى أبعد حدود من غياب الدور القيادي الأميركي في المنطقة من جهة ومن موسم الانتخابات الرئاسية الأميركيّة من جهة أخرى.

في سياق حرب غزّة، استطاعت إسرائيل، وإن بالصدفة التخلّص من يحيى السنوار. لا يشكّ اثنان بالشجاعة الشخصية ليحيى السنوار، الذي قضى وهو يقاوم الإسرائيلي في غزّة والذي لم يهرب من المواجهة، كما فعل كثيرون غيره في لبنان وغير لبنان، عندما آن أوان المواجهة. هذا شيء والمسؤولية الوطنية، بما في ذلك مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينيّة عن الشعب الفلسطيني، شيء آخر.

كان يحيى السنوار الذي لا يعرف الكثير عن العالم وعن المنطقة وحتّى عن إسرائيل، التي أمضى 22 سنة في سجونها، وراء «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023. لم يدرك في أي لحظة أنّ ما أقدم عليه سيغيّر المنطقة ويكشف المشروع التوسعي الإيراني على حقيقته. سيغيّر «طوفان الأقصى» إسرائيل أيضاً. باتت إسرائيل في أزمة، أقل ما يمكن أن توصف به، أنّها ذات طابع وجودي.

ثمّة من يبرّر ما قام به السنوار بأنّ حساباته كانت في الأصل مختلفة. كان المخطط يستهدف، أساساً، احتجاز إسرائيليين مقيمين في مستوطنات غلاف غزّة تمهيداً لعملية تبادل أسرى مع الدولة العبريّة شبيهة بتلك التي حصلت قبل سنوات قليلة عندما احتجزت «حماس» الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

في كلّ الأحوال، نسّق السنوار مسبقاً مع «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران أم لم ينسق، دخلت إيران على خطّ حرب غزّة. أدخلت إيران لبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. لم يعد سرّاً أن «حزب الله»، تلقى ضربة قويّة. كذلك فقد قيادته وبات يدار مباشرة من طهران. لم يعد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، الضابط الكبير في «الحرس الثوري»، يرى حرجاً في الدعوة إلى تفاوض بين فرنسا و«الجمهوريّة الإسلاميّة» بغية تنفيذ القرار الرقم 1701 المتعلّق بالوضع في جنوب لبنان...

كان الأجدر بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنيّة، التي على رأسها محمود عبّاس (أبو مازن)، إظهار نوع آخر من الشجاعة. اسم هذه الشجاعة هو الشجاعة السياسيّة التي تضع المصلحة الفلسطينية العليا فوق كلّ اعتبار بدل الانجرار خلف مغامرات غير محسوبة أعادت تعويم وحش اسمه بنيامين نتنياهو.

فات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنيّة منذ حصول «طوفان الأقصى» قبل سنة وبضعة أيّام، التنديد والتصرّف بطريقة مختلفة بعيداً عن المزايدات والشعارات الفارغة. كان ذلك كفيلاً بسحب البساط من تحت اليمين الإسرائيلي الذي يخوض حالياً حرباً شعواء على الشعـب الفلسطـيني، بـما فـي ذلـك في الـضفّـة الغربيّة.

مرّة أخرى، انقادت منظمة التحرير الفلسطينيّة، التي انبثقت عنها السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، لشعبوية الشارع. ولم تدرك حالياً أنّ حجم هذه الكارثة يكبر يومياً وقد تجاوز فلسطين إلى المنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسؤولية منظمة التحرير مسؤولية منظمة التحرير



GMT 08:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 08:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 08:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 08:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 08:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف العالمي لحل الدولتين لإقامة «الفلسطينية»

GMT 07:59 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 07:58 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شوية كرامة بَسْ

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد في علاج أمراض القلب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon