توقيت القاهرة المحلي 11:02:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا حاجة إيرانية بعد... للاستعانة بابتسامة ظريف

  مصر اليوم -

لا حاجة إيرانية بعد للاستعانة بابتسامة ظريف

بقلم : خير الله خير الله

يمكن لحصول كلّ أعضاء الحكومة التي شكلها الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان على ثقة مجلس النواب، أن يعني الكثير، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي يحصل فيها ذلك منذ قيام «الجمهويّة الإسلاميّة» في العام 1979.

كذلك، يمكن للأمر ألّا يعني شيئاً باستثناء أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» مازالت تراوح مكانها وتمارس لعبة الانتظار.

بل يمكن القول إن إيران تعدّ نفسها لممارسة لعبة الرهان مرّة أخرى على صفقة مع «الشيطان الأكبر» الأميركي وعلى فوز كامالا هاريس على دونالد ترامب.

يحصل ذلك في ضوء اكتشاف «الجمهوريّة الإسلاميّة» أن الردّ على اغتيال إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في قلب طهران، ليس مسألة ملحّة بمقدار ما أنّه رد مكلف قد لا تكون قادرة، في الظروف الراهنة، على دفع ثمنه.

ما الفارق، بالنسبة إلى طهران بين ما إذا كان هنيّة رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» أم إذا كان هناك شخص بديل منه في هذا الموقع، مثل يحيى السنوار المتواري؟

يعني نيل جميع أعضاء حكومة بزشكيان الثقة أنّ لا فارق بين رئيس إصلاحي أو رئيس محافظ، ما دامت كلّ السلطات عند «المرشد» علي خامنئي الذي يميل إلى «الحرس الثوري»، كمؤسسة تسيطر على القطاع الأمني وعلى جزء أساسي من الاقتصاد.

بدا الأمر واضحاً من زاوية خيارات بزشكيان الذي جاء بمتشددين إلى موقعي وزير الداخلية ووزير الاستخبارات.

يعكس ذلك رغبة في السير في خطّ لم تحد عنه «الجمهوريّة الإسلاميّة» يوماً هو خط الأخذ والردّ مع أميركا من باب الاستفادة المتبادلة متى وجدت ذلك مناسباً، واللجوء إلى القطيعة متى يحصل فقدان للأمل من «الشيطان الأكبر».

ثمّة فرص تلوح لإيران أحياناً لا تستطيع سوى استغلالها في ما يخصّ علاقتها مع «الشيطان الأكبر» والتغييرات التي تحصل على مستوى المقيم في البيت الأبيض.

بدأت القصة مع احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركيّة في طهران رهائن في نوفمبر من العام 1979.

كانت تلك فرصة كي يتخلص الجناح المتشدّد، من أي شخصية معتدلة في السلطة.

أدت حكومة مهدي بازركان، التي اضطرت وقتذاك إلى الاستقالة، الغرض من وجودها.

مرت بضعة أشهر تظاهرت فيها إيران ما بعد الشاه، بأنّها منفتحة على العالم. ما لبثت عملية احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركيّة التي سميت «عش الجواسيس» أن وفّرت فرصة لإسقاط حكومة بازركان وكشف الوجه الحقيقي للنظام.

نجح النظام الإيراني الجديد وقتذاك في تحدي أميركا. احتجز الرهائن 444 يوماً.

لم يطلقهم إلّا بعد التأكد من سقوط الديمقراطي جيمي كارتر أمام الجمهوري رونالد ريغان الذي عقد خلال حملته الانتخابية صفقة مع الإيرانيين.

أمّنت هذه الصفقة فوزه على كارتر. لم تُطلق الرهائن الأميركيّة قبل يوم حصول الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة... فسقط كارتر الذي حمّله الناخبون الأميركيون مسؤولية التهاون والتعامل الرخو مع «الجمهوريّة الإسلاميّة» ومع «الطلاب» الذين كانوا يحتجزون الدبلوماسيين الأميركيين في ظروف صعبة ومهينة.

لم يتغيّر هذا الوجه، الذي في أساسه تحدي أميركا، مع هدنات تعقد بين حين وآخر لأسباب داخليّة إيرانية.

منذ خريف 1979، لم يعد من مكان لشخصية تتمتع بحدّ أدنى من المواصفات التي تسمح لها بحوار مع الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة مثل وزير الخارجية السابق محمّد جواد ظريف.

اضطر ظريف أخيراً إلى الاستقالة من موقع مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الإستراتيجيّة الذي عيّنه فيه الرئيس بزشكيان.

كانت لدى رئيس الجمهوريّة الجديد نيّة في العودة إلى تلك الأيام التي كان فيها نوع من الأخذ والرد مع الدول الغربيّة، لكن حساباته باتت مرتبطة بمشيئة خامنئي الذي لا يعتقد، أقلّه في الوقت الحاضر، أن ثمة ضرورة للاستعانة بابتسامة محمد جواد ظريف!

ليس سرّاً أن ظريف أدّى الدور المطلوب منه في مرحلة معيّنة كانت فيها «الجمهوريّة الإسلاميّة»، بغطاء من «المرشد»، في حاجة إلى الاتفاق في شأن ملفها النووي مع مجموعة الخمسة زائدا واحداً (الولايات المتحدة والأعضاء الأربعة الآخرون ذوو العضوية الدائمة في مجلس الأمن زائداً ألمانيا).

كان ذلك صيف العام 2015 قبيل أشهر قليلة من انتهاء الولاية الثانيّة لباراك أوباما.

تكمن أهمّية وجود بزشكيان في موقع رئيس الجمهوريّة، من دون مساعد له من نوع جواد ظريف، في أنّه بات صالحاً للعب الدور المطلوب منه متى توفرت فرصة جديدة لصفقة مع «الشيطان الأكبر».

سيتوقف الكثير على ما إذا كان في استطاعة هاريس الفوز على ترامب. ثمة رهان لدى مجموعات إيرانية على هاريس التي تبدو محاطة بمجموعة من المستشارين الذين يؤمنون بوجوب التقرّب من إيران. من بين هؤلاء باراك أوباما نفسه.

ما يبدو أكيداً أنّ إيران تفضّل انتظار ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركيّة في الخامس من نوفمبر المقبل كي ترى، هل من أمل في صفقة ما أم لا.

في انتظار بزوغ الأمل أو عدم بزوغه، يظهر أن الأولوية الإيرانية لتفادي أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأميركا. ستدع «الجمهوريّة الإسلاميّة» أدواتها تلعب في العراق وسورية ولبنان واليمن، علما أن ذلك لا يضمن عدم خروج اللعبة التي تمارسها من يدها ومن يد الأدوات.

الأمور مختلفة هذه المرّة، خصوصاً أنّ إسرائيل في وضع لا تحسد عليه مع دخول حرب غزّة شهرها الحادي عشر قريباً ومع التهديد الحقيقي الذي بات يشكله «حزب الله» بمسيّراته وصواريخه ومدفعيته... وحتّى أنفاقه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حاجة إيرانية بعد للاستعانة بابتسامة ظريف لا حاجة إيرانية بعد للاستعانة بابتسامة ظريف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon