توقيت القاهرة المحلي 20:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصالحة الفلسطينيّة... تسلية في الوقت الضّائع!

  مصر اليوم -

المصالحة الفلسطينيّة تسلية في الوقت الضّائع

بقلم - خير الله خير الله

ليس معروفاً ما الفائدة في الظروف الراهنة من مصالحة فلسطينيّة – فلسطينيّة، خصوصاً أنّه لا وجود لما يسمّى مصالحة من أجل المصالحة. لا بدّ من أن يكون لأي مصالحة هدف سياسي محدّد. ما الهدف السياسي المحدد لدى "حماس" التي تبيّن أن كلّ ما فعلته إلى يومنا هذا صبّ في خدمة المشروع التوسعي الإيراني؟ هل من هدف... أو على الأصحّ من وهم لدى "حماس" غير العودة إلى حكم غزّة؟

لا فائدة من أي مصالحة، لا لشيء سوى لأنّ "حماس" لا تستطيع تقديم إضافة ذات طابع إيجابي للمشروع الوطني الفلسطيني. بعد تدمير إسرائيل لغزّة، استفاقت الحركة فجأة على المشروع الوطني الفلسطيني. في أساس هذا المشروع خيار الدولتين الذي حاربته الحركة منذ اليوم الأوّل لقيامها قبل نحو أربعة عقود. لا فائدة تُذكر من المصالحة، لو تمّت في الصين أو غير الصين، نظراً إلى أنّ لا أفق سياسياً لها. ليس هناك في العالم من هو مستعد للتفاوض مع "حماس" من أجل تحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، وهي أهداف لم يكن لـ"حماس" علاقة بها في يوم من الأيّام، خصوصاً عندما رفعت شعارات مستحيلة التحقيق لا علاقة لها بالواقع، من نوع "فلسطين وقف إسلامي" أو "تحرير فلسطين من البحر إلى النهر"... أو "من النهر إلى البحر" لا فارق.

ارتبط المشروع الحمساوي في كلّ وقت بمشاريع نادى بها اليمين الإسرائيلي الذي رفع، من أجل تكريس الاحتلال للضفّة الغربيّة والقدس الشرقيّة، شعار "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه". سعى هذا اليمين في كلّ وقت إلى إفشال أي محاولة تستهدف إطلاق أي عمليّة سلام جدّية. يحكم هذا اليمين إسرائيل، منذ اغتياله إسحق رابين في تشرين الثاني – نوفمبر 1995 بعد نحو سنتين من توقيع اتفاق أوسلو. كان يمكن البناء على أوسلو لو صفت النيات ولم يتعرّض الاتفاق الذي أعاد ياسر عرفات إلى أرض فلسطين، لكلّ تلك الهجمات التي استهدفت القضاء عليه. لا يمكن تجاهل أنّ الضربة الأولى التي تلقاها اتفاق أوسلو كانت في شباط – فبراير 1994 على يد متطرّف إسرائيلي، يدعى باروخ غولدشتاين، ارتكب مجزرة في حق المواطنين الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي في الخليل. سبقت تلك المجزرة، التي راح ضحيتها أبرياء، العمليات الانتحارية لـ"حماس" التي استهدفت إجهاض أي مسار سلمي قبل ولادته من جهة، وتغيير طبيعة المجتمع الإسرائيلي في اتجاه مزيد من التطرّف من جهة أخرى.

تجاوزت الأحداث المصالحة بين "فتح" و"حماس" في ضوء ما تعرّضت له غزّة. أكثر من أي وقت، هناك حاجة فلسطينيّة إلى الخروج من أسر الشعارات التي أوصلت غزّة إلى ما وصلت إليه بعدما اعتقدت "حماس" أنّ في استطاعتها شنّ هجوم بحجم هجوم "طوفان الأقصى" من دون التفكير ملياً بما سيكون عليه اليوم الذي يلي الهجوم.

الموضوع المطروح حالياً موضوع قيام سلطة وطنيّة جديدة تأتي عبر صناديق الانتخاب، ترسم ملامح المرحلة الجديدة التي ستمرّ بها القضيّة الفلسطينيّة في ضوء حرب غزّة وانعكاساتها على المنطقة كلّها. تبدو الأمور رهن قيام مثل هذه السلطة وليس بمصالحة بين رام الله و"حماس" أو بين "فتح" و"حماس". لن تقوم مثل هذه السلطة قبل توقف حرب غزّة... وقبل خروج بنيامين نتنياهو من السلطة.

لن تقدّم المصالحة الفلسطينيّة ولن تؤخّر. ما يمكن أن يقدّم التفكير الجدّي في مرحلة ما بعد غزّة من منطلق أنّ "حماس" لا تمتلك مستقبلاً سياسياً مثلها مثل "بيبي" نتنياهو والسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة بشكلها الحالي. الأهمّ من ذلك كلّه الدور الأميركي الفاعل في مجال المساعدة في قيام إسرائيل مختلفة لا تؤمن بأنه ليس في الإمكان تصفية القضيّة الفلسطينيّة فحسب، بل تؤمن، في المقابل، بأنّ خيار الدولتين هو الطريق الأقصر لقبول إسرائيل في المنطقة.

يبقى بالطبع الإطار العام لأي تسوية تتحقّق في يوم من الأيام في المنطقة. يتحدد مثل هذا الإطار في الإجابة عن سؤال في غاية الأهمّية مرتبط بالمشروع التوسعي الإيراني ومستقبله ومدى تأثيره على "حماس" ودورها ومستقبلها.

في انتظار تبلور معالم المرحلة، مرحلة ما بعد حرب غزّة، يمكن التسلي بالمصالحة الفلسطينيّة التي هي مثل الدوران على الذات لا أكثر. تبدو المصالحة بمثابة لعب في الوقت الضائع في وقت لا مكان فيه لمثل هذا النوع من التسليات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالحة الفلسطينيّة تسلية في الوقت الضّائع المصالحة الفلسطينيّة تسلية في الوقت الضّائع



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon