توقيت القاهرة المحلي 20:00:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأردن وتحدّيات حرب غزّة

  مصر اليوم -

الأردن وتحدّيات حرب غزّة

بقلم - خير الله خير الله

تشرف السنة 2023 على نهايتها، فيما حرب غزّة مستمرّة. لا تقتصر المخاطر الناجمة عن حرب غزّة على الوضع الفلسطيني فحسب، بل هناك أسئلة كثيرة محورها تأثير هذه الحرب على المملكة الأردنيّة الهاشميّة أيضاً. واجه الأردن في الماضي تحديات شكلت تهديداً مباشراً له. ليس ما يشير إلى أنّه سيكون عاجزاً عن مواجهة تحديات حرب غزّة وما بعد حرب غزّة على الرغم من كل التعقيدات التي يمرّ فيها الشرق الأوسط وعلى الرغم من الحلف غير المقدس بين قوى التطرف، أكانت إسرائيلية أو عربيّة أو إيرانية المنشأ والهوى...

يفسّر هذا التأثير لحرب غزّة على الإقليم مدى الاهتمام الأردني، الذي يعبّر عنه يومياً الملك عبدالله الثاني، في التوصّل إلى وقف للنار يكون خطوة أولى في اتجاه جعل الحل السياسيّ يحلّ مكان الحل العسكريّ الذي يتمسّك به بنيامين نتنياهو ولا يرى غيره.

إذا كان من خلاصة يمكن التوصل إليها، على الرغم من كلّ المآسي الناجمة عن ردّ الفعل المبالغ فيه لإسرائيل على ما قامت به «حماس»، فإن هذه الخلاصة في أن لا وجود لحل عسكري لدى التعاطي مع الموضوع الفلسطيني، بما في ذلك موضوع غزّة.

لا يمكن للقوة العسكريّة الإسرائيلية، بكلّ جبروتها، الانتصار على القضيّة الفلسطينيّة. لا لشيء سوى لأن هذه القضيّة قضيّة شعب موجود بقوّة على الخريطة السياسيّة للمنطقة.

وحدها السياسة تمثل ردّاً على «طوفان الأقصى» الذي ترك انعكاساته على كلّ الصعد بما يتجاوز منطقة الشرق الأوسط ومحيطها القريب. شئنا أم أبينا، هناك مستفيدان كبيران من حرب غزّة ومن استمرارها هما إيران وروسيا.

لم تكن إيران يوماً بعيدة عمّا حصل في غزّة، في ضوء علاقتها العضوية بـ«حماس»... بغض النظر عمّا إذا كانت طهران على علم بالموعد المحدد لهجوم «طوفان الأقصى» أم لا.

لا يمكن تجاهل أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتبر من بين الرابحين من حرب غزّة، خصوصاً أن التركيزين الأميركي والأوروبي ابتعدا، ولو ضمن حدود، عن حرب أوكرانيا.

مع استمرار حرب غزّة، يستطيع بوتين متابعة المجزرة التي يرتكبها في أوكرانيا، كما تستطيع «الجمهوريّة الإسلاميّة» متابعة مشروعها التوسّعي عبر تعزيز مواقعها في العراق وسورية ولبنان... واليمن.

ترتكب إسرائيل المجزرة تلو الأخرى بعدما سهلت لها «حماس» ذلك في السابع من أكتوبر الماضي. يومذاك، شنت الحركة هجوماً على مستوطنات إسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر عشرات الإسرائيليين. مازال نحو 150 من هؤلاء رهائن لدى الحركة.

لم يكن ما حدث أمراً عادياً. يعود ذلك إلى أن إسرائيل لم تتعرّض يوماً منذ قيامها في العام 1948 لمثل هذه الضربة التي هزت كيانها.

من الآن، يمكن التساؤل هل تستطيع إسرائيل أن تقوم مجدداً بعد كلّ الذي تعرّضت له على يد «حماس»، أو على الأصحّ على يد الثنائي محمّد ضيف - يحيى السنوار.

يبدو أنّ الثنائي اتخذ القرار بشن هجوم «طوفان الأقصى»، بعد الإعداد له إعداداً جيّداً، مع حرص على إخفاء الموعد المحدد عن «حماس» الخارج خشية تسريب أي معلومات عن العملية.

لا يستطيع تطرفان، تطرّف «حماس» ومن يقف خلفها في المنطقة، وتطرّف إسرائيل من صنع سلام واستقرار. يفرض وجود هذين التطرفين في ظلّ سلطة وطنيّة عاجزة الاستماع إلى لغة العقل، وهي لغة الصوت الأردني ولغة كلّ من يدعو إلى وقف النار فوراً تمهيداً لمباشرة البحث عن حلّ سياسي.

الجميع في مأزق. إسرائيل في مأزق، كذلك «حماس». لم يدرك الرجلان اللذان وقفا خلف «طوفان الأقصى» أنّ لا فائدة من هجوم من هذا النوع في غياب أي أفق سياسي.

لا تدرك إسرائيل في الوقت ذاته أنّ لا فائدة من تدمير غزّة ما دامت لا تعرف ما الذي ستفعله في اليوم التالي وهل القضاء على غزّة سيقضي على «حماس».

لعلّ أخطر ما يحدث حالياً في ضوء الردّ الإسرائيلي الوحشي على«طوفان الأقصى»التدمير الممنهج لغزّة حتّى تصبح أرضاً طاردة لأهلها.

تكشف عمليّة تدمير غزّة الهدف الإسرائيلي الذي لا علاقة له بالواقع. يتمثّل هذا الهدف في الانقضاض لاحقاً على الضفّة الغربيّة لتهجير أهلها.

من الواضح أنّ«بيبي»الذي يكنّ عداء للأردن لا يعرف شيئاً عن المنطقة ولا عن أهمّية المملكة الأردنيّة الهاشمية التي كانت دائماً حجر زاوية للاستقرار في الشرق الأوسط وحتّى في الخليج.

يبدو بعض التواضع الإسرائيلي ضرورياً لتفادي مزيد من الكوارث في المنطقة. هل يدرك رئيس الوزراء أن إصراره على متابعة حرب غزّة يخدم المشروع التوسّعي الإيراني الذي غالباً ما شكا منه وادّعى محاربته؟

هل يدرك أن متابعته هذه الحرب تخدم«الجمهوريّة الإسلاميّة»حليفة«حماس»التي تمارس كلّ أنواع الضغط على الأردن عبر ميليشيات موجودة في العراق وعبر تهريب السلاح والمخدرات من جنوب سورية؟

يواجه الأردن تحديات كبيرة وخطيرة في آن. لا يمكن الاستخفاف بقدرته على المقاومة سياسياً وحتّى عسكرياً. إسرائيل نفسها تدرك ذلك وتدرك على وجه التحديد أن مستقبل«بيبي» نتنياهو صار خلفه وأن من إسباب فشله سياسياً عسكرياً وأمنياً العداء القديم المتجذر لديه للإردن والجهل بمدى أهميته...


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن وتحدّيات حرب غزّة الأردن وتحدّيات حرب غزّة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon