توقيت القاهرة المحلي 20:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كانت سنة العجائب والغرائب

  مصر اليوم -

كانت سنة العجائب والغرائب

بقلم - خيرالله خيرالله

تقترب السنة 2023 من نهايتها. يمكن اعتبارها من أصعب السنوات التي مرت على هذا العالم، في ظلّ تعدّد الأزمات التي يمرّ فيها، خصوصاً في المنطقة العربيّة أو ما يسمّى العوالم العربيّة وما يجاورها.

توجد دول مقبلة على الزوال.

لم يعد من يتحدث عن السودان الذي يصعب انتشاله من الأزمة المصيريّة التي يمر فيها منذ اندلاع الحرب بين الجنرالين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي).

كان لا بدّ من تجدد المعارك في الخرطوم وتبادل الشروط بين البرهان و«حميدتي» كي يعود ذكر للحدث السوداني الذي كان شاغل العالم قبل فترة قصيرة، أي قبل اندلاع حرب غزّة في السابع من أكتوبر الماضي.

كان ذلك بعد يوم واحد من الذكرى الأربعين لحرب تشرين أو أكتوبر بين إسرائيل من جهة وكلّ من مصر وسورية من جهة أخرى.

طغت حرب غزّة على كلّ ما عداها من أحداث عالميّة، بما في ذلك الحرب الأوكرانيّة المرشحة لأن تدخل في 24 فبراير المقبل سنتها الثالثة.

شعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرّة الأولى منذ شنّه حرباً على أوكرانيا، مستنداً إلى حسابات خاطئة، بنوع من الارتياح.

سمح له ذلك بالقيام بجولة شملت دولة الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيّة السعودية، و«الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران التي تبين في كلّ يوم أكثر عمق التحالف العسكري بينها وبين روسيا.

تعيش المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج على وقع حرب غزّة التي كشفت إسرائيل التي تبدو عاجزة عن تحقيق انتصار ساحق على حركة مثل «حماس».

استطاعت «حماس» تحدي إسرائيل بكلّ ما تملكه من قوّة، بعدما كانت في الماضي أحد رهاناتها في مواجهة خيار الدولتين.

للمرّة الأولى منذ قيام الدولة العبريّة في العام 1948، يبدو واضحاً أن مستقبل اسرائيل على المحكّ.

تبدو إسرائيل في حاجة ملحّة، أكثر من أي وقت، للدعم الأميركي بعدما كان بنيامين نتنياهو في الماضي القريب يتحدّى المقيم في البيت الأبيض (باراك أوباما) في عقر داره.

في عهد أوباما، ذهب «بيبي» إلى واشنطن وألقى خطابا أمام مجلسي الكونغرس... وتجاهل البيت الأبيض كلّياً.

هذه أيّام ولّت، لكنّه ليس معروفاً هل من سياسة أميركية تجاه إسرائيل وتجاه ما يجب فعله لوقف حرب غزّة، أقلّه من أجل الحد من الخسائر البشرية.

لم تطغ حرب غزّة على الحدث السوداني فقط. لم يعد من كلام عن مصير النظام السوري الذي قتل من السوريين والفلسطينيين (مخيّم اليرموك قرب دمشق) أضعاف ما قتلته إسرائيل من فلسطينيين في غزّة.

أكثر من ذلك كلّه، إذا كانت إسرائيل تنوي تهجير مليوني فلسطيني من غزّة، فإنّ النظام السوري، بدعم إيراني وروسي، هجّر من العام 2011، تاريخ اندلاع الثورة الشعبيّة في هذا البلد ما يزيد على 12 مليون سوري إلى لبنان والأردن وتركيا ودول مختلفة بعيدة أو قريبة... أو في الداخل السوري نفسه!

لم يعد يوجد من يتحدث صراحة عن العراق حيث نفذت إيران، عبر حكومة محمّد شيْاع السوداني، انقلاباً داخلياً وضع حدّاً لأي محاولة لاستعادة القرار العراقي المستقلّ وإن نسبياً.

فرضت «الجمهوريّة الإسلاميّة» في العراق أمراً واقعاً يتمثّل في أن الميليشات المذهبيّة التابعة لـ«الحرس الثوري»، والعاملة تحت لافتة «الحشد الشعبي»، هي الدولة العراقية.

لم يعد زعماء هذه الميليشيات يخفون ذلك. ليست الهجمات التي تشنها ميليشيات عراقيّة على قواعد أميركيّة أو على السفارة الأميركية في بغداد سوى أعمال تندرج في سياق الإستراتيجيّة الإيرانية والمشروع الوسعي لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة».

في لبنان وفي ضوء حرب غزّة، ينحصر الاهتمام العالمي بالبلد بزاوية واحدة، زاوية عدم توسيع الحرب بين إسرائيل و«حماس» لتشمل الجنوب اللبناني.

لا اهتمام بما إذا كان لدى لبنان رئيس للجمهوريّة أم لا. لبنان بلا رئيس للجمهوريّة منذ سنة وشهرين تقريبا. لا يغيّر ذلك شيئاً في نظرة العالم إلى لبنان.

لا يريد العالم سماع شيء عن لبنان باستثناء ما يتعلّق بتوسع الحرب أو عدم توسعها بناء على رغبة إيران التي تتحكّم بقرار «حزب الله».

غطت حرب غزّة على ما يشهده العالم من أحداث كبيرة.

كلّ ما في الأمر أنّ «حماس» استطاعت، شئنا أم أبينا، طرح مصير إسرائيل على طاولة البحث.

لن تخرج الحركة منتصرة من حرب غزّة، لكنّ الأكيد أنّ عليها أن تتغيّر إذا كانت تريد أن تستمرّ.

ستكون السنة المقبلة سنة حاسمة. لن يكون السؤال المطروح مرتبطاً بمصير إسرائيل فحسب، بل بدورها في المنطقة وموقعها فيها أيضاً.

كذلك سيكون مطروحاً معرفة هل حرب غزّة ستتوسّع نعم أم لا؟ الأهمّ من ذلك كلّه، إلى أي حدّ ستتمكن إيران من الاستفادة من حرب غزّة وتسجيل مزيد من النقاط على غرار ما فعلته في العراق.

كانت 2023 سنة العجائب والغرائب والمفاجآت الكبيرة. من حسن الحظ أن هناك دولاً عربيّة ما زالت تفكّر في المستقبل وكيفية التعاطي معه بعيداً عن أسر الماضي وعقده.

تشير إلى ذلك الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لدولة الإمارات والاتفاقات التي وقعها مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد.

إن دلت طبيعة هذه الاتفاقات على شيء، فهي تدلّ على أن في هذا العالم العربي من لا يزال يفكّر في التنمية ورفاه الشعوب بدل الغرق في مزيد من العنف، وهو غرق تلتقي عنده الحركات المتطرفة واليمين الإسرائيلي والمشروع التوسعي الإيراني بأدواته المختلفة في اليمن والعراق وسورية ولبنان...

نعم، لا يمكن المرور مرور الكرام على الزيارة التي قام بها محمّد السادس لأبوظبي.

كشفت الزيارة وما أسفرت عنه، على الرغم من كلّ المآسي في غزّة وغير غزّة، وجود لغة جديدة تستخدم في مجال التعاون والتفاهم بين دولتين عربيتين وبين زعيمي هاتين الدولتين.

يشكل ذلك تطوّراً في غاية الأهمية في هذه الظروف بالذات.

إنّه رفع لمستوى الخطاب العربي ليس إلّا...


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كانت سنة العجائب والغرائب كانت سنة العجائب والغرائب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon