توقيت القاهرة المحلي 17:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في انتظار انتهاء حرب غزّة... التغيير الكبير

  مصر اليوم -

في انتظار انتهاء حرب غزّة التغيير الكبير

بقلم - خيرالله خيرالله

لايزال في إسرائيل من يفكّر في كيفية الخروج من حرب غزّة التي انهكت الدولة العبرية ووضعتها في مواجهة مع الولايات المتحدة.

ذهب إيهود باراك، رئيس الوزراء السابق في إسرائيل والذي كان في موقع رئيس الأركان ووزير الدفاع في مرحلة معينة إلى حد القول: «بلغت أزمة القيادة مرحلة حرجة. وضعت إدارة بايدن أمام بنيامين نتنياهو مقترحاً لنظام إقليمي جديد لمرحلة ما بعد الحرب، من شأنه القضاء على قدرة حماس على تهديد إسرائيل وحكم غزة، ووضع السيطرة على القطاع بين يدي سلطة فلسطينية متجددة (بمساعدة الحكومات العربية)، والتطبيع وإنشاء حلف دفاعي. وكل ذلك مشروط بموافقة إسرائيل على عملية سياسية هدفها على المدى البعيد هو تحقيق حل الدولتين، بدعم من الحكومات العربية الصديقة للولايات المتحدة والمعارضة لإيران وشركائها ووكلائها. وتشمل هذه الرؤية عملية تنبثق عنها في نهاية المطاف إسرائيل قوية وآمنة تعيش جنباً إلى جنب، وراء حدود آمنة ومتفق الرجل الذي عليها، مع دولة فلسطينية قابلة للحياة ومنزوعة السلاح في الضفة الغربية وغزة».

يشير كلام باراك إلى تحوّل كبير في تفكير الرجل الذي شارك في القمة الثلاثية التي انعقدت في العام ألفين في منتجع كامب ديفيد. ضمت تلك القمة باراك الذي كان رئيساً للوزراء في إسرائيل وياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني والرئيس بيل كلينتون.

لم يستطع كلينتون إقناع باراك و«أبو عمار» بالتوصل إلى اتفاق تاريخي بينهما. فتح الفشل الذي أسفرت عنه قمة كامب ديفيد عن عودة اليمين الإسرائيلي إلى السلطة بقيادة ارييل شارون الذي فاز في الانتخابات التي جرت بعد أشهر قليلة من القمة، وهي عودة ترافقت مع دخول جورج بوش الابن البيت الأبيض خلفاً لكلينتون.

ما يمكن استخلاصه من حرب غزّة أن تغييرات كبيرة وفي العمق ستحدث في داخل إسرائيل في حال كان مطلوباً إيجاد استقرار في المنطقة. لا مستقبل لليمين الإسرائيلي الذي لا يهمه حالياً الاستقرار في المنطقة بل يهمه قبل أي شيء آخر إنقاذ المستقبل السياسي لـ«بيبي» الذي يعتبر نفسه أهمّ من إسرائيل.

ليس باراك وحده الذي تغيّر في إسرائيل. ما تغيّر أيضا هو المجتمع الإسرائيلي الذي سيكتشف شيئاً فشيئاً أن لا مجال من الهرب من العودة إلى السياسة بدل البقاء في أسر الفكر الاستيطاني مع ما يعنيه ذلك من تكريس للاحتلال.

لن يكون التغيير في إسرائيل سريعاً. البلد كلّه مازال تحت صدمة «طوفان الأقصى» وتداعياته. لكن الثابت أنّ التغيير، في مرحلة ما بعد حرب غزّة، لن يقتصر على الداخل الإسرائيلي فقط.

سيكون هناك تغيير على الصعيد الفلسطيني أيضا حيث لا مستقبل لـ«حماس» في ضوء التدمير الكلّى لغزّة، كما لا مستقبل للسلطة الفلسطينية بشكلها الحالي.

هذه السلطة ترهّلت إلى حد كبير ولم تعد قادرة على التعاطي مع الأحداث. اللافت أن الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد إشتية استقالت، لكن لا حكومة جديدة في الأفق نظراً إلى أن محمود عبّاس (أبومازن) يرفض وضع نفسه جانباً.

لن يكون «أبومازن» جانباً إلّا بعد انتهاء حرب غزّة التي ستكون نقطة تحوّل على صعيد المنطقة كلّها...

لم يكن باراك ملاكا، لكنّ الرجل امتلك القدرة على التطور. بدأ يتحدث عن الدولة الفلسطينيّة بعدما كان يعارضها بقوّة. كانت معارضته للدولة الفلسطينيّة من بين الأسباب التي أدت إلى فشل قمة كامب ديفيد.

كذلك، كان هناك خلاف كبير في شأن القدس الشرقية وما تمثله للمسلمين والمسيحيين.

في كلّ الأحوال، لا وجود في الوقت الحاضر لأي بصيص أمل في نهاية سريعة لحرب غزّة. لكنّ هذه الحرب ستنتهي يوماً ومعها سينتهي الشرق الأوسط الذي عرفناه، علما أنّ السؤال الذي سيبقى مطروحاً أي موقع لإيران وأي دور لها في المنطقة. في الشرق الأوسط والخليج وفي القرن الأفريقي.

في انتظار نهاية حرب غزّة، ستعيش دول المنطقة أيّاماً صعبة، وذلك في انتظار التغيير الكبير. مثل هذا التغيير حصل في داخل شخصيّة باراك الذي لم يستطع تحقيق أي تقدم على صعيد عمليّة السلام عندما كان رئيساً للوزراء. نجد أن باراك استفاق حالياً. هل استفاقته في محلها. الوقت وحده سيظهر هل من فائدة منها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار انتهاء حرب غزّة التغيير الكبير في انتظار انتهاء حرب غزّة التغيير الكبير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon