توقيت القاهرة المحلي 20:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

  مصر اليوم -

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

بقلم - خير الله خير الله

تخلّص رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من وزيرة للداخلية اسمها سويلا بريفرمان كانت تُشكّل له إزعاجاً كبيراً.
كانت بريفرمان، وهي محامية ناجحة من أم وأب من أصول هنديّة، تمتلك نفوذاً داخل حزب المحافظين بصفة كونها ممثلة للجناح اليميني في الحزب الذي يرأسه سوناك.
كانت لدى سوناك حاجة كبيرة إليها كي يبقى مسيطراً على حزب المحافظين الحاكم. في المرحلة الراهنة، صار سوناك في حاجة إلى نوع مختلف من الدعم داخل حزبه.
سمحت بريفرمان لنفسها بقول ما لا يتجرّأ آخرون من النواب الآخرين في حزب المحافظين على قوله.
وصل بها الأمر إلى توجيه انتقادات إلى الشرطة بسبب «تهاونها» مع المتظاهرين المؤيدين لـ«حماس» الذين خرجوا إلى شوارع لندن أخيرا.
في المقابل، استغربت وزيرة الداخلية المُقالة «القسوة» التي استخدمتها الشرطة مع متظاهرين من مؤيدي اليمين المتطرف اعترضوا على التظاهرات المؤيدة لغزّة.
استطاع سوناك استغلال التجاذبات داخل حكومته في وقت يبدو واضحا أن رأيا عاماً بريطانيا يتكوّن في اتجاه التعاطف مع غزّة. كلّما مرّ يوم على حرب غزّة زادت انتقادات المواطنين العاديين لإسرائيل ولحربها الوحشية على أهل القطاع، خصوصا قصفها للمستشفيات.
لم تعد مواقف من نوع مواقف بريفرمان مقبولة رغم حاجة سوناك إلى دعم الجناح اليميني داخل حزب المحافظين.
المهم بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني البقاء في موقعه بعد الانتخابات العامة المقبلة في وقت توجد مخاوف لديه من تراجع كبير في شعبية حزب المحافظين.
يتراجع حزب المحافظين أمام حزب العمال وأمام الحزب الثالث، الليبرالي الديموقراطي، الذي يطمح دائماً إلى إيجاد موقع سياسي له ثقله في بريطانيا. هذا ما كشفته كلّ الانتخابات الفرعيّة التي أُجريت في الشهور الـ12 الأخيرة.
من أهمّ ما قام به سوناك للحؤول دون استمرار تراجع شعبية حزب المحافظين في مرحلة ما قبل الانتخابات العامة المقبلة الاستعانة بديفيد كاميرون رئيس الوزراء السابق.
اصبح كاميرون وزيراً للخارجية، مكان جيمس كليفرلي الذي انتقل إلى موقع وزير الداخليّة.
يفترض في الانتخابات العامة المقبلة أن تُجرى قبل نهاية يناير 2025، أي بعد سنة وبضعة أشهر.
هل يساعد كاميرون، الذي كان رئيسا للوزراء بين 2010 و2016، في تعويم حزب المحافظين بفضل ما يمتلكه من خبرة على صعيد السياسة الخارجية.
معروف أن كاميرون جلب على المملكة المتحدة كارثة «بريكست».
وعد خلال حملته الانتخابية بأجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لم يعتقد في أي وقت أنّ ثمة غباء لدى الأوساط الشعبية إلى الحد الذي كان يتصوره.
أُجري الاستفتاء في يونيو 2016. فوجئ كاميرون بالنتيجة وخرج من الحياة السياسيّة بعدما خذله البريطانيون.
في الواقع، فشلت حكومته في الإعداد الجيد للاستفتاء. خذلها الغوغائيون من أبناء الريف والطبقة دون المتوسطة الذين صوّتوا مع «بريكست» من دون معرفة النتائج التي ستترتب على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
تواجه بريطانيا في الوقت الحاضر تحديات كبيرة. تحتاج إلى سياسيين من وزن كاميرون يعرف العالم.
يعرف الرجل الشرق الأوسط والخليج جيدا ولديه علاقات قويّة مع الصين. كذلك، يعرف معنى الغزو الروسي لأوكرانيا وأهمّية التصدي لهذا الغزو.
أكثر من ذلك، يعرف كاميرون أنّ على المملكة المتحدة إيجاد طريقة لىستعادة علاقات وثيقة مع الىتحاد الأوروبي في ضوء الكارثة التي حلت بها وبىقتصادها نتيجة «بريكست».
لن يتمكن كاميرون من المساعدة كثيراً في جعل بريطانيا تستعيد موقعا مميزا على الساحة الدولية، لا في أوروبا ولا في الشرق الأوسط ولا في الخليج.
الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس باتت من الماضي. كانت نقطة التحوّل حرب السويس في العام 1956. وقتذاك، اضطرت بريطانيا إلى وقف حملتها العسكريّة في قناة السويس بعدما أمرها الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور بذلك.
توقف العدوان الثلاثي البريطاني - الفرنسي - الإسرائيلي على مصر بمجرد صدور الأمر الأميركي.
كان إيزنهاور يؤمن بأنّه لا يحق لدول مثل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل شن حروب من خلف ظهر الولايات المتحدة التي كانت وراء هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالميّة الثانية.
أكثر من ذلك، لعبت اميركا دوراً محورياً في مجال إعادة إعمار أوروبا عبر «مشروع مارشال».
ما يستطيع كاميرون عمله هو تلميع صورة سوناك وتمكين حزب المحافظين من البقاء في السلطة بعد الانتخابات العامة المقبلة. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه حكومة سوناك حالياً... وهذا السبب الحقيقي للاستعانة بكاميرون لا اكثر ولا أقلّ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon