توقيت القاهرة المحلي 19:32:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المغرب والإمارات... شراكة متجدّدة وراسخة

  مصر اليوم -

بين المغرب والإمارات شراكة متجدّدة وراسخة

بقلم - خيرالله خيرالله

يتأكّد كلّ يوم أكثر وجود عالمين في منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال أفريقيا. عالم مرتبط بالمستقبل وما يمثله بكل الآفاق التي يفتحها... وعالم يصرّ على البقاء في أسر الماضي وعقده من دون أيّ إحساس بأهمْية رفاه المواطن العادي في هذا البلد أو ذاك.
هناك عالم متصالح مع نفسه بالتركيز فيه على بناء الإنسان.
عالم يشعر الحاكم فيه أنّه جزء من الشعب وتطلعاته كما حال المغرب ودولة الإمارات العربيّة المتحدة... وهناك عالم يحتاج فيه الحاكم إلى قمع شعبه حفاظاً على نظامه.
الفارق شاسع بين هذين العالمين، بين من يعمل من أجل المحافظة على النظام بأي ثمن، وبين من يهمه مصير بلده وشعبه والرفع من شأنهما.
ظهر ذلك بكلّ وضوح من خلال الزيارة التي قام به حديثاً الملك محمّد السادس لدولة الإمارات وما أسفرت عنه لقاءاته مع رئيس الدولة الشيخ محمّد بن زايد من نتائج مبنيّة على الشراكة والتعاون الاقتصادي.
من المفيد التوقّف عند الاستقبال الاستثنائي الذي خص به محمّد بن زايد ضيفه، خصوصاً رسم سلاح الجو الإماراتي علم المغرب في سماء أبوظبي تكريماً لمحمّد السادس واحتفاء به وبمكانته.
يأتي لاحقاً ما أسفرت عنه الزيارة بحد ذاتها والتي يبدو أنّه أعد لها بشكل دقيق مع توقيع الرئيس الإماراتي والملك المغربي إعلان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة» بهدف الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، من خلال شراكات اقتصادية فاعلة تخدم المصالح العليا المشتركة وتعود بالتنمية والرفاه على البلدين.
شدد محمد السادس ومحمّد بن زايد على طموح الدولتين لإقامة شراكات اقتصادية إستراتيجية مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية، لاسيما مع الفضاء الأفريقي.
أشاراً إلى أن التعاون بين الإمارات والمغرب يرتكز على مبادئ عدّة في مقدمها إعطاء دفعة قوية للشراكة والتنمية الاقتصادية.
يتعلق الأمر بفرص الاستثمار في مشاريع البنيات التحتية، من خلال بناء خطوط السكك الحديد مع إعطاء الأولوية للقطار الفائق السرعة الذي يربط القنيطرة – بمراكش تقع القنيطرة بين الرباط وطنجة وهي على خط القطار السريع (البراق) الذي يربط الدار البيضاء بطنجة مع توقف في الرباط. كذلك، ستكون هناك شراكة إنمائية وشراكة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفات، وشراكة استثمارية في مشاريع تهم قطاع الطاقة.
اتفق الجانبان أيضا على البحث في تطوير مشاريع مشتركة في المجالات السياحية والعقارية، لاسيما على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي جهتي الداخلة وطرفاية (على ساحل المحيط الأطلسي)، فضلاً عن دراسة إنجاز مشاريع في مجال الاتصالات والاقتصاد الرقمي وتمويلها، مع مشاريع أخرى ذات بعد اقتصادي والتعاون في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.
نصت إحدى المذكرات على وضع الأسس لتعاون استثماري في قطاع الموانئ وعلى إرساء شراكة استثمارية مرتبطة بمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا.
تدعو زيارة الملك محمّد السادس لأبوظبي إلى التوقف عند ملاحظات معيّنة بينها اللغة المستخدمة هي لغة حديثة وعلميّة في الوقت ذاته.
في مقدّم هذه الملاحظات تلك العلاقة العميقة بين بلدين يعرف كلّ منهما الآخر جيداً على الرغم من المسافة التي تفصل بينهما. ليس الموضوع موضوع علاقة شخصيّة ربطت في الماضي بين الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان الذي أسّس الإمارات ولاحقاً بين محمّد السادس ومحمّد بن زايد فحسب، بل إنّه فهم وتفاهم عميقان أيضا.
يفهم العاهل المغربي، الإمارات ودورها على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويفهم الرئيس الإماراتي أبعاد العلاقة مع المغرب ومعناها أفريقيا ودولياً.
يوجد فهم لأهمّية وحدة التراب المغربي وللتطور في نظرة المغرب إلى ما هو أبعد من أفريقيا، أي إلى البعد الأطلسي من خلال تطوير ميناء الداخلة.
تحدث محمّد السادس طويلاً عن هذا البعد في خطابه الأخير في ذكرى «المسيرة الخضراء» التي استعادها المغاربة من خلالها أقاليمهم الصحراوية في نوفمبر من العام 1975.
لم يكن خطاب محمّد السادس في الذكرى الـ48 لـ«المسيرة الخضراء» سوى تأكيد لاستمرار المسيرة التي يتبيّن يومياً كم كانت مهمّة على غير صعيد، بما في ذلك العمق الأفريقي الذي أضيف إليه البعد الأطلسي لبلد مثل المغرب.
تميّز خطاب محمّد السادس الأخير، في ذكرى «المسيرة الخضراء»، بالشفافية والصراحة.
قال العاهل المغربي: «مكّن استرجاع أقاليمنا الجنوبية، من تعزيز البعد الأطلسي للمملكة. كما مكنت تعبئة الديبلوماسية الوطنية من تقوية موقف المغرب وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية والتصدي لمناورات الخصوم المكشوفين والخفيين.
إذا كانت الواجهة المتوسطية تعدّ صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو أفريقيا ونافذة انفتاحه على الفضاء الأميركي (...)».
ليس سرّاً الدعم الإماراتي الدائم للمغرب ولوحدته الترابيّة، وهو دعم يشكل موقفاً مشتركاً لأعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة التي اعترفت بمغربيّة الصحراء.
يتعلّق الأمر في نهاية المطاف بموقف حضاري من حرب مفتعلة تشنّها الجزائر، عبر أداة اسمها «بوليساريو» على المغرب بهدف واضح يتمثّل في عرقلة جهود التنمية.
لا استعداد مغربيّاً للسقوط في الفخّ الجزائري، ولا استعداد إماراتياً للسقوط في أسر الشعارات الفارغة التي تعني حروباً تشنّ بتوقيت يفرضه آخرون على دول المنطقة.
من هنا الرغبة المشتركة في وقف حرب غزّة في أسرع وقت بعيداً عن المزايدات، من أي جهة أتت، من جهة وإنقاذ الشعب الفلسطيني والحؤول دون تصفية قضيّته من جهة أخرى.
المغرب يعرف الإمارات، والإمارات تعرف المغرب.
مثل هذه المعرفة المتبادلة المبنيّة على أسس علمية تفضي إلى لغة مشتركة وشراكة في التطلع إلى المستقبل تحت عنوان عريض اختاره الجانبان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة»... تقوم أوّل ما تقوم على التخلّص من الجهل والتخلّف بكل أشكالهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المغرب والإمارات شراكة متجدّدة وراسخة بين المغرب والإمارات شراكة متجدّدة وراسخة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon