توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الكحالة... ارتدّت وثيقة مار مخايل على المسيحيين

  مصر اليوم -

في الكحالة ارتدّت وثيقة مار مخايل على المسيحيين

بقلم - خيرالله خيرالله

ليس انزلاق شاحنة تنقل أسلحة إلى «حزب الله» عند كوع بلدة الكحالة المسيحية، مجرّد حدث عابر.

يرمز الانزلاق إلى مدى تدهور الوضع اللبناني من جهة ومدى سقوط البلد تحت الهيمنة الإيرانيّة من جهة أخرى.

في هذا السياق، تبدو ردود فعل المواطنين المسيحيين من أهل البلدة التي قتل مسلحو الحزب أحد سكانها تعبيراً عن حال من اليأس لا شفاء منها.

ظهرت امرأة مسيحية تصيح، بما معناه، اننا نريد السلاح لمواجهة السلاح. أي أن المسيحيين يريدون سلاحاً كي يدافعوا عن انفسهم في مواجهة سلاح «حزب الله».

يردّد معظم المسيحيين مثل هذه النغمة غير مدركين أن السلاح لم يجلب لهم سوى الكوارث وذلك منذ اليوم الذي قرروا فيه انشاء ميليشيات مسلّحة خاصة بهم لمواجهة الوجود الفلسطيني المسلّح في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق القاهرة في خريف العام 1969.

لدى المسيحيين في الوقت الحاضر مهمّة وحيدة، من وجهة نظر ايران، هي توفير الغطاء لسلاح ميليشيا «حزب الله».

هذا ما فعله ميشال عون وصهره باسيل في اليوم الذي وقّع فيه قائد سابق للجيش اللبناني وثيقة مار مخايل مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في السادس من فبراير 2006 تمهيداً للوصول إلى قصر بعبدا.

ليس ما حدث في الكحالة سوى تتمة طبيعية لوثيقة مار مخايل التي كشفت مدى استعداد بعض المسيحيين للعب دور الأداة لدى أعداء لبنان من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهوريّة.

يظلّ اخطر ما في الأمر، أنّه لا يزال يوجد قسم من المسيحيين يرى في عون بطلاً لقضيّة تختزلها طموحات رجل استطاع الانتقال من حضن صدّام حسين إلى الحضن الإيراني... مروراً بالحضن السوري، من أجل أن يكون رئيساً للجمهوريّة !

يعكس انزلاق الشاحنة عمق الأزمة اللبنانية. مصير البلد في مهبّ الريح اكثر من أي وقت.

جعل كوع الكحالة اللبنانيين ينسون مجموعة من الأحداث وقعت في الأيام الأخيرة. من بين تلك الأحداث اغتيال مسؤول سابق في «القوات اللبنانيّة» في بلدة عين ابل الجنوبيّة.

لماذا اغتيل الياس الحصروني؟ هل يمكن الفصل بين اغتياله وعملية الإخضاع المستمرّة للمسيحيين اللبنانيين المطلوب تهجير اكبر عدد منهم من لبنان ؟

هل يمكن الفصل بين دخول «حزب الله» على خط الحرب على الشعب السوري تنفيذاً لرغبات ايران وإلغاء الحدود اللبنانية - السورية التي يهرب منها السلاح في الاتجاهين من دون حسيب او رقيب ؟

أفضل ما حصل في الكحالة كان تدخل الجيش الذي تبيّن أنّه يتعاطى مع الأمور، بواقعية ليس بعدها واقعيّة.

تعني سلطة «حزب الله» أن لا رئيس للجمهوريّة غير الرئيس الذي يحظى بموافقة الحزب ولا حكومة تحكم، ولو في الحدّ الأدنى كما حال الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي، من دون التزام تعليمات الحزب وتوجهاته.

من هذا المنطلق، كانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة على حقّ عندما اعتبرت لبنان ساقطاً سياسياً وعسكرياً وعندما دعت مواطنيها إلى مغادرته. صار لبنان دولة معادية للبنانيين أنفسهم ولكلّ ما هو عربي في المنطقة. ما لم يفهمه اهل الكحالة أن كل مسيحي صوّت في الانتخابات، أي انتخابات، مع «التيار الوطني الحر» كان مؤمناً بأنّ لا مهمة للمواطن اللبناني سوى لعب دور الغطاء لسلاح «حزب الله».

جاءت انزلاقة سلاح الحزب عند كوع البلدة لتذكيره بذلك.

من منع فيلم إلى انزلاق سلاح «حزب الله» عند كوع الكحالة، يتبيّن أن لبنان يعيش في ظلّ الاحتلال الإيراني.

تصرّف الجيش بطريقة توحي بأنّه يستوعب الوضع استيعاباً عميقاً.

استطاع إيجاد مخرج، بالتي هي احسن، بعد وقوع حدث في غاية الخطورة.

يؤكّد هذا الحدث الذي طغى على كل ما عداه، بما في ذلك اغتيال الحصروني في الجنوب، على طريقة اغتيال لقمان سليم، أن لا قعر للانهيار اللبناني ولمؤسسات الدولة أو ما بقي منها.

يبقى أنّه لا يمكن تجاهل أمر في غاية الأهمّية مرتبط بمواجهة اللبنانيين سلاح «حزب لله» عندما حاول الحزب اقتحام عين الرمانة في أكتوبر 2021.

ذهب الحزب إلى تحدي منطقة مسيحية لتغطية سعيه إلى اغلاق أي تحقيق في تفجير مرفأ بيروت.

يدل ما حصل يومذاك على أن في لبنان من لا يزال يقاوم، تماماً مثلما قاومت الكحالة في الماضي وفي الحاضر.

لكنّ الأهم من ذلك كلّه بلوغ خلاصة واحدة وحيدة أن لبنان لا يعيش في ظلّ السلاح غير الشرعي.

العلّة الأساسيّة في لبنان اسمها السلاح، سلاح «حزب الله» تحديداً الذي تسبّب، بين ما تسبب به، في تهجير اللبنانيين من لبنان والسوريين من ارضهم ومنعهم من العودة إلى تلك الأرض كونه ينفّذ مخططاً إيرانياً في ما يخصّ سنّة سورية ومسيحيي لبنان.

هذا ما فهمه معظم السنّة اللبنانيين الذين يتصرفون كما أن لا حول لهم ولا قوة.

هل مطلوب الاستسلام امام سلاح «حزب الله»؟ الجواب أنّ المطلوب متابعة التنديد بهذا السلاح بدل ايجاد غطاء له.

لكنّ المطلوب أيضاً تفادي أي مطالبة مسيحيّة بالسلاح والتسلّح. لم يعد السلاح على اللبنانيين، بكل طوائفهم سوى بالويلات والكوارث. يؤكّد حدث كوع الكحالة ذلك بعدما ارتدت وثيقة مار مخايل على موقعها وعلى كلّ مسيحي في لبنان !


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الكحالة ارتدّت وثيقة مار مخايل على المسيحيين في الكحالة ارتدّت وثيقة مار مخايل على المسيحيين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon