توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيار الأميركي الوحيد في أوكرانيا!

  مصر اليوم -

الخيار الأميركي الوحيد في أوكرانيا

بقلم - خيرالله خيرالله

ارتدت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن لأوكرانيا طابع المنعطف المهمّ في ما يتعلّق بالحرب الدائرة في هذا البلد الذي يواجه غزواً روسيا.

أثبتت الزيارة التي تخللها تصريح لبلينكن، قال فيه «إننا سننتصر جنبا إلى جنب (مع أوكرانيا)» أن لا خيار آخر امام الولايات المتحدة، وإدارة جو بايدن بالذات، سوى الذهاب إلى النهاية بغض النظر عن الثمن المترتب في دعم أوكرانيا بغية تأمين انتصار لها على روسيا.

يعود غياب أي خيار آخر لدى واشنطن إلى سببين. الأوّل أنّ انتصار روسيا في أوكرانيا يعني سقوط أوروبا في يد فلاديمير بوتين. اليوم أوكرانيا وغدا أي دولة أخرى على حدود أوكرانيا، بما في ذلك بولندا.

تحوّل الانتصار على روسيا في أوكرانيا هدفا بحدّ ذاته. لا تستطيع أي إدارة اميركيّة القبول بالعودة إلى ما قبل سقوط جدار برلين في خريف العام 1989 وتحرّر دول البلطيق ودول ما كان يسمّى أوروبا الشرقيّة، الواحدة تلو الأخرى، من نير الاستعمار السوفياتي.

هناك صفحة من تاريخ أوروبا طويت مع انهيار الاتحاد السوفياتي أواخر العام 1991. ليس مسموحاً لبوتين بإعادة فتح هذه الصفحة. لم يهزم الغرب الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة كي يعود بوتين وينتصر على هذا الغرب بمجرد إقدامه على خطوة غزو أوكرانيا.

أمّا السبب الآخر الذي يجعل الإدارة الحالية في واشنطن مصرّة على هزيمة روسيا في أوكرانيا، فيتمثل في الأوضاع الداخليّة الأميركية. بعد سنة وشهرين تقريبا، في نوفمبر 2024، ستكون هناك انتخابات رئاسيّة أميركيّة.

ليس أمام جو بايدن الذي يعاني من مشاكل عدّة، بما في ذلك تقدّمه في السنّ، سوى تحقيق انتصار حاسم في أوكرانيا حتّى يتمكن من القول إنّ لدى ادارته سياسة خارجيّة ناجحة. لا بديل من انتصار لأوكرانيا على روسيا في حال كان الرئيس الأميركي الحالي يريد المحافظة على فرصة الحصول على ولاية ثانية... بدل الذهاب ضحيّة الفشل في إظهار أميركا قوّة عالميّة قادرة على الوقوف مع حلفائها الأوروبيين أوّلا.

لم يكتف بلينكن بزيارة كييف، بل تحدث عن مزيد من المساعدات الأميركية العسكريّة والإنسانيّة.

أكثر من ذلك، تفقد مواقع عسكريّة على الجبهة مع روسيا في وقت تحقّق القوات الأوكرانيّة بعض الاختراقات. الأكيد أن الهجوم المضاد، الذي يستهدف إخراج القوات الروسية من كلّ الأراضي الأوكرانية المحتلة حديثا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم المحتلة في 2014، يواجه صعوبات.

لكنّ الأكيد أيضاً أنّ هذا الهجوم لا يمكن أن ينتهي بتكريس أمر واقع يسعى بوتين إلى فرضه في أوكرانيا اليوم وفي هذه الدولة الأوروبية أو تلك غدا، خصوصا في جمهوريات البلطيق. كانت هذه الجمهوريات (لاتفيا واستونيا وليتوانيا) أوّل الدول التي خرجت من الاتحاد السوفياتي في أغسطس من العام 1991، قبل أشهر من الإعلان رسمياً عن انهياره أواخر ذلك العام.

في النهاية، يفترض في العالم، انطلاقا من زيارة بلينكن لكييف، أخذ العلم بأنّ لا تراجع اميركيّا في أوكرانيا، خصوصا أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يظهر كلّ يوم أنّه يتمتع بصفات قيادية من جهة ويتابع كلّ شاردة وواردة ويعرف مكامن الضعف في أوكرانيا.

كذلك يعرف زيلينسكي مكامن القوة في بلده من جهة أخرى. في عزّ الهجوم المضاد الذي يشنه الجيش الأوكراني، لم يتردّد في استبدال وزير الدفاع بعدما اكتشف أنّه مرتبط بطريقة أو بأخرى بالفساد.

تعثر وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف أمام فخ أوكراني قديم متجذر في البلد... هذا الفخ هو الفساد.

رأى زيلينسكي أن «الوزارة (وزارة الدفاع) بحاجة إلى أساليب جديدة للتفاعل مع الجيش، كذلك مع المجتمع المدني بالمعنى الواسع». قبل إقالته وزير الدفاع، أعلن الرئيس الأوكراني، عبر حسابه على «تلغرام»، أن الرجل تجاوز «أكثر من 550 يوما من الحرب».

يصعب التكهن بالمدة الباقية لانتهاء الحرب الأوكرانية. يبدو أن هذه الحرب التي بدأت في 24 فبراير 2022 ستكون حربا طويلة، لكن من بين الأمور التي لا شكّ فيها أنّ الإدارة الأميركيّة تعرف جيدا وبدقة بالغة كلّ ما يدور في روسيا.

يعود الفضل في ذلك، إلى أنّ وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركية (سي آي إي) يمتلك خبرة طويلة في الشأن الروسي وفي شخصية بوتين نفسه. سبق لبيرنز، وهو ديبلوماسي محترف، أن عمل سفيرا في موسكو. حددت «سي. آي. إي» اليوم سيدخل فيه الجيش الروسي الأراضي الأوكرانية.

كشفت لاحقاً حصول روسيا على مسيرات ايرانيّة كي تتابع الحرب. تكشف الآن نية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون زيارة روسيا. تشير، فوق ذلك، إلى مفاوضات تجريها روسيا مع كيم للحصول على أسلحة وذخائر.

كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كيم سيسافر من بيونغ يانغ، على الأرجح بقطار مصفح، إلى فلاديفوستوك على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، ليجتمع هناك مع بوتين. سيكون الاجتماع مع الرئيس الروسي أول قمة لكيم مع زعيم أجنبي منذ أن أغلقت كوريا الشمالية حدودها في يناير 2020.

فيما تسعى روسيا لشراء الذخيرة من كوريا الشمالية لإعادة ملء مخازنها التي استنزفتها حربها في أوكرانيا، ترغب كوريا الشمالية في الحصول على شحنات من المواد الغذائية والوقود وعلى تقنيات الأسلحة المتطورة.

نجح بوتين إلى تحويل روسيا إلى دولة بائسة مضطرة، في نهاية المطاف، إلى الاستعانة بدولة يائسة يعاني شعبها من الجوع مثل كوريا الشمالية. لماذا تفوت الولايات المتحدة فرصة من نوع الانتصار على تحالف البؤس مع اليأس؟ نعم هناك انتهازية أميركية في حرب لا خيار آخر أمام الولايات المتحدة غير خوضها!


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار الأميركي الوحيد في أوكرانيا الخيار الأميركي الوحيد في أوكرانيا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon