توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تفيد المراعاة السعوديّة للنظام السوري؟

  مصر اليوم -

هل تفيد المراعاة السعوديّة للنظام السوري

بقلم - خيرالله خيرالله

لا تقدّم عودة النظام السوري إلى شغل مقعد «الجمهوريّة العربيّة السوريّة» في جامعة الدول العربيّة ولا تؤخّر. لن يؤثر ذلك في شيء، خصوصاً في ما يتعلّق بمأساة الشعب السوري الذي هو في واقع الحال ضحية نظام أقلّوي لا يهمه سوى البقاء في السلطة بأيّ ثمن كان. لا شعار حقيقياً يرفعه هذا النظام غير شعار «الأسد... أو نحرق البلد». لا خروج من مأساة الشعب السوري ومأساة سورية ما دام النظام الذي على رأسه بشّار الأسد قائماً، ويرفض في الوقت ذاته إجراء مصالحة في العمق مع الشعب السوري، بدءا بالاعتراف بوجود هذا الشعب.

على الرغم من ذلك كلّه، يظلّ مفيداً التمعّن في نصّ البيان السعودي - السوري الذي صدر بعد زيارة قام بها للمملكة فيصل المقداد وزير الخارجية لدى النظام الذي عقد محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. مثل هذا البيان هو الأوّل من نوعه الذي يصدر عن زيارة قام بها مسؤول في النظام لدولة عربيّة وذلك منذ اندلاع الثورة الشعبيّة في سورية في مارس من العام 2011.

ما يميّز البيان مراعاته النظام السوري إلى حدّ كبير، خصوصاً لجهة تفاديه ما يثير أيّ حساسيات لدى النظام. على سبيل المثال، وليس الحصر، لم يأتِ البيان على ذكر القرار الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 2254. يشكّل القرار، الذي يشير إلى «فترة انتقاليّة» في سورية، كابوسا لبشّار الأسد. أنّه قرار صادر بالإجماع في ديسمبر من العام 2015 في ظروف دولية كانت تتميّز بوجود وفاق روسي - أميركي وحتّى إيراني - أميركي.

جاء في البيان السعودي - السوري أنّه «عُقدت جلسة مباحثات بين الجانبين جرى خلالها مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.

اتفق الجانبان على أهمية حل الصعوبات الإنسانية وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سورية وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم وإنهاء معاناتهم وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.

أكد الجانبان أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بأشكاله وتنظيماته كافة، وتعزيز التعاون في شأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها وضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة فيها والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.

كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تُنهي تداعياتها كافة وتحقق المصالحة الوطنية وتساهم في عودة سورية إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.

وأعرب الجانبان عن ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين(...)».

يطرح البيان الذي كان ضرورياً التذكير بمعظم ما ورد في نصّه أسئلة عدّة. بين هذه الأسئلة: هل من مصلحة لدى النظام السوري في عودة اللاجئين إلى المناطق التي خرجوا منها؟ الجواب أنّه لم يظهر النظام، أقلّه إلى اليوم، أي اهتمام في ذلك. على العكس من ذلك، دفع النظام في اتجاه بقاء اللاجئين حيث هم، خصوصاً في تركيا والأردن ولبنان. ينفذ النظام مشروعاً إيرانياً يستهدف تغيير طبيعة التركيبة الديموغرافية لسورية. بريد التخلّص من أكبر عدد من السنّة كي لا تعود في سورية أكثريّة سنّية.

الأكيد أن لدى النظام مفهومه للأمن والإرهاب والميليشيات المسلّحة والتهريب، بما في ذلك تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج العربيّة... و«المصالحة الوطنيّة». لديه، حتّى مفهومه الخاص للاحتلال. هناك احتلال حرام مثل الاحتلال الإسرائيلي وهناك احتلال حلال مثل الاحتلال الإيراني!

يستحيل على النظـام أن يكون جزءاً لا يتجزّأ من المنظومة العربيّة، التي على رأسها السعوديّة، التي تؤمن بكل ما له علاقة بالتقدّم والتطور والانتماء إلى العالم المتحضّر. في سورية نظام يؤمن بخيار واحد هو خيار القمع. مطلوب من المواطن السوري أن يكون عبداً لدى النظام لا أكثر...

يظلّ السؤال الأهمّ في ضوء التراجع الروسي في سورية نتيجة غرق فلاديمير بوتين في الوحول الأوكرانيّة، هل يستطيع النظام السوري الخروج من الخيمة الإيرانيّة؟ يقود هذا السؤال إلى سؤال آخر: هل تغيّرت «الجمهوريّة الإسلاميّة» وباتت مهتمة بإيران وشعبها بدل استخدام البيان الثلاثي السعودي - الصيني - الإيراني لالتقاط أنفاسها وتقديم بعض التنازلات في اليمن في مقابل إطلاق يدها في منطقة المشرق العربي؟

إذا أخذنا في الاعتبار تصرفات النظام السوري منذ خلف بشّار الأسد والده في العام 2000، نكتشف أنّ مرور الأيام يزيد الأسد الابن تعلّقاً بالعباءة الإيرانيّة... وصولاً إلى الدور الذي لعبه في تفريغ مناطق سنّية من سكانها كي تصبح هذه المناطق تحت سيطرة الميليشيات المذهبيّة التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني. على سبيل المثال، هناك مناطق سوريّة على طول الحدود مع لبنان جرى تغيير لطبيعتها في السنوات العشر الأخيرة.

عاد النظام السوري إلى جامعة الدول العربيّة أم لم يعد، المطروح ما الذي تريده «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران؟ يفترض في «الجمهوريّة الإسلاميّة» إظهار أنّها وقعت البيان الثلاثي في بكين عن حسن نيّة وليس من أجل الهرب من التحديات الداخليّة التي تواجه النظام فيها.

لعلّ الأهمّ من ذلك كلّه، ما الدور الصيني ومدى تأثير الدولة التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العالم والتي تحتاج إلى نفط الخليج، على السلوك الإيراني؟ هل الرهان على الصين، وهو رهان سعودي على مصلحة صينيّة في الاستقرار في محلّه؟

لا شكّ أنّ المملكة العربيّة السعوديّة وفرت للنظام فرصة أخرى كي يعيد تأهيل نفسه. هل مسموح له، إيرانياً، باستغلال هذه الفرصة أم لا... أم لا بدّ من الاعتماد في هذا المجال على الصين بصفة كونها المرجعية الإيرانيّة الأبرز هذه الأيام؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تفيد المراعاة السعوديّة للنظام السوري هل تفيد المراعاة السعوديّة للنظام السوري



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon