توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلقة الناقصة في مواجهة الحلف الإيراني - الروسي

  مصر اليوم -

الحلقة الناقصة في مواجهة الحلف الإيراني  الروسي

بقلم - خيرالله خيرالله

مَن وراء ضرب مواقع عسكرية إيرانية في أصفهان وغير أصفهان؟ الواضح أنّ المواقع المستهدفة مرتبطة بإنتاج صواريخ بالستية وذخائر وأنّ إسرائيل وراء استهداف هذه المواقع بواسطة طائرات مسيّرة.

ما ليس واضحاً، أقلّه إلى الآن، مدى التنسيق الأميركي - الإسرائيلي في ما يخصّ إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، وهو مشروع يصبّ تطرف الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو في خدمته.

يمكن اعتبار التصعيد الإسرائيلي في التعاطي مع إيران، في هذا التوقيت بالذات منعطفاً في غاية الأهمّية يندرج في إطار واسع يتجاوز «الجمهوريّة الإسلاميّة» وسياستها العدوانيّة.

إنّه إطار تحول لاإلى طرف مباشر في الحرب التي يشنّها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

صارت «الجمهوريّة الإسلاميّة» شريكاً في هذه الحرب التي لم يستطع بوتين، منذ البداية، فهم أنّها مختلفة عن استعادة روسيا لشبه جزيرة القرم والتدخل في سورية.

مثلها مثل الرئيس الروسي، لم تستوعب إيران، معنى الحرب الأوكرانيّة ببعدها الأوروبي.

مسموح لإيران أن تخرّب وتقتل وتنهب العراق وسورية ولبنان وأن تحول اليمن الشمالي إلى قاعدة صواريخ ومسيّرات، لكنّ الأمور تصير مختلفة عندما تمسّ الأمن الأوروبي.

هذا ما يفسّر اتجاه الدول الأوروبيّة إلى اتخاذ موقف يصنّف «الحرس الثوري» بأنّه تنظيم «إرهابي».

إنّه بالفعل اكتشاف يعبّر عن استفاقة متأخرة على نشاطات «الحرس الثوري» والميليشيات التابعة له منذ ما يزيد على أربعين عاماً.

هذا ما يفسّر أيضاً التحول الأميركي في النظرة إلى الثورة الشعبية التي تشهدها إيران منذ السادس عشر من سبتمبر الماضي، تاريخ مقتل الفتاة الكرديّة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في طهران.

بدأ المسؤولون يتحدثون على نحو مباشر عن هذه الثورة التي تقودها المرأة.

أكثر من ذلك، بدأ هؤلاء يشيرون إلى أن المفاوضات في شأن الملفّ النووي الإيراني باتت مجمدة في الوقت الحاضر.

مع مرور الوقت، بدأت تتوضح الصورة أكثر، خصوصاً أنّه بعد ساعات من عملية أصفهان الإسرائيليّة، قصفت طائرات التحالف، التي لا شكّ في أنها طائرات أو مسيّرات أميركيّة، شاحنات تنقل أسلحة إيرانيّة إلى سورية، وربّما لبنان.

حدث ذلك بعيد خروج الشاحنات من الأراضي العراقية إلى الأراضي السوريّة التي بات جزء كبير منها خاضعاً للسيطرة الإيرانيّة المباشرة.

اتسم القصف بالدقة، تماماً مثل قصف الموقع الذي استهدفته مسيّرات إسرائيلية في أصفهان.

معنى ذلك أنّ هناك تنسيقاً إسرائيلياً - أميركياً في مواجهة إيران ودورها في المنطقة وفي أوكرانيا أيضاً.

لم يمض شهر على بداية السنة 2023. هناك معطيات جديدة تميّز هذه السنة.

في مقدّم هذه المعطيات عمق العلاقة بين روسيا و«الجمهوريّة الإسلاميّة».

في خريف العام 2015، استعانت إيران بسلاح الجو الروسي كي تُبقي بشّار الأسد في دمشق.

في ربيع العام 2022، استعان فلاديمير بوتين بالمسيّرات والصواريخ الإيرانيّة كي يتمكّن من متابعة حربه على الشعب الأوكراني، وهي حرب ستدخل عامها الثاني بعد الرابع والعشرين من فبراير 2023.

لم يعد سرّاً أنّ المواقف التي خرجت بها الدول العربيّة العاقلة، كانت مواقف في محلّها، خصوصاً لجهة ضرورة التعاطي مع إيران من زاوية تتجاوز الملفّ النووي.

انتظرت الولايات المتحدة واوروبا دخول «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران على خطّ الحرب الأوكرانية، إلى جانب روسيا، كي يدركا خطورة صواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة وأبعاد وجودها في سورية.

هذا الوجود الذي سيتوسع أكثر ويتمدد في اتجاه الشمال السوري، في ظلّ انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا.

في ضوء الحرب الأوكرانيّة وما تمثله من تهديد لأوروبا، لم يعد ممكناً تجاهل العناصر التي يتشكل منها المشروع التوسّعي الإيراني. لا يمكن ربط هذا المشروع بالملفّ النووي فقط.

بل لا مفرّ من ربطه بالصواريخ البالستيّة والطائرات المسيّرة ونشاطات «الحرس الثوري» والميليشيات التابعة له في المنطقة العربيّة كلّها أيضاً.

سبق لإيران، عبر ميليشياتها أن استخدمت هذه الصواريخ في عمليات إرهابيّة استهدفت المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة.

في إحدى المرات استهدفت مطار عدن فيما كانت طائرة مدنيّة تستعد للهبوط فيها. نجا الذين كانوا في الطائرة من وزراء ومسؤولين في «الشرعيّة» بأعجوبة.

تظلّ الحلقة الناقصة في أي مخطط جدّي لمواجهة المشروع التوسّعي الإيراني، الذي تشكو منه حتّى دولة مثل أذربيجان، المعالجة الجدّية للوضع الفلسطيني.

لا يمكن لإسرائيل ممارسة الإرهاب كما يحصل يومياً في الضفّة الغربيّة والشكوى من إيران وتصرفاتها. تحت عنوان استمرار الاحتلال ومنع الفلسطيني من أن تكون لديه دولته المستقلّة، تمارس إسرائيل إرهاب الدولة ولا شيء آخر غير ذلك.

هناك انتفاضة ثالثة سيقوم بها الشبان الفلسطينيون الذين تدفع بهم حكومة نتنياهو إلى اليأس.

باختصار شديد، لا يمكن تجاهل وجود شعب فلسطيني يعاني من الاحتلال ومن حرمانه من أبسط حقوقه، فيما لا يمتلك «بيبي» أي مشروع سياسي باستثناء السعي إلى البقاء في السلطة عن طريق القضاء على سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية عبر تطويعها.

أين دور الإدارة الأميركيّة التي تعرف تماماً أنّ لا مفرّ من وضع حدّ للتصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين ؟

لا شكّ أن الكلام الصادر عن وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في القاهرة قبيل انتقاله إلى تل أبيب، عن خيار الدولتين كلام رجل عاقل يعرف تماماً ما على المحكّ في المنطقة والعالم.

ليس مستبعداً أن يكون أبلغ «بيبي» مثلما فعل قبله مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة وليم بيرنز أنّ على إسرائيل التوقف عن ممارسة الإرهاب مع الفلسطينيين في هذا العالم الذي تغيّر.

تغيّر العالم إلى درجة بات الحلف الروسي - الإيراني واقعاً لا يمكن تجاهله.

أكثر من ذلك، سقط بوتين في الحضن الإيراني وأصبح عاجزاً عن ممارسة أي دور إيجابي في سورية، بما في ذلك في الجنوب.

لم يعد الجنوب السوري «ساحة» لإيران وميليشياتها المذهبيّة فحسب، بل صار أيضاً معبراً لتهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن ودول الخليج العربي...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلقة الناقصة في مواجهة الحلف الإيراني  الروسي الحلقة الناقصة في مواجهة الحلف الإيراني  الروسي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon