توقيت القاهرة المحلي 09:35:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة... ومنع التّعطيل

  مصر اليوم -

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل

بقلم - خيرالله خيرالله

لم يكن قرار حل البرلمان وتحديد موعد لانتخابات كويتية في التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) (الخميس) منفصلاً عن الخطوات التدريجية، لقيادة قررت اعتماد نهج جديد يختصر مسافات العبور إلى مستقبل افضل.

بعد رحيل الأمير الشيخ صباح الأحمد، كانت الكويت وما زالت أمام جملة استحقاقات داخلية وخارجية. استطاعت القيادة الجديدة ممثلة بالأمير الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد تحقيق خطوات واضحة في إطار مواجهة هذه الاستحقاقات، منها الدور الكبير الذي لعبته لحل الخلاف الخليجي، واستمرار حض إيران على انتهاج سياسة تستند إلى الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، إضافة إلى رسائل الكويت البيضاء في ما يتعلق بالأوضاع في العراق ولبنان واليمن وغيرها.


داخلياً، وضع ولي عهد الكويت إصبعه على الجرح منذ اللحظة الأولى لتسلمه مهماته، وهو الجامع بين دوره الدائم في بيت الحكم ومواكبته لمرحلة الأميرين الراحلين جابر الأحمد وصباح الأحمد من جهة، وبين خبرته الإدارية الكبيرة التي اكتسبها من تنقله في مختلف المناصب التي تبوأها، وترك فيها بصمة ثابتة من جهة أخرى.

أدرك الشيخ مشعل أن حالة عدم الاستقرار بين مجلس الأمة والحكومة نتيجة وليست سبباً، وأن انحراف عدد كبير من أعضاء البرلمان عن أداء دورهم في التشريع والرقابة يعود إلى تجاهل الضوابط الدستورية من جهة، ولمسؤولية الناخب في اختيار من يمثل الأمة من جهة أخرى. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحكومة التي تحولت في فترات كثيرة من سلطة تنفيذية إلى كيان مكبل بالتسويات مع البرلمان، ولو على حساب الإنتاجية المطلوبة. ولذلك كانت هاتان النقطتان جوهر خطاب حل مجلس الأمّة (البرلمان) الذي ألقاه الشيخ مشعل نيابة عن أمير البلاد، وحض فيه الناخبين على اختيار الأفضل للمقاعد البرلمانية.

قبل خطاب الحل وبعده، تعيش الكويت حالة غير مسبوقة في موضوع تنظيم الإدارة من أجل إدارة أفضل للسلطة والثروة. تظهر الكفاءة والشفافية والنزاهة والرقابة والمحاسبة كعناوين أساسية لعملية التنظيم. لم يعد هناك قيادي فوق القانون أو قيادي لا يُمس أو قيادي مدعوم، بل تم تطبيق القوانين على الجميع بمسطرة واحدة من أجل تجديد الدماء.

إضافة إلى ذلك كلّه، لم تعد هناك محرمات في مواضيع معالجة الفساد. القانون طبق على الجميع، سواء أكانوا من أبناء الأسرة الحاكمة أم من خارجها.

من هذا المنطلق، إن الانتخابات التي تعيشها الكويت اليوم ليست منفصلة عن السياق العام لرؤية القيادة الكويتية. طبعاً لن تكون النتائج عصا سحرية وتنقل العمل البرلماني من مكان إلى آخر بسرعة، كما أنها لن تحد من استمرار السجالات بين المجلس والحكومة، لكنها يمكن، في ظل المعطيات العامة، أن تؤسس لمرحلة قادمة تترسخ فيها الضوابط الدستورية أكثر بالنسبة إلى عمل النائب، وتساعد في بناء رأي عام مختلف يوصل إلى قاعة عبد الله السالم حملة برامج لا أصحاب حملات شخصية وانتخابية مبرمجة.

تحت مظلة العهد الجديد، تعيش الكويت أجواء ديموقراطية في ظل الاستقرار الذي يؤكد الشيخ مشعل الأحمد أنه خط أحمر. ومع احتمال عودة السياسي المخضرم أحمد السعدون إلى رئاسة البرلمان، ستتغير طبيعة التوزيع الداخلي للمجلس، فالمعارضة، في جزء كبير منها، صارت موالاة بحكم أن السلطة تتقدم عليها في طرح القضايا الوطنية والشعبية ومعالجتها. من بين هذه القضايا، محاربة الفساد والتطوير الإداري وتفعيل التنمية والاهتمام بالخدمات العامة وقطاعات الإسكان والصحة والتعليم وغيرها. لكنّ جزءاً من المعارضة ما زال يعمل لتنفيذ أجندة خاصة تتضمن مشاريع، بعضها قابل للتحقيق وبعضها سيصطدم بـ"فيتو" الحكم.

يبقى أن التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتها تسعى إلى حصد مقاعد على حساب الليبراليين والنساء، وقد افتتح بعض هؤلاء الحملة بإلزام المرشحين التوقيع على "وثيقة القيم" التي تتضمن بنوداً متشددة اجتماعياً، مثل الفصل بين الجنسين ومنع الحفلات وخلافه، وهي الوثيقة التي اعتبرها ليبراليون "قندهارية"، نسبة إلى قندهار مع ما يعنيه ذلك من قيم تسعى حركة متزمتة مثل "طالبان" إلى الترويج لها وتطبيقها على الأرض في أفغانستان.

مع ذلك، هي الحيوية الكويتية التي تستوعب كل التناقضات في ظل قيادة مصممة على التغيير واللحاق بركب التطور الذي شهدته الدول المجاورة للكويت. وهذه الحيوية الممسوكة من "فوق" بمعياري "الرؤية والحزم" قادرة على مواكبة التغيير، لأن في الكويت قيادة قررت أن "يمشي البلد" ولا يتعطل برمّته في دائرة الصراع بين حكومة وبرلمان… فلتكن انتخابات تحافظ على الحيوية الانتخابية وترسخ الديموقراطية، لكن كجزء توافقي غير تعطيلي وفوضوي... مع استمرار المسار العام للتنمية في مختلف القطاعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon