توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قنابل عنقودية لإقناع بوتين بهزيمته!

  مصر اليوم -

قنابل عنقودية لإقناع بوتين بهزيمته

بقلم - خيرالله خيرالله

ليس القرار الأميركي القاضي بتزويد أوكرانيا قنابل عنقوديّة، سوى دليل على الإصرار على هزيمة روسيا. قد يكون الهدف الحقيقي من القرار إقناع فلاديمير بوتين بهزيمته، وأنّه صار عليه البحث عن مخرج.

صحيح أن الهجوم المضاد الأوكراني الذي بدأ قبل أسابيع لم يحقق النتائج المرجوة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ الجيش الأوكراني يحقّق انتصارات صغيرة بين حين وآخر ويبدو أنّه يسعى إلى تفادي خسائر كبيرة في صفوفه.

تواجه أميركا، استناداً إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) وليام بيرنز، مشكلة السقوط المتدرج لروسيا، أي ما يمكن تسميته التراجع الروسي.

يقول بيرنز في ملاحظات له، في ندوة له في بريطانيا مطلع يوليو الجاري، إنّ هناك مشكلة يسببها سقوط دول مثل روسيا، مثلما هناك مشكلة في صعود دول مثل الصين.

نشرت مقاطع من ملاحظات بيرنز في الندوة صحيفة «واشنطن بوست» في مقال طويل تناول فيه بيرنز ما يدور في العالم.

كان لافتاً خلو ملاحظاته من أي إشارة إلى الشرق الأوسط والخليج. لم يأتِ على ذكر إيران.

اكتفى بالإشارة إلى التخلّص من أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن على رأس تنظيم «القاعدة» الإرهابي.

هزمت إدارة بايدن روسيا قبل إرسال القنابل العنقوديّة. يعود ذلك إلى القرارات الخاطئة التي اتخذها بوتين الذي أصرّ على شن حرب على أوكرانيا من منطلق أنّها دولة مصطنعة وأنها منقسمة على نفسها.

تبين أن بوتين لا يعرف شيئاً عن أوكرانيا ولا عن طبيعة الأوكرانيين الذين قرروا القتال ببسالة طوال ما يزيد على 500 يوم.

قبل أيام، تجاوز عمر الحرب الـ 500 يوم. هل تقنع القنابل العنقودية الرئيس الروسي بأن عليه البحث عن تسوية ما بدل الارتماء في الحضن الإيراني كي يتمكّن من متابعة الحرب.

في النهاية، توجد قناعة في واشنطن، بأن الصين ستحصد ثمار الهزيمة الروسيّة في أوكرانيا.

عاجلاً أم اجلاً، ستضع الصين يدها على الثروات الروسيّة.

سيشكلّ ذلك تحدياً من نوع مختلف لأميركا التي باتت ترى في الرئيس الصيني شي جينبينغ رجلاً ذا طموحات كبيرة على المستوى العالمي!

كان الرئيس الروسي يتصوّر أن الحملة العسكريّة التي تستهدف أوكرانيا مجرّد نزهة، على غرار نزهته السوريّة... أو قبل ذلك نزهته في شبه جزيرة القرم التي استعادتها روسيا من أوكرانيا في العام 2014 من دون أي ردّ فعل جدي، لا من أميركا ولا من أوروبا.

مثله، مثل أي ديكتاتور آخر، لا يقبل بوتين أي انتقاد من أي نوع في بلد لا وجود فيه لمؤسسات ديموقراطية تراقب السلطة التنفيذية.

لا دور للبرلمان الروسي ولا دور للصحافة. كلّ المطلوب هو التطبيل والتزمير للديكتاتور، تماماً كما يحدث في سورية حالياً أو كما كان يحدث في العراق حيث لم يوجد من يناقش صدّام حسين في أي موقف يتخذه، بما في ذلك قرار اجتياح الكويت، في مثل هذه الأيّام من العام 1990.

مهّد قرار اجتياح الكويت للقضاء على النظام العراقي تمهيداً للقضاء على العراق نفسه على يد القوى السياسية العراقية وميليشاتها التابعة لإيران.

لم يقنع بوتين أحداً بالمبررات التي ساقها تمهيداً لاجتياح أوكرانيا. ردّ عليه «طباخه» يفغيني بريغوجين بعد تمرّد مجموعة «فاغنر» بطريقة مباشرة.

فنّد بريغوجين كلّ مبرر من تلك التي أوردها الرئيس الروسي. اختصر قصّة الرئيس الروسي بأنّها قصة طموحات ذات طابع شخصي لا أكثر.

بغض النظر عن المكان الذي صار فيه بريغوجين حالياً وبغض النظر عن مصير مجموعة «فاغنر» التي اعترف بوتين بالتمويل الروسي لها، كشفت حرب أوكرانيا أنّ روسيا ليست سوى نمر من ورق.

بين ما كشفته تلك الحرب هشاشة المجتمع الروسي من جهة وغياب أي رغبة في التعلّم من تجربة سقوط الاتحاد السوفياتي من جهة أخرى. لا بد أن يكون مريضاً نفسياً كلّ شخص يعتقد أنه كانت هناك امجاد سوفياتية من الضروري استعاداتها.

انتهى الاتحاد السوفياتي إلى غير رجعة، قررت اميركا وأوروبا الردّ على بوتين في أوكرانيا.

بات السؤال هل تقنع القذائف العنقودية الرئيس الروسي بأنه خسر الحرب وأن جيشه لن يتحمّل مثل هذا النوع من القذائف التي يمكن أن تلحق به خسائر ضخمة، خصوصاً من جهة العديد؟

ليس سرّاً أن المجتمع الروسي يعاني من تناقص عدد السكان منذ سنوات طويلة. يعاني أيضاً من أنّه صار مجتمعاً عجوزاً.

الأكيد أن روسيا ليست البلد الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة التي بدأت تغزو أوروبا.

لكنّ الفارق يكمن في أن لا وجود لدولة أوروبيّة ترغب في أيامنا هذه في خوض حرب خارج حدودها!

حسنا، لا يستطيع بوتين تحمّل أي اعتراض على سياسته، لكنه لا يجوز أن يوجد من يقول له إنّ أميركا تعرف تفاصيل التفاصيل عما يدور في روسيا. يؤكّد ذلك أن واشنطن حددت اليوم الذي سيشن فيه بوتين حربه على أوكرانيا.

لم تأخذ واشنطن النفي الصادر عن موسكو للتوقعات الأميركيّة على محمل الجدّ. قالت إن الهجوم الروسي سيبدأ في 24 فبراير 2022.

حصل الهجوم في ذلك اليوم بالذات. قبل ذلك، ذهب بيرنز إلى موسكو في نوفمبر 2021 وحذّر من مهاجمة أوكرانيا، لكنه لم يجد من يريد سماع ما يقوله وفهم معنى تحذيره.

في الواقع، كانت أميركا، مع حلفائها الأوروبيين، تعد الجيش الأوكراني لمواجهة الهجوم الروسي. امتلكت كل الوقت لإفشال الهجوم الروسي على كييف.

بات المطروح حالياً انقاذ بوتين من نفسه. بات السؤال كيف التعامل مع الهزيمة الروسيّة ومع الانعكاسات التي ستتركها على الاتحاد الروسي. حتّى في هزيمته، يبدو بوتين مشكلة تبدو اميركا حائرة في كيفية التعاطي معها... فهم الرئيس الروسي معنى القنابل العنقوديّة أم لم يفهمه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنابل عنقودية لإقناع بوتين بهزيمته قنابل عنقودية لإقناع بوتين بهزيمته



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon