توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب!

  مصر اليوم -

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب

بقلم - خيرالله خيرالله

على بعد أيام قليلة من الذكرى الـ19 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، يبدو مفيداً التذكير مجدّدا بأنّ من بين أسباب الحقد الإيراني، الذي ترافق مع حقد ليس بعده حقد للنظام السوري على الرجل، موقفه من ضرورة عودة جنوب لبنان إلى حضن الدولة اللبنانيّة.

نُفّذت الجريمة التي استهدفت الحريري، وهي جريمة استهدفت الانتهاء عملياً من لبنان في 14 فبراير عام 2005. اثبتت المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان أن عناصر من «حزب الله» تولت التنفيذ بما يؤكّد البعد الإقليمي للحدث الذي حصل مع الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

كانت تلك انطلاقة أمنتها إدارة جورج بوش الابن في العام 2003 عندما اجتاحت العراق وسلّمته على طبق من فضّة إلى «الجمهوريّة الإسلاميّة».

نُفّذت الجريمة من أجل استكمال الهلال الفارسي، الذي كان الملك عبدالله الثاني أول من تحدث عنه في حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست» وسمّاه وقتذاك «الهلال الشيعي» الممتد من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق وبغداد.

دفع الحريري من دمه وحياته، ودفع معه لبنان واللبنانيون جميعاً بمن في ذلك أهل الجنوب، ثمن سعيه إلى عودة لبنان إلى خريطة الشرق الأوسط، كذلك ثمن سعيه إلى جعل الجنوب اللبناني منطقة مزدهرة ومستقرّة.

أي منطقة تتسع لكلّ أهلها بدل أن تكون «ساحة» فلسطينية، كما كانت عليه في الماضي، ثم سوريّة - إيرانيّة قبل الانسحاب العسكري السوري من لبنان في ابريل 2005 وأخيرا محض إيرانيّة...

لم تعترض إسرائيل يوماً على أن يكون الجنوب «ساحة». أكّد لي الديبلوماسي الأميركي الذي رافق دين براون، مبعوث هنري كيسينجر إلى لبنان أواخر العام 1975 أن إسرائيل، حيث كان إسحق رابين رئيسا للحكومة، رفضت وصول الجيش السوري إلى خط الحدود اللبناني - الإسرائيلي.

جاء الرفض الإسرائيلي بعدما استطاع كيسينجر، الذي كان وزيراً للخارجيّة، عقد صفقة غير مباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة الملك حسين وقتذاك.

بموجب تلك الصفقة، يدخل الجيش السوري الى كلّ الأراضي اللبنانية ويضع يده على كلّ القواعد التي يتمركز فيها «المسلحون التابعون لمنظمة التحرير الفلسطينية».

في اللحظة الأخيرة، غيّر رابين رأيه وابلغ وزير الخارجية الأميركي، استناداً إلى الديبلوماسي الذي رافق دين براون، أن إسرائيل لا تريد الجيش السوري على خط الحدود مع لبنان، بل تفضّل بقاء المسلّحين الفلسطينيين في تلك المنطقة.

برّر رابين موقفه الجديد، الذي رسم «خطوطاً حمر» للوجود العسكري السوري في لبنان والذي استدعى كيسينجر لدين براون ومساعده إلى مكتبه مرّة أخيرة، بقوله «نحتاج إلى الاشتباك مع الفلسطينيين بين حين وآخر (في جنوب لبنان)...We need to engage the Palestinians from time to time

كلّفت محاولة المحافظة على جنوب لبنان والاستفادة من التعاون بين الجيش اللبناني والقوة الدولية فيه، رفيق الحريري الكثير. كان ذلك قبل صدور القرار الرقم 1701 بعد حرب صيف العام 2006، وهي حرب استهدفت بين ما استهدفته التغطية على جريمة 14 فبراير تمهيداً للوصول إلى الوضع الراهن الذي يتمثل في تحويل لبنان كلّه«ساحة» لإيران وليس الجنوب وحده.

في السنة 2024، لا يزال في لبنان من يرفض استيعاب معنى قطع الطريق على المتاجرة بجنوب لبنان عن طريق حرب، على نار خفيفة، تهدّد مصير البلد في حال اشتعالها برغبة إسرائيليّة.

ليس مفهوما ما هي آفاق ربط لبنان نفسه ومصيره، كما يفعل وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عبدالله بوحبيب، بحرب غزّة التي معروف كيف بدأت وليس معروفاً كيف ستنتهي؟

ما الفائدة التي سيجنيها من ترويجه لـ«مؤامرة» تراجع «حزب الله» كيلومترات عدّة وتنفيذ القرار 1701، الذي وافق عليه الحزب وإيران بعيد صدوره، بحذافيره؟

كيف يوفّق بوحبيب بين رغبة لبنان بالتزام القرار 1701 حماية لنفسه ولمواطنيه من جهة وتشكيكه بقدرات الجيش اللبناني وعدم جهوزيته من جهة أخرى؟ هل نسي أنّ هناك منطقة عمليات للقوة الدوليّة في جنوب لبنان يفترض ألّا يكون فيها وجود للحزب وسلاحه؟

دفع الحريري من دمه محاولته في 1996 إنقاذ الجنوب ولبنان كلّه من الوحش الزاحف على لبنان وهو وحش تمثله «ثقافة الموت» التي ما لبثت أن تمكنت من البلد. المخيف في الوقت الحاضر غياب جبهة داخليّة لبنانيّة تقول كلمة «لا» في وجه إيران والحزب وتعيد التذكير بأنّ إسرائيل لم تكن يوماً تعترض على وجود سلاح غير شرعي في جنوب لبنان؟

مع غياب الحريري، غابت أمور كثيرة. من بين الأمور التي غابت القدرة على السعي، مجرد السعي، إلى إيجاد موقع للبنان على خريطة المنطقة بدل أن يكون مجرّد ورقة لدى إيران كما حال الحكومة العراقيّة الحاليّة أو النظام السوري... أو الحوثيين في اليمن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon