توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزف ثلاثي… على وتر "الإرهاب السني"

  مصر اليوم -

عزف ثلاثي… على وتر الإرهاب السني

خيرالله خيرالله

هناك ما يجمع بين السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ“حزب الله” في لبنان، والسيد عبدالملك الحوثي زعيم “أنصارالله” في اليمن، والسيد نوري المالكي رئيس الوزراء السابق في العراق. ما يجمع بين الثلاثة هو الرابط الإيراني وعزفهم جميعا على وتر واحد هو الوتر الإيراني.

صار المالكي أخيرا نائبا لرئيس الجمهورية تعويضا على فقدانه الموقع الأهمّ في العراق، لكنّ ذلك لا يمنعه، حاليا، من العمل بكل ما يستطيع لتأكيد أنّه ناطق رسمي بما يريده النظام في إيران. يفسّر الوتر الإيراني كلّ ما يصدر عن الشخصيات الثلاث، ويساعد في فهم تصرفّات كلّ منهم.

نقطة الانطلاق التي تجعل كلّ شيء مفهوما، بل مفهوما أكثر من اللزوم، عمق الارتباط المباشر والعميق للشخصيات الثلاث بإيران وسياستها الإقليمية ومشروعها التوسّعي.

أخذ هذا المشروع أبعادا جديدة في ضوء الاحتلال الأميركي للعراق، قبل ما يزيد على عشر سنوات. سمح تسليم أميركا العراق لإيران بإعطاء دفعة جديدة للمشروع التوسعي لطهران، الذي يتبيّن يوميا أنّه لم تعد له حدود.

لم يعد الارتباط بإيران سرّا، لكنّ الجديد فيه أن نصرالله والحوثي والمالكي يكرّرون هذه الأيّام لازمة الحرب على الإرهاب والمواجهة مع “التكفير” و“التكفيريين”. إنّه عزف ثلاثي على وتر واحد. يقول نصرالله والحوثي والمالكي ما لا تقوله إيران التي تطالب الولايات المتحدة بخوض هذه الحرب على “الإرهاب”، “الإرهاب السنّي” تحديدا. يريدون من إدارة باراك أوباما خوض حرب جديدة نيابة عنهم وعن إيران، وذلك كي تقطف طهران ثمار تلك الحرب، على غرار قطفها لثمار غزو العراق.

وقتذاك، لم يوجد في واشنطن من هو قادر على استيعاب النتائج الكارثية، على صعيد التوازن الإقليمي، التي ستترتّب على تسليم العراق إلى إيران.

بالنسبة إلى الشخصيات الثلاث، كما لإيران، هناك إرهاب واحد هو الإرهاب السنّي، أي “القاعدة” و“داعش” و”جبهة النصرة”. فالأمين العام لـ“حزب الله” لم يجد، في خطابه الأخير، ما يبرّر به وجود القياديين والمسؤولين الستة في حزبه والجنرال الإيراني الذين اغتالتهم إسرائيل قرب القنيطرة، سوى بوجود “آلاف” العناصر من “النصرة” في تلك المنطقة. شدّد على أن “النصرة” فرع من “القاعدة” وأخذ عليها عدم مقاتلة إسرائيل وتوجيه سلاحها، بدل ذلك، إلى قوات النظام السوري. هل نسي أن جبهة الجولان صامتة منذ أربعين عاما لأنّ النظام السوري قرّر إغلاقها والانصراف إلى المتاجرة باللبنانيين والفلسطينيين عبر جنوب لبنان؟ ما الفارق إذن بين “النصرة” والنظام السوري؟ ما الفارق بين “النصرة”، أي بين “القاعدة” والذين يدعمون النظام السوري ويشاركون في ذبح النظام السوري… أم أن الذبح على طريقة “داعش” حرام، فيما البراميل المتفجّرة التي تُلقى على المواطنين، بمن في ذلك النساء والأطفال حلال الحلال؟

تحدّث الأمين العام للحزب أيضا، وفي الخطاب ذاته، عن امتزاج الدم الإيراني واللبناني على الأرض السورية، بما يشير إلى “وحدة القضية”. نعم، هناك وحدة قضيّة. هذه الوحدة اسمها وحدة الانتماء المذهبي التي باتت فوق الانتماء الوطني. القياديون والمسؤولون في “حزب الله” والجنرال الإيراني المنتمي إلى “الحرس الثوري” لم يكونوا في سوريا من أجل مواجهة “القاعدة” وما يتفرّع عنها من منظمات إرهابية معروفة. كان السبعة هناك من أجل دعم نظام مرتبط بإيران من الباب المذهبي ليس إلّا.

تجاهل نصرالله الأساس المتمثل في حماية مصالح لبنان، وأغرق اللبنانيين في التفاصيل. استخدم العملية التي استهدفت الإسرائيليين في شبعا، والتي لا يشكّ أحد بأنّها كانت ناجحة نسبيا، غطاء للحديث عن بطولات وانتصارات سابقة هي في الواقع هزائم لا يزال اللبنانيون يعانون نتائجها. إذا كان الانتصار في حرب صيف عام 2006 “انتصارا إلهيا”، فماذا تُرك للهزائم؟

انتصر “حزب الله” على اللبنانيين وهو الآن في وضع من يسعى إلى الانتصار على السوريين خدمة للمشروع الإيراني لا أكثر ولا أقلّ.

لا وجود لانتصارات على إسرائيل للأسف الشديد، تغيّرت قواعد الاشتباك أم لم تتغيّر. اللبنانيون يعرفون جيّدا أفضال “حزب الله” عليهم وعلى وطنهم، خصوصا في هذه الأيام بالذات التي نحنّ فيها على مشارف الذكرى العاشرة لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه… وكلّ الجرائم التي تلتها التي لم تستهدف سوى أشرف اللبنانيين والعرب من الذين آمنوا بثقافة الحياة.

من يساهم في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه، يساهم، عمليا، في إيجاد حاضنة شعبية لـ“القاعدة”. ما يتعرّض له الشعب السوري منذ ما يقارب أربع سنوات إرهاب منظّم، ولا شيء غير ذلك، يصبّ في مصلحة “داعش” التي هي، في الأساس، صنيعة النظام.

من يتصرّف بالطريقة التي تصرّف بها، ولا يزال يتصرف بها، نوري المالكي في العراق، لا يحقّ له الشكوى من “الجماعات الطائفية بشقيها السياسي والعقائدي” حسب ما ورد في نداء حديث لرئيس الوزراء السابق وجّهه إلى “علماء الإسلام”. من يشجّع عمليات التطهير التي تقوم بها الميليشيات الشيعية في المناطق السنّية لا يمكن أن ينتظر مقاومة حقيقية لإرهاب “داعش” وأخواته.

من يتصرّف على طريقة الحوثيين في اليمن، وصولا إلى اتهام الرئيس الانتقالي المستقيل عبد ربّه منصور هادي بدعم “القاعدة” في مأرب، يتجاهل أن احتلال صنعـاء وتدمير مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى لا يصبّ سوى في مصلحة التطرّف والمتطرفين. ما يقوم به الحوثي يدفـع المناطق الشـافعية في البلـد إلى الارتماء في أحضان “القاعدة”. يبدو مطلوبا تشجيع التطرّف لتبرير وضع مجموعة معروفة يدها على قسم من اليمن خدمة للمشروع الإيراني.

من إيران نفسها، إلى العراق، إلى سوريا ولبنان، يظلّ السؤال، هل ستنطلي اللعبة الإيرانية على الإدارة الأميركية؟ هل في واشنطن من يدرك أن “داعش” و“النصرة” وما شابههما وتفرّع عنهما لا يُحاربُ بدواعش شيعية، لا بممارسات “حزب الله”، ولا بما يفعله الحوثيون في اليمن، ولا بالخطاب الذي تبناه أخيرا نوري المالكي، ولا بما تقوم به الميليشيات المذهبية في العراق؟ المؤسف أنّ الجواب لا كبيرة، أقلّه إلى إشعار آخر…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزف ثلاثي… على وتر الإرهاب السني عزف ثلاثي… على وتر الإرهاب السني



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon