توقيت القاهرة المحلي 18:14:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان؟

  مصر اليوم -

 ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان

خيرالله خيرالله

ليس لبنان سوى واحد من الأمكنة التي تمارس فيها إيران سياسة تقوم على الهدم والعرقلة وذلك عن طريق الاستثمار في الغرائز المذهبية.

رفع المجتمع الدولي العقوبات المفروضة على إيران بعدما تأكّدت الوكالة الدولية للطاقة النووية من التزامها بنود الاتفاق في شأن ملفّها النووي وأنّها تنفّذ المطلوب منها بدقّة.

تحرّكت الإدارة الأميركية على وجه السرعة واتخذت كلّ الإجراءات المطلوبة من أجل مباشرة التطبيع مع طهران. عزلت واشنطن بين الملفّ النووي الإيراني وكلّ السياسات الأخرى للبلد في وقت لم تمض سوى بضعة أيام على إحراق متظاهرين إيرانيين، كانوا يتحرّكون بإشراف من السلطات الرسمية، السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد.

مبروك لإيران التي التزمت ما تعهدته بموجب الاتفاق الذي أمكن التوصل إليه في تمّوز ـ يوليو الماضي بينها وبين مجموعة الخمسة زائد واحدا. لكنّ هذا الانفراج الواسع في العلاقة بين طهران و”الشيطان الأكبر” لا يمنع من التساؤل متى ترفع إيران عقوباتها المفروضة على لبنان؟

ليس لبنان سوى واحد من الأمكنة التي تمارس فيها إيران سياسة تقوم على الهدم والعرقلة ليس إلّا وذلك عن طريق الاستثمار في الغرائز المذهبية. الأمل كلّ الأمل أن ينعكس رفع العقوبات الدولية عن إيران إلى بدء سياسة جديدة تظهر أن هناك سياسة إيرانية مختلفة تشير أوّل ما تشير إلى أن إيران دولة طبيعية وليست ضحيّة أوهام من نوع القدرة على لعب دور إقليمي والهيمنة على دول أخرى في المنطقة.

لا حاجة إلى تعداد ما تقوم به إيران، بدءا بالعراق وصولا إلى لبنان، مرورا بسوريا طبعا. لا داعي أيضا إلى التذكير باضطرار المملكة العربية السعودية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في أعقاب اعتبار إيران نفسها مرجعية كلّ شيعي في العالم، بما في ذلك المتشيعون الجدد في نيجيريا.

لا حاجة أيضا إلى التذكير بأنّ إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث الطنب الصغرى والطنب الكبرى وأبو موسى منذ العام 1971، أي منذ أيام الشاه، بما يؤكد أن شيئا لم يتغيّر في البلد، بعد ثورة 1979 وقبلها، أقلّه في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية والرغبة في لعب دور شرطي الخليج وفرض أمر واقع على دول المنطقة، تماما كما تسعى إسرائيل إلى عمله.
    
الصفة: وزير خارجية لبنان، المهمة: ناطق باسم إيران
    

لا حاجة بالطبع إلى استعادة التهديد الإيراني للبحرين وتدخلها في شؤون هذه المملكة الصغيرة من منطلق مذهبي، ولا حاجة بالتأكيد إلى التذكير بأفضال إيران على الكويت وإلى مخازن الأسلحة والمتفجرات التي اكتشفت في هذه الدولة أخيرا. ولا حاجة أخيرا إلى الإشارة إلى الدور الإيراني في اليمن وإلى دعمها للحوثيين الذين باتوا يحملون تسمية “أنصار الله” بعدما صار طموحهم محصورا في أن يكونوا ميليشيا مذهبية، على غرار “حزب الله” في لبنان.

لم يعد سرّا أن إدارة باراك أوباما اختزلت كلّ أزمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني. قرّرت بكل بساطة أنه يكفي التوصّل إلى تسوية في شأن هذا الملفّ من أجل أن يدخل اسم باراك أوباما في كتب التاريخ. ما الذي كان يمكن لإيران أن تفعله في حال حصولها على قنبلة نووية؟ لدى باكستان قنبلة نووية. هل وضع باكستان صار أفضل بعد امتلاكها القنبلة بفضل المساعدات التي حصلت عليها في مرحلة معيّنة من الصين لأسباب مرتبطة بالمنافسة وعداء بين بيجينغ ونيودلهي؟

مشكلة إيران مع جوارها، وما يتجاوز جوارها، تبرز من خلال ما يتعرّض له لبنان منذ العام 1982، تاريخ قيام “حزب الله”. تعتقد إيران أنّ التدخل في شؤون الدول الأخرى وتعطيل الحياة فيها وإنشاء ميليشيات مذهبية كفيل بضمان دور لها على الصعيد الإقليمي واعتراف أميركي بهذا الدور. هذا ما تؤكّده الأحداث.

سارت الولايات المتحدة في اللعبة الإيرانية إلى النهاية. صحيح أنه ليس من حقّ أحد الاعتراض على التسوية في الشأن الملف النووي الإيراني، نظرا إلى أن لكلّ دولة مصالحها، لكنّ الصحيح أيضا أن من حقّ أيّ لبناني التساؤل لماذا زادت عدوانية إيران تجاه البلد في الأسابيع التي سبقت الإعلان رسميا عن رفع العقوبات عنها؟

لماذا استمرار الاعتراض على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟ لماذا ذلك الكلام الذي لا سابق له في التعاطي مع السياسيين اللبنانيين، أي الكلام الذي صدر عن النائب محمد رعد، رئيس كتلة نواب “حزب الله” في حقّ الرئيس سعد الحريري؟ منذ متى يحقّ لحزب، يعتبر نفسه لبنانيا، القول إنّ هناك لبنانيين آخرين ممنوع عليهم أن يكونوا في لبنان؟

أخيرا وليس آخرا، لماذا هذا الإصرار على إطلاق شخص مثل ميشال سماحة، مدان بالصوت والصورة بنقل متفجّرات والسعي إلى تنفيذ عمليات إرهابية لخلق فتنة طائفية ومذهبية، في تحدّ لمشاعر كلّ اللبنانيين الشرفاء حقّا، خصوصا كلّ سنّي ومسيحي، لم يبع نفسه، ودرزي؟

هل بدأت إيران تحصل على مكافآت على حسن سلوكها في تنفيذ الاتفاق في شأن الملفّ النووي؟ يبدو أن هذا هو الجواب عن السؤال المطروح. حتّى قبل رفع العقوبات عنها، باشرت إيران تشديد العقوبات على لبنان. لم تعد تكتفي بتحويل البلد “ساحة” تتمّ عبرها عملية التبادل السكّاني التي تجري في سوريا من منطلق مذهبي. لم تعد الأراضي اللبنانية التي يسيطر عليها “حزب الله” مكملة فقط لعملية فرض طوق الحصار والتجويع على بلدة مثل مضايا قريبة من الحدود.

بدأ الكلام الصريح الذي ترافقه خطوات إجرائية عن أن لبنان صار محكوما من طهران. ممنوع على مجلس النوّاب الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية حتّى لو كان المفروض أن يصبح رئيسا من قلب جماعة الثامن من آذار التابعة لـ”حزب الله”. ممنوع على الحكومة أن تجتمع بكامل أعضائها وأن تتخذ قرارات تسهّل حلّ الأزمات التي يعاني منها المواطنون. صار القضاء مقيّدا بما يريده “حزب الله” وما تريده إيران. كلّ السلطات في لبنان، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية صارت بإمرة إيرانية. أكثر من ذلك، يتجرّأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حيث لا يجرؤ آخرون، بما في ذلك وزير الخارجية العراقي، فيصبح ناطقا باسم إيران في مؤتمر لوزراء الخارجية العرب!

هل على لبنان دفع ثمن الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني؟ إنه سؤال مشروع بعدما رفع العالم العقوبات على إيران وسمح لها في الوقت ذاته بزيادة عقوباتها على لبنان.

أما آن لهذا الليل اللبناني الطويل أن ينتهي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان  ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon