توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

  مصر اليوم -

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين

بقلم:مصطفى فحص

خمسون يوماً هي الفترة الانتقالية، وفقاً للدستور الإيراني، الذي طُبقت قوانينه بحذافيرها من دون أي خلل في المواعيد. بعد 50 يوماً على رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي انتخبت إيران مسعود بزشكيان رئيساً جديداً، في حين تجاوز لبنان 626 يوماً من دون رئيس للجمهورية وحكومة منتخبة، فمنذ خروج ميشال عون من قصر بعبدا (المقر الرئاسي) في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وإلى هذه اللحظة يتعثّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في تعطيل مقصود للدستور والقانون والمؤسسات والحياة السياسية، والمفارقة أن أصدقاء أو حلفاء أو أتباع إيران أو الموالين لها يقفون خلف محنة الفراغ الدستوري الذي تعيشه الجمهورية اللبنانية.

خمسون يوماً ما بين رحيل رئيسي وانتخاب خلف له، لم يسمح النظام بحدوث فراغ في مؤسسته الرئاسية، تم الاحتكام إلى الدستور مباشرة فانتقلت صلاحيات الرئيس إلى نائبه الذي أدار الفترة الانتقالية، وأشرفت حكومته على الانتخابات، التي جاءت نتائجها وفقاً لصناديق الاقتراع وخيارات الناخب الإيراني، حتى لو حصر النظام عدد المرشحين، ولكنه لم يشترط على أحد أو طرف أو تيار أو جماعات عرقية أو مذهبية الحوار أو التشاور أو التوافق أو الاتفاق المسبق على اسم الرئيس قبل انتخابه أو اختياره؛ كما يحدث في لبنان.

في الفترة الانتقالية، لم يستعن النظام الإيراني بأصدقائه في الخارج، من أجل حلّ أزمة الفراغ الدستوري، لم تُشكّل لجنة خماسية أو سداسية، لم ترسل الدول الصديقة أو الكبرى مبعوثيها، لم تعيّن مبعوثين خاصين أو دائمين لمساعدتهم على إنهاء الفراغ؛ أما في لبنان بلد المبعوثين والقناصل واللجان الإقليمية والدولية فلم يبقَ أحد في العالم لم يتدخل من أجل المساعدة على إنهاء الفراغ، منهم عن حُسن نية، وآخرون عن حاجة خاصة، في حين طهران بوصفها أحد الناصحين المهمين أو اللاعبين الأساسيين في الأزمة اللبنانية لم تقدّم نصيحة إلى الموالين لها أو الذين يستمعون إليها بأن يخفّفوا من شروطهم اللادستورية واللاميثاقية على رئاسة الجمهورية، وكأنّ «الثنائي» («حزب الله»، و«حركة أمل») المتحكم بالدولة والسلطة في لبنان يقوم مقام المجلس الدستوري في إيران، ويشخّص مصلحة النظام اللبناني، وفقاً للشروط التي تناسبه، فيضرب بعرض الحائط القوانين والدستور والمؤسسات، وما تبقّى من ديمقراطية هشّة من خلال اشتراطه دراسة أهليّة المرشحين للرئاسة، فهذا «الثنائي» منذ بداية الفراغ الدستوري وحتى الآن لم يعثر إلا على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، ويحاول فرضه على اللبنانيين.

في إيران، ووفقاً لظروف داخلية وخارجية حرجة، اختار النظام شخصية قادرة على إرضاء الجميع، يمكن وصفه بأنه «متعدد الآباء» أقله داخلياً؛ إذ لا يمكن تصنيفه 100 في المائة مع جهة ضد جهة أخرى، فهو مقبول نسبياً من بعض الجهات ومرفوض نسبياً من بعض الجهات الأخرى، أما في لبنان فإن الشروط على الرئيس المفقود تجعل انتخابه أكثر تعثراً، فهو لن يأتي إلا بشروط طرف على الآخر، ويحقّق رغبات أطراف على حساب أطراف أخرى أو جماعات، وهذا ما قد يجعله رئيس أزمة مع الداخل والخارج. ففي الوقت الذي يقول فيه الرئيس بزشكيان إن حكومته العتيدة ستستمر بنهج التصالح مع أصدقاء إيران خصوصاً مع جوارها الإقليمي، لا يبدو في لبنان أن هناك من يراهن على متغيّر دولي يمكنه من استبعاد أصدقاء لبنان كافّة، خصوصاً جواره العربي لصالح جهة واحدة.

تدرك القيادة الإيرانية حجم التحولات الدولية ومخاطر الحرب على غزة وما بعدها على الاستقرار الإقليمي، وهي تحاول استدراكها من خلال شخصية بزشكيان البراغماتية وفريقه الإصلاحي أو المعتدل للسياسة الخارجية، في حين في لبنان يستمر «الثنائي» في رفض أي شخصية تمثّل توازناً محلياً يمكن أن يشكّل فريقاً حكومياً يساعد لبنان على تجاوز هذه الأزمة، ففي المخاوف الحقيقية ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة وارتباطها بالمتحول الأميركي أعاد النظام الإيراني تعويم الشخصيات التي يرغب المجتمع الدولي في مفاوضتهم، أما في لبنان فقد أعلن «حزب الله» أن الحكومة هي الجهة الوحيدة التي تفاوض، ولكنه نسي أو تناسى أنه هو وحده من يحتكر قرار الحرب والسلم وليس الدولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين يحق للإيرانيين ما لا يحق للبنانيين



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon