توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... المنظومة وارتدادات «بكين»

  مصر اليوم -

لبنان المنظومة وارتدادات «بكين»

بقلم:مصطفى فحص

سارعت منظومة السلطة الحاكمة في لبنان إلى اعتبار الاتفاق السعودي - الإيراني في بكين سيمهّد لتبني مقاربتها للحل في لبنان، وأطلقت مجموعة من الرهانات المستعجلة من دون الاطّلاع الأوّلي على بنود الاتفاق الذي جرى بسرّية كاملة، وصدم دولاً كبرى مؤثرة في السياسات الدولية والإقليمية. إذ تعاملت المنظومة مع الاتفاق وبنوده برغبوية كاملة وفقاً لمقاساتها الضيّقة، بعيداً عن الاعتبارات الإقليمية الجديدة التي باتت تفرض مقاربة مختلفة، قبل التفكير بطرح أي حل للأزمة اللبنانية، والأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيوسياسية والجيوستراتيجية للاتفاق، والقراءة الواقعية للدوافع التي حملت طهران على الموافقة السريعة على بنوده.

القراءة اللبنانية الأولى المجتزأة للاتفاق، رأت أن أول الغيث قد جاء من العاصمة الصينية بكين، وكادت تجزم بأن الاتفاق الإيراني - السعودي سيعطي دفعاً سياسياً جدياً لوصول مرشح الثنائي الشيعي إلى رئاسة الجمهورية، إلا أن الثنائي تفاجأ بأن ارتدادات بكين مخالفة لتوقعاته، بعدما أكد السفير السعودي وليد البخاري، في اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، المعايير السعودية، في اختيار رئيس الجمهورية، والتي لا تتناسب مع أغلب من يمكن أن ترشحهم المنظومة.
لذلك من المبكر على منظومة السلطة اللبنانية وحزبها المهيمن، التعويل على الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية، الذي دخل مرحلة أولى من اختبار النيات وحدد مدة شهرين من أجل عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات، وهذا يعني أن لبنان ليس أولوية قصوى في تطبيق بنود الاتفاق التي لم تزل غامضة لكثير من الفرقاء خصوصاً في لبنان، ما قد يؤدي إلى خسارة المنظومة السريعة للمعادلة التي راهنت عليها، حيث كانت تعوّل على مرونة سعودية تؤدي إلى حلحلة سريعة تحت شعار أن اليمن هو أولوية سعودية.
عملياً، الرسائل السعودية للبنانيين كانت واضحة داخل الأروقة السياسية وأمام الرأي العام اللبناني، حيث لم تزل الرياض متمسكة بالمواصفات ولم تطرح أسماء، وهذا ما سمعه جميع المعنيين في الاستحقاق الرئاسي قبل الاتفاق وبعده، حيث أكد السفير وليد البخاري أن بلاده ملتزمة المعايير التي طرحتها بضرورة اختيار «رئيس غير محسوب على أي طرف سياسي، قادر على تقديم مشروع اقتصادي متكامل، بالاستناد إلى علاقته مع المجتمع الدولي والقوى الداخلية»، وهذا ما يفسر عدم تجاوب الرياض مع المبررات التي قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم الثنائي الشيعي ومَن تبقى من حلفائه في ترشيح سليمان فرنجية، حيث رأى بري أن فرنجية شخصية جامعة، وهو الوحيد من بين كل المرشحين القادر على فتح مسألة ترسيم الحدود مع النظام السوري، ومناقشة موضوع النازحين ووضع مقاربة جديدة للاستراتيجية الدفاعية.
المفارقة أن ما قاله بري عن مواصفات مرشحه لا تنطبق على فرنجية، فكلام بري يتجاهل أمرين؛ الأول أن ترسيم الحدود مع سوريا وملف النازحين والاستراتيجية الدفاعية والشخصية الجامعة مسيحياً شروط تنطبق على شخصية لديها خلفية عسكرية وليست مدنية، خصوصاً بعد الكارثة السياسية التي تسبب فيها فريق السلطة الذي هندس اتفاق التطبيع الاقتصادي مع العدو الإسرائيلي، والذي أدَّى إلى خسارة لبنان كثيراً من حقوقه وثرواته البحرية، فيما الاستراتيجية الدفاعية ستكون عملية مباشرة مع المؤسسة العسكرية اللبنانية.
أما الأمر الآخر فإن كل ما قاله بري ليس أولوية وطنية، حيث إن هناك أصواتاً تطالب برئيس يتمتع بمزايا اقتصادية وإدارية وقانونية، تمكّنه من مواكبة عمل السلطة التنفيذية في إجراءات إنقاذ لبنان من أزمته، وهذا طبعاً لا ينطبق على فرنجية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان المنظومة وارتدادات «بكين» لبنان المنظومة وارتدادات «بكين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon