توقيت القاهرة المحلي 12:42:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد الليل.. عندما بكى عمر الشريف

  مصر اليوم -

بعد الليل عندما بكى عمر الشريف

زاهي حواس

شاهدت مسرحية «بعد الليل» وبصحبتى الفنان العالمى عمر الشريف والكاتب الكبير عادل حمودة؛ ولابد هنا من تهنئة المخرج الشاب خالد جلال على هذا العمل المتميز من كل النواحى؛ والذى أثبت من خلاله أن لديه أفكارا ورؤية غير عادية فى توظيف وجوه شابة ليس لديها خبرات تمثيلية لكى تصبح نجوم المستقبل. أعرف خالد جلال ليس فقط من خلال (قهوة سادة) ولكن منذ أن أسندت إليه إخراج حفل العيد السنوى للأثريين؛ وذلك على مدار سنوات ثلاث متتالية؛ استطاع فيها أن يوظف أفكارة الجديدة ليخرج لنا صورا مسرحية ممتعة؛ أشاد بها الأجانب والمصريون.

يضم «بعد الليل» أكثر من ثلاثين ممثلا هاويا معظمهم لم يقف على خشبة المسرح من قبل؛ لكنهم كانوا يؤدون بشكل احترافى ممتع يصل إلى مرتبة العالمية فى التعامل مع نص مسرحى ذكى يسمح بالارتجال دون الخروج عن النص والمضمون.. وليس من الممكن ذكر ممثل أو ممثلة بعينها؛ فكل واحد منهم كان نجماً فى الأداء والحضور؛ واستطاعت «بعد الليل» أن تعيدنا إلى زمن المسرح الجميل، وتبعث الأمل من جديد فى أن مصر، ومن خلال جيل الشباب الموهوب، يمكن أن تعيد الأسرة المصرية إلى زيارة المسارح مرة أخرى والاستمتاع بالفن الراقى.

تعالج «بعد الليل» خلطة من المشكلات الاجتماعية التى يعانى منها المجتمع المصرى، وذلك من خلال معالجة كوميدية راقية تناولت موضوعات التطرف والمغالاة والفساد الأخلاقى وانتشار التحرش وعدم معاقبة الذئاب البشرية، بل خلق الأعذار لهم؛ وتأثير الميديا ووسائل الانفصال (وليس التواصل) الاجتماعى على المشاعر والأحاسيس الجميلة، مما كان موجوداً فى الزمن الجميل. كذلك تناولت «بعد الليل» قسوة الحالة الاقتصادية من خلال موظف بسيط يقوم وزوجته بتوزيع الراتب الهزيل على متطلبات الحياة الضرورية، وبالتالى لا مكان لأساسيات تصبح نوعا من الرفاهية فى ظل الضغط الاقتصادى الطاحن للطبقة المتوسطة من المجتمع.

أعجبت بموضوع الإشاعة؛ وكيف أنها تبدأ بخبر صغير تتلقفه وسائل الإعلام وتضخمه بعد كثير من التحابيش والبهارات لزوم الإثارة والافتعال فتصبح الإشاعة أكبر من الحقيقة! وحالياً تحولت الإشاعة إلى أداة حرب يستخدمها المتطرفون والإرهابيون فى تدمير المجتمعات ذاتياً؛ وإحداث الفرقة بين الناس وتشكيكهم فى كل شىء من حولهم، والنتيجة الحتمية إذا لم نواجه هؤلاء المخربين هى نشأة جيل يفتقد الانتماء. وتنتهى المسرحية بمشهد عبقرى لمصور يوجه الكاميرا إلى المجتمع المصرى فيجد المصريين وكأنهم اتفقوا على شىء واحد وهو تشويه مصر، وتحويل الحياة إلى غابة من الحقد والشر؛ فيعود إلى الماضى ليرى الأدب فى طه حسين ودعاء الكروان؛ والغناء فى كوكب الشرق أم كلثوم وعبدالحليم حافظ والقرارات السياسية عند عبدالناصر وتأميم القناة؛ وانتصار أكتوبر مع السادات؛ والكوميديا عند فؤاد المهندس وشويكار؛ والكرة عند محمد لطيف؛ والإغراء عند هند رستم.

ينتهى العرض ويصفق الجمهور المتأثر بالعمل؛ ولكن وفى تلك الليلة كان هناك شىء مختلف وهو حضور عمر الشريف للعرض؛ وقد استقبله الجمهور والممثلون بحفاوة تليق به، ولأول مرة رأيت وعادل حمودة دموع عمر تنهمر من كل هذا الحب والوفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الليل عندما بكى عمر الشريف بعد الليل عندما بكى عمر الشريف



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon